تجدد الاشتباكات بين(الجموعية) و(الهواوير) والسلطات تفرض تدابير صارمة
بعد أن انتقل الصراع للريف الشمالي
الخرطوم – المجهر
تجددت أمس معارك عنيفة بين قبيلتي (الهواوير) و(الجموعية) بمنطقة الريف الشمالي بمحلية كرري، في أعقاب أحداث وقعت الأسبوع الماضي بالريف الجنوبي بأم درمان، أسفرت عن مقتل وإصابة العشرات . وعقدت اللجنة الأمنية لولاية الخرطوم أمس (الثلاثاء) برئاسة الفريق أول ركن مهندس “عبد الرحيم محمد حسين” والي الولاية، اجتماعاً موسعاً وطارئاً في إطار معالجة الأحداث بالريف الشمالي، بحضور قيادات الأجهزة الأمنية والتنفيذية والتشريعية وعدد من أعيان قبيلتي (الجموعية) و(الهواوير). ووقف الاجتماع على الاحتكاكات التي وقعت مؤخراً في المنطقة والتي أدت لإزهاق بعض الأرواح وإصابة عدد آخر بجروح، وأقرت اللجنة في اجتماعها حزمة قرارات لمعالجة المشكلة وإعادة الأوضاع إلى نصابها، على رأسها تشكيل ثلاث لجان، الأولى لاتخاذ الإجراءات الأمنية والقانونية الصارمة تجاه المتفلتين من الطرفين والقبض على المحرضين وأي مشتبه بهم، والثانية تعني بالمسار الأهلي والسياسي، وتضم أعيان القبيلتين ونواب المنطقة في البرلمان والمجلس التشريعي الولائي، واللجنة الثالثة تعني بوضع حلول جذرية نهائية لنزاعات الأراضي بالمنطقة وإنفاذها في أسرع وقت ممكن. وتعهد الوالي في حديثه بإنفاذ جميع القرارات والتوصيات التي تخرج بها هذه اللجان فوراً.وقد وجدت قرارات لجنة تنسيق شؤون الأمن بولاية الخرطوم قبولاً بالإجماع من أعيان القبيلتين.في غضون ذلك دخل المجلس التشريعي لولاية الخرطوم على خط الخلافات في الريف الجنوبي لمحلية أم درمان، ودعا قيادات وأعيان المنطقة الاستمرار في دعمهم للاستقرار وتحكيم صوت العقل. وطالب الأهالي بتفويت الفرص على الذين يسعون لخلق الفتن.وامتدح رئيس المجلس التشريعي بولاية الخرطوم المهندس “صديق محمد علي”، روح التسامح التي تحلى بها قيادات وأهالي الريف الجنوبي لمحلية أم درمان لتجاوز الخلافات التي حدثت أخيراً. وأكد لدى لقائه أمس (الثلاثاء) معتمدي محليتي أم درمان وكرري، أهمية تحكيم صوت العقل في حال حدوث خلافات بين أهالي القبائل التي تعيش في مناطق مجاورة. ودعا المهندس “صديق” إلى ضرورة التمسك بمبادئ الدين الحنيف الذي يحرم قتل النفس وسفك الدماء، وطالب قيادات وأعيان القبائل والأهالي في المنطقة بتفويت الفرص على الذين يسعون لخلق الفتن وتشتيت النسيج الاجتماعي. من جانبهما، أطلع معتمدا أم درمان وكرري رئيس المجلس التشريعي، على مجمل الأوضاع الأمنية بالريفين الجنوبي والشمالي، مؤكدين على استقرار الأحوال الأمنية وعودة الحياة الطبيعية للمناطق التي حدثت فيها خلافات.