رأي

مسألة مستعجلة

حالة نفير مستمر ..
نجل الدين ادم
توقعت أن تنتهي حالة نفير تنمية وإعمار ولاية (شمال كردفان) الذي أعلن عنه الوالي “أحمد محمد هارون” قبل شهور مضت، بإنتهاء مراسم الإعلان عنه في وسائل الإعلام، ولكن خاب ظني حيث أن جميع أهالي الولاية باتوا في حالة نفير مستمر، كل يدفع مساهمة وطنية من أجل ولايته، حتى طلاب المدارس آثروا أن يدفعوا من مصروفهم لهذا النفير الذي علقوا عليه آمالهم، تحدثت إلى عدد من أهالي الولاية وهم مبسوطين على الآخر بهذه المبادرة وهم يحكون لي حجم الإنجاز الذي تم وما ينتظرونه من بشريات قادمة لتحول ولايتهم إلى بقعة جميلة وجاذبة، بالتأكيد هي مبادرة فريدة من نوعها ويستحق الوالي عليها الإشادة.
لاحظت أن أهم ما يميز هذه المبادرة أنها على الهواء مباشرة كل من يدفع مبلغاً أو قسطاً يكون معلوماً، شفافية عالية والمبالغ تحرسها الضمائر ويقف كل دافعي هذه الضريبة الوطنية كما أشرت على التفاصيل، يتم تصوير شيكات التبرع وتنشر في الصحف ويعلن عن المساهمات العينية والنقدية.
حالة حراك كبير في حاضرة الولاية الأبيض هذه الأيام، الأهالي هناك عندما تستفسرهم كأنهم كانوا في انتظار لهذا النفير، فهم يأتون فرادى وجماعات وقبائل لتقديم دعمهم ومساهمتهم في المبادرة، ما يحدث الآن يدل على أن المواطن السوداني أينما وجد فانه يدعم أي إرادة سياسية للحاكم أو المعتمد لتحقيق التنمية في محلياتهم  أو قراهم ويمكن أن يقدموا سهماً معتبراً في هذا ويدفعوا أكثر مما تدفعه الحكومة نفسها وهذه ميزة جيده قد لا تتوفر لدى بقية الشعوب.
بحجم ما تابعت واستمعت إليه من خطط لهذا النفير فإنني أستطيع أن أقول إن ولاية (شمال كردفان) موعودة بطفرة عمرانية ومزيد من الخدمات خلال الفترات المقبلة، ولا يسعنا إلا أن نقول لهم مطلوب منكم المزيد من الدعم والمؤازرة للوالي فالإرادة السياسية التي أعلنها قد لا تتوفر عند كل والٍ.
ومن حسنات نفير (شمال كردفان) أنه بدأ ينتشر في الولايات الأخرى، ففي النيل الأبيض القريبة نحا الوالي الثائر د. “عبد الحميد موسى كاشا” في ذات الاتجاه واختار أن يكون المواطن جزءاً أصيلاً في المعالجات الطارئة للمشروعات الخدمية من خلال المساهمة في برامج التنمية، وقد دشن ذلك بإعلان نفير لتأهيل مستشفى ربك فوجد تجاوباً منقطع النظير من قبل أهالي الولاية، ومضى إلى مشروعات أخرى، وأتوقع أن ينجح في ذلك، الم أقل لكم أن المواطن السوداني فقط يريد أن تحس به حكومته وبما تواجهه من مشكلات وتبدي إرادة سياسية لتقديم الخدمات، عندها فإنك ستجد أن المواطنين تقدموا على الحكومة في تنفيذ أي مشروع وربما يفلحوا في إصلاح ما عجزت عنه الولاية .
أخيراً أتمنى من كل الولاة أن يجعلوا المواطنين شركاء حقيقيين في إحداث التنمية المنشودة فإنهم لن يخذلوهم وبالتوفيق.
 

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية