بكل الوضوح
خيل (المك) تجقلب والشكر لي حماد
عامر باشاب
{ (ليس بالصوت وحده يحي الفنان) عبارة أجد نفسي أعيدها مراراً وتكراراً كلما صدمتنا سقطات وهطرقات مطربي هذا الزمان الأغبر.
{ وكثيراً ما نبهنا إلى أن المبدعين الحقيقيين من أهل الفن والطرب الأصيل منذ عصر الحقيبة وإلى عهد “الكاشف” وعميد الفن “أحمد المصطفى” والذري “إبراهيم عوض” والإمبراطور “محمد وردي” والعملاق “عثمان حسين” والكبير “محمد الأمين” والملك “صلاح ابن البادية” والفنان الخلوق والشامخ دوماً “أبوعركي البخيت”، كل هؤلاء توجوا ملوكاً وأمراء على عرش قلوب الجماهير، لأنهم تمسكوا بالقيم السودانية الأصيلة ومبادئ الذوق وأصول الأدب وأخلاقيات أهل الإبداع وفن التعامل مع الآخرين.
{ مساء الجمعة الماضي وعبر برامج (مساء الجمعة) بـ(النيل الأزرق) تلقيت صدمة موجعة من المطربة “مكارم بشير” التي طالما أشدنا بها ووضعناها في مصاف المطربين الكبار، حيث نبهنا مبكراً إلى قدراتها التطريبية العالية وطريقتها المميزة في أداء الأغنيات الأصيلة لعمالقة الفن، وذكرنا أكثر من مرة أنها في النهج الفني والأداء الطربي تسير على خطى الكبار، وكنا نظنها أنها سوف تسير على خطى الكبار في كل شيء خاصة من ناحية الذوق والخلق الفني القويم.
{ وجاءت الصدمة الفاجعة والمفاجئة في تنكر “مكارم بشير” لكل من ساهم في تطورها ونجوميتها وعلى رأسهم الإعلامي القدير “بابكر صديق” مقدم برنامج (نجوم الغد) و الموسيقار والملحن الفنان “أحمد المك” الذي أعاد اكتشافها من جديد عبر برنامج التلفزيوني الجماهيري (رحيق الورد) وعندما سألتها مقدمة (مساء الجمعة) “إسراء سليمان” عن من اكتشفوها ووقفوا معها حتى وصلت إلى هذه المرحلة من النجومية، والمؤسف أنها في ردها ذكرت فقط عازف الساكسفون وتجاهلت أصحاب الفضل الحقيقي الأستاذ “بابكر صديق” والأستاذ “أحمد المك” وغيرهما.
{ ويا للعجب “مكارم” خلال الحوار ذكرت الأغنية الأكثر من عادية التي لحنها لها عازف الساكس ولم تذكر الأغنية الكبيرة الخاصة التي أعطاها إياها عملاق الأغنية السودانية “صلاح ابن البادية”، وأيضاً لم تذكر الأغنيات الخاصة التي أهداها لها “أحمد المك”.
{ والحق يقال لولاء برنامج (رحيق الورد) ومجهودات (ود المك) لما زالت “مكارم” غريقة في بحر النسيان، وقبل (رحيق الورد) كانت “مكارم” في أذهان القلة الذين يتذكرونها هي تلك الطفلة التي ظهرت عبر (نجوم الغد) بالطاقية الملونة التي تشبه برنيطة سلفاكير ثم اختفت عن الأنظار لسنوات عديدة.
{ بعد الرحيق ظهرت “مكارم” بثوب جديد في الأداء التطريبي وحتى في أناقة المظهر وظلت تتطور يوماً بعد يوم إلى أن ذاع صيتها وانضمت لمجموعة (أغاني وأغاني).
{ “مكارم” في غمرة غرورها نسيت أن من حاوروها في مساء الجمعة (إسراء ومحمد عثمان) كلاهما قدم برنامج (رحيق الورد) واعتقد أنهما الاثنان لم يشاهدوها ولم يسمعوا عنها قبل الرحيق.
وضوح أخير:
{ يبدو أن (شيطان الغرور) أحكم قبضته على (بت الجبل) وزين لها دنيتها وما وصلت إليه من نجومية وصار يئز في أذنها واهماً إياها بأنها صارت أكبر وأشهر من (كوكب الشرق).
{أخير أقول قريباً سنترحم على نجومية هذه المطربة إذا لم تنتبه لنفسها وتلعن الشيطان.
{ نواصل