حوارات

القيادي الإنقاذي "محمد الأمين خليفة" يخرج عن صمته في حوار مختلف مع (المجهر)(2-2(

نعم، الحوار الوطني هو المخرج الوحيد لمشاكلنا إذا صدقت النوايا ولكن ..
ليس في كل الحالات ينفض الناس عن المسئول عند مغادرته السلطة!!
استغرب للدوافع التي تدفع الشباب للالتحاق بداعش
تمنيت الا ينفصل هذا الجنوب ونيفاشا لم تجلب سلاماً ولم توقف حرباً
حوار ـ نهلة مجذوب
– محمد الأمين خليفة إذا كان مستمراً في السلطة ما هي الأشياء التي في خاطرك أن تفعلها؟
– وجود الفرد في مؤسسة انحرفت كلها عن المنهج لا يستطيع الفرد أن يغير شيئاً، ربما قد أكون  خطاءً أو فاسداً إذا لم تكن هنالك شفافية في الدولة ومحاسبة ومراقبة للمخطئين وقد أكون ضالاً في إطار حكومة لا تستنصح بآراء الآخرين، وقد أكون متبعاً للهوى في أطار حكومة ليس فيها الاعتراف والإصلاح مثلاً. فلا بد من أن تكون حكومة فيها نوع من التضابط والقسط.
واذكر طرحنا عندما كنت في البرلمان للمجلس الوطني الانتقالي نوفر الماء والكهرباء مجاناً للمواطنين في زمن معين، وكان يمكن أن يحدث ذلك وإخراج الطاقة الكهربائية من المياه الجارية أو من العلم التكنلوجي من الذرة بحيث لا تكون هناك فاتورة بدأناها بحيث تكون هنالك ثلاث أنواع من الفواتير بالألوان الأحمر والأخضر والأبيض نعطي الفاتورة باللون الأبيض لسكان الدرجة الثالثة مجاناً لأنه ليس لهم استهلاك غير الثلاجة ولمبتين ثلاثة، واللون الأخضر لسكان الدرجة الثانية ربع القيمة، وأن نعطي اللون الأحمر لسكان الدرجة الأولى والمصانع بنصف القيمة، وشرعنا في ذلك بالنسبة للطاقة الكهربائية، وكنا نقول أن الناس شركاء في ثلاث (الماء والنار والكلأ) ونعتبر بأن الكهرباء عبارة عن النار والناس شركاء فيها أما الماء فقلنا لابد أن تشرب الناس الماء مجاناً كما بريطانيا الآن تشرب الماء مجاناً ونحن أولى من بريطانيا في هذا الجانب وهم ليس عندهم غير نهر (التايمز) ويعمل له ترسيب وتكرير ونحن عندنا أطول وأكبر نهر عذب في العالم هو نهر النيل، بجانب الروافد الأخرى والتي تصب في النيل إضافة للمياه الجوفية. وكانت هذه الفكرة وكنت أتمنى أن تحدث الآن أو يحمل من بقي هذه الفكرة. والآن تقام المظاهرات بسبب انقطاع المياه.
أما الكلأ فقلنا أن الناس شركاء فيه وبنفس حديث الرسول صلي الله عليه هذا لا ينبغي لأي قبيلة أن تمنع سعية القبيلة الأخرى من الرعي والكلأ يعني لا ينبغي للمعاليا أن تمنع سعية الرزيقات والعكس. هذه معاني كنا نريدها والآن بعد حدوث المشاكل فيها أصبح الناس يرموننا بها ونحن بعيدين عنها (بالله شوفي الظلم ده). في الأسافير والصحف الخارجية والناس الذين لا يريدون أن تقوم للإسلام قائمة يرموننا بها نحن. ونحن كانت هذه هي أهدافنا. وكنت أتمنى لا تكون هنالك أمية في التعليم وكان يمكن أن تكون وبدأنا حتى في تعليم الرحل على ظهور الثيران والجمال والشخص الظاعن كان يمكن أن يذهب إليه التعليم هناك في محله وهذه من الخطط الموجودة في الأضابير.
وكانت هذه الأشياء يا بنتي التي كنت أتمنى أن تحدث وقدر الله وما شاء فعل، ويمكن أن يأتي من هو بعدنا ويصلح الحال.
– لحظات عصيبة تذكرها وأخرى مفرحة لا تنساها ؟
– اللحظات العصيبة التي مرت علي عندما كنت مسئولاً عن ملف الجنوب وذهبت إلى منطقة في شمال جوبا تسمي (ركن) وجدت الناس يتضورون جوعاً واشتكوا لي من أنهم لا  يجدون ما يأكلونه سوى أوراق الشجر، وحتى الأولاد الصغار الذين يقومون بقطع وجلب الأوراق الطرية للأكل من فروع الأشجار أخذتهم  الحركة الشعبية وقوداً للحرب. وأضافوا أن ليس لهم حتى طفل صغير يقوم بمساعدة الجوعى من العجائز، فكانت حاجة محزنة وغير معقولة وما زال هذا الحال موجود الآن، وما بعيد أن يكون موجوداً بالمعسكرات الآن فهذه من الأحزان.
السياسي قلبه معلق بالمواطنين إن كان هناك حزن عام على المواطنين فأنت حزين وإن كان هنالك فرح عارم فأنت سعيد.
أما لحظات الفرح كثيرة لكن هنالك مشروع الزواج الجماعي لآلاف الناس فأكون سعيداً للحد البعيد فيه، كذلك اللحظات التي يعم فيها السلام أو الإنتاج وأسعد أيضاً  بالتعليم لما أرى شباباً صغاراً يلبسون زياً موحداً وبنات صغار لابسات الطرح ويرددن (الله أكبر الله أكبر) ويرددن أناشيد دينية قبل دخولهم الفصل.
لكن الأن طبعا الحزن أكثر والضحك قل.
– هل تقلب في الكتب وتتبع التكنلوجيا وتتعاطى مع وسائط واتساب وفيس بوك وغيرها ؟
– نعم ومن بدري لأنه أول شيء كضابط إشارة الأشياء هذه ماغريبة علي، فقد درسناها قبل الثورة نفسها، وثانياً عند ما ذهبت إلى لندن في العام 1996م في زيارة خاصة مع أسرتي فأكرمني أحد الأشخاص يدعى “محمد كبير” رحمه الله وهو من أعضاء الحركة الإسلامية هناك فأهداني جهاز كمبيوتر، وكان من الأجهزة الجديدة التي دخلت السودان، وبفضل ذلك الجهاز الذي أهدى لي أصبح البيت كله يستخدم جهاز الكمبيوتر من الزوجة والأبناء.
والان أنا داخل في عدة قروبات منها (مجموعة الجودية) و(حكماء السلام) و (مجموعة حوار) و(إخوان على خطى الشهيد) وبدخل معهم وأشاركهم وأحياناً نعمل مؤتمرات داخل الأجهزة إضافة للقروب الأسري.
– هل تحب الريف وتسافر لقضاء أوقات صفاء وسعادة هناك ؟
– أحب الريف جداً وللحد البعيد ولكن لا أجد له وقت، وحتى في جولاتنا السياسية أكون سعيداً جداً عند الذهاب إلى الولايات وأريافها، وأحب الصحراء جداً لما فيها من تأمل فهي تعطيك وساع في التفكير والعقل والصدر وتشعر فيها براحة، أما الغابة فأحس فيها بالضيق قليلاً. وأحب جداً الريف وكتبت في (حكاية الراوي) كثيراً عن ذكرياتي فيه .
فالريف الرعي والبسطاء من الناس والخلاوي والصيد.
– هويات تحبها؟
– أهوى الصيد وزمان كنت أصطاد (جداد الوادي) و(الحبار) وهو نوع من أجود أنواع طعام الطيور أصطاد بـ(الخرطوش) حينها عندما كنت ضابطاً في القوات المسلحة برتبة ملازم، وفي صغري كنت أحب القنص بالكلاب.
– لتحدثنا قليلاً عن سلاح الإشارة كأول محطات عملك في الجيش ماذا أضاف لك وأجمل الذكريات ؟
– الذكريات كثيرة يا بنتي في سلاح الإشارة وهي الوحدة الأم التي هي أول ما اشتغلت فيها، فسلاح الإشارة وحدتي الأم لذلك أشعر بحنين شديد اتجاهه، تعلمنا فيه كل شيء من المهنية العسكرية والجانب الفني. والقيادات التي مرت على سلاح الإشارة قيادات تعرف كيف تقدر العمل وتبني رجالاً أمثال  العميد (عمر الحاج موسى) والشاعر (عوض محمد مالك) و(عصمت زلفي) و(حسن عثمان إبراهيم) كلهم كانوا قادة لسلاح الإشارة.

– قريباً من السياسة .. برأيك ما هي الحلول الناجعة لاستقرار أبيي؟
أعتقد أن قدر أبيي مربوط بقدر السودان ككل، السودان الواحد شماله وجنوبه يكون الحل سهل إذا ما عادت اللحمة مرة أخرى أو تحسنت العلاقة بين السودان وجنوب السودان، لكن في إطار التنازع الذي يحدث الآن بين السودان وجنوب السودان ستظل أبيي في استنزاف للدم وفي حالة اللاحرب أو اللاسلم أو في حالة اللاسلم قد ينزف الإنسان من(دينكا نقوك أو المسيرية) لا ذنب لهم سوى مشاكل السياسيين وموارد البلد أيضاً ستنزف.
– الحوار الوطني هل هو حقاً برأيك قضية إستراتيجية لحل المشاكل الراهنة ؟
نعم هو المخرج لمشاكلنا وإذا صدقت النوايا وسار الحوار على ما ينبغي سنجني ثماره وستكون حلوة، ومبتغيات الحوار وعاقبته غالية جداً، لذلك لابد من أن نصبر فإذا أردت أن تجني ثمرة ناضجة عليك أن تصبر على ما زرعته لتنال الحصاد، ولكن إذا استعجلت النتائج و(ضقت ذرعاً) قد تفقد كل شيء، فنحن صبرنا سنيناً على الحرب والمناقرة والمشاكسة وآن الأوان أن نلقي كل ذلك وراء ظهورنا وأن ننظر إلى مستقبل السودان ومستقبل أجيالنا القادمة حتى لا نورثهم (العهن والمحن) لذا لا بد من الحوار والصبر عليه لأنه شيء كبير، أضرب لك مثلاً لماذا الحمل تسعة شهور وربنا قادر على أن يكون في يومين أو ثلاثة أن تلد المرأة، لكن حكمه أنه سيأتي إنسان في تطور وفي نمو. فهذا الوقت المتطاول لأهمية القادم الجميل، فالأم تصبر صبراً شديداً. فإذا كنا نحن نعاني من آلام الصبر الطويل كما تعاني الأم من آلام الطلق وبعده يأتي المولود الجميل.
– هل تسمع الغناء وتشاهد القنوات ؟
– سؤال ظريف لا أتعمد أن أفتح الراديو أو التلفزيون بحثاً عن الأغاني بحكم تربيتي الدينية أو (لسني المتقدمة)، لكن إذا كان هناك غناء جميل أسمعه، ولكن بنتي دائماً ما تأتي وتفتح لي بعض الأغاني في اليوتيوب وأسمع أغاني صورة وصوت مثلاً لـ”سيد خليفة” و”العطبرواي” وأميل للأغاني الوطنية ولدي أيضاً أغاني محببة لها ذكريات معي، منها عندما كنت ضابطاً في جنوب السودان كان عندي عربية وكنت اشغل شريط كاسيت (أبني عشك يا قماري) لـ”سيد خليفة” ورسخت هذه الأغنية في وجداني لمعانيها الجميلة. وهسي أسمعك يا قماري ..وأضاف القلب الذي لا يطرب جاف .
أما نحن كسياسيين فمشغولين بالسياسة الجزيرة وإسكاي نيوز والعربية والبي بي سي والسي إن إن فنهتم جداً بمتابعة الأحداث مثلاً الحوثيين، الانتخابات في الدول، المنافسات، داعش، فهي تشدك. وأحب جداً البرامج الثقافية.
مفتاح شخصيتي أجلس مع أولادي لمتابعة برنامج اللبناني (جورج قرداحي) من سيربح المليون وغيرها وهو ثقافي جميل، فأنا مدمن لبرامجه والتلفزيون السوداني كان في الستينات أبيض وأسود وأفضل برامج المنوعات التي كان يقدمها الإذاعي “حمدي بدر الدين” و(فرسان في الميدان) برنامجه المميز كان بداية شغفي بالبرامج الثقافية. بجانب برنامج آخر اسمه  (دنيا دبنقا) وهو ظريف وفيه معلومات ثرة.

– هل ينفضّ الناس عن المسئول عندما يبعد عن بريق السلطة ؟
والله أبداً الناس السودانيين أذكياء وسياسيين جداً إذا رأوا رجل السلطة السلطوي وكانت الدنيا هي مبلغ علمه أول مايطلع منها (يشمتوا) عليه ويتركوه، ولكن إذا رأوا الشخص رجل الدولة وربنا وضع السلطة (مافي قلبه) في عمله للناس الآخرين يحبوه جداً. فأنا الحمد لله أكاد أرى نفسي ولم أكن متخيل أن أجد الاحترام والتقدير من الناس مثلاً عندما أمشي أشتري جريدة يدفعوا لي سعرها، ومنهم من يدفع لي (حق الخضار) و(العيش) وفي المنطقة الصناعية يقدمون لي خدمة يعرفوني الناس ويذكروني بأشياء جميلة .
– اجتماعيات محمد الأمين الآن ؟
– الاجتماعيات قائمة وكثيرة جداً، ولا بد أن أمشي وإن لم أذهب يسأل الناس في الوفيات أين “محمد الأمين”. والتواصل هذا نعمة من الله.

– كيف تقبلت نتيجة إعلان انفصال الجنوب خاصة أن أصدقاءك في القوات المسلحة والإنقاذ منهم؟
– لا أشعر بأنني وحتى هذه اللحظة ورغم انفصال الجنوب أكاد لا أصدق ولا أحس أن الجنوب انفصل وأعتقد فقط أنه انفصال سياسي وليس اجتماعي ومازال الجنوب في الوجدان، وبالأمس القريب كنت عامل فطور لـ”عبد الله دينق” وعدد من الجنوبيين ولا أرى أن الانفصال حدث ولا هم جنوبيين بحسب الانفصال (ما خاشي لي في قصة زي دي). وحيجي اليوم الحنعود فيه زي الزول العندو قريبه غائب بتحس أنه في لحظة من اللحظات حيجي عائد ليك.

– آمال تحملها للسودان ؟

– أحمل آمال عريضة كبيرة أسال الله سبحانه وتعالى أن يحقق المنال بفضل هذا الشهر الكريم والشهور القادمة، وأن يعم السلام وتعم المحبة والإلفة والترابط والتوادد بين سائر مكونات المجتمع السوداني حتى نضرب المثل الحي للعالم العربي والأفريقي والإسلامي نحن أبناء السودان نستطيع أن نحل قضايانا ونستطيع أن نقوم دون أن نتكيء على كتف أحد وليس ذلك على الله ببعيد .
– أخيرا وبما أنك أشرت لتنظيم الدولة الإسلامية في السودان لماذا انتشار (داعش) وكيف تنظر لها؟
– (داعش) ظاهرة غريبة على المجتمع الإسلامي إذا كانوا ينادون بالإسلام وظاهرة غريبة على المجتمع العربي أن قالوا هم عرب وظاهرة غريبة على المجتمع الدولي أن كان عناصره من شتى دول العالم. ويعملون أفعالاً غريبة علينا نحن جميعاً وأتأمل واستغرب ما هي الدوافع التي تدفع الشباب للالتحاق بـ(داعش)، أنا سأبحث عن هذا الجانب، ما هي الدوافع وما هي الجواذب التي تجذب هؤلاء الشباب لأن يلتحقوا بـ(داعش)    فهي أي جواذب ودوافع (داعش) غير منطقية
ويلاحظ أيضاً أن هذا التنظيم تنظيم عسكري رهيب وهذا يتنافى مع العقول البدوية العربية إن صحت العبارة، وهذا التنظيم يمتلك مالاً كثيراً وهذا يتنافى أيضاً مع الدول الفقيرة، وهذا التنظيم يمتلك تكنلوجيا عالية وهذا يتنافى أيضاً مع الدول النامية فظاهرة جديرة بالدراسة فلنبحث جميعا عن ظاهرة (داعش).
 
– هل تجد الأسرة حقها كاملاً وأنت منشغل في جوانب عدة؟
– الزوجة مهتمة جداً بالمشردين والأيتام والأرامل كانت عندها منظمة في بداية ثورة الإنقاذ تخليني في البيت الساعة 11 ليلاً وتمشي للمشردين، وأذكر ذات مرة تم القبض عليهم وأخذوهم إلى سجن كوبر فذهبت وتحدثت مع مسئولي السجن عن دواعي القبض عليهم، فأطلقوا سراحهم، يضحك .. ينادوا عليها “ماما فاطمة”، وتعرف لغتهم مثل (فردة، طرادة) وتأتي لتحكي لي عنهم وتضحك إليهم .
“ماما فاطمة” لما كنت في السلطة وقتي كله كان مفرغاً للعمل العام وكانت أيضاً مفرغة للعمل المجتمعي، الآن عندي فرصة أكبر في البيت مع “ماما فاطمة” والحمد لله عندنا الآن أحفاد ولدي خليفة حفيدي أسميناه على جده وبنت حلوة أسميناها (تالية) من ولدي الثاني أحمد، وسبحان الله ربنا يقدر أن يجلب لنا أحفاد في وقت مهم جداً لحياة الإنسان.
وأنا لدي بنتين وولدين واحدة تزوجت ثم انفصلت والأخرى طبيبة أسنان تخرجت من مأمون حميدة في سنك تماماً، والأولاد الاثنين كل منهم لديه ذرية، كلنا نقيم في بيت واحد (صينيتنا) واحدة، ونساء أولادي بنات طيبات مؤدبات جداً واحدة من ود السيد من البطاحين والثانية من الفاو، ولا توجد صلة أو معرفة معهم سوى القسمة.
– المدام “فاطمة” في تشكيل حياة “محمد الأمين خليفة”؟
– الزوجة، “ماما فاطمة” امرأة نشيطة جداً وتحب عمل الخير وهذه طباع بعض النساء خاصة السناهير باعتبارهم شيوخ الجعليين فهم فيهم عندهم هذا الإرث فيقولوا (الريح الكبير) و(أبو المساكين) وهكذا.. فهي تحب هذا العمل الاجتماعي مع اليتامى والمشردين والأرامل وأتذكر لما كنت في السلطة نشطت لها جمعيتها وكانت تقوم في رمضان بدعوة إفطار نخصصها للأرامل وتوزع لهن الثياب، كما أذكر أيضاً أن تأتي بالمشردين وتدعوهم للإفطار وتلزم أبناءها وأبناء الجيران بأن يأكلوا معهم. وعملت أيضاً دراما في التلفزيون مع المخرج “شكر الله خلف الله” مسرحية جميلة سموها (المشرد) وكنا في بيوت الحكومة فأتت بأبناء وبنات المسئولين وقتها “الزبير محمد صالح” و”نافع علي نافع” و”عباس عربي” و”بكري حسن صالح” وكانت في منتهى الروعة حضرناها مع “عبد الباسط سبدرات” وكانت في قمة الروعة ومعنا المذيعتين “سهام” و”ليلى المغربي” وكرمت بجائزة، وتقوم أيضاً بعمل كبير ولا أنسى لها هذا الدور فهي السبب الرئيسي في زواج أولادنا أكثر مني وبحسب ثقافتنا نحن نترك الولد إلى ما يكون  ويبني نفسه بعدها يتزوج هي التي بحثت لهم عن العروسات من خلال معارفها وأهلها. وكان عندنا بوكس بعناه لأنها أصرت على تزويج الأولاد ولم يكن عندنا شيء فهي وضعتني أمام الأمر الواقع والآن جبنا أحفاد وأطفال طبعاً المدام مريحاني من بلاوي كثيرة جداً.

– اهتمامات “محمد الأمين” كرجل سياسي وعسكري وقيادي إسلامي؟
اهتماماتي عامة أولها أنا ناشط سياسي في المؤتمر الشعبي وأمين لأمانة الحكم اللامركزي والمناطق المتأزمة في السودان وهي أمانة مهتمة جداً بقضايا السودان خاصة في المناطق المتأزمة كالمنطقتين ودارفور وحتي الجنوب لا نعتبره الآن بعيداً عن قضايانا وهمومنا، لأن الجرح النازف هنالك في جنوب السودان أيضاً يؤلمنا في شمال السودان .
– (مقاطعة) والآن نستشرف ذكرى الانفصال الثالثة ماذا أنت قائل؟
كم تمنيت أن لا ينفصل هذا الجنوب عن الشمال ونحن الآن في العيد الثالث لذكرى الانفصال، فالناظر لتلك الاتفاقية التي لم تجلب سلاماً ولم توقف حرباً فهي شر اتفاقية، يضحك ويقول شر الإتفاقيات، والذين يؤججون نار الحرب هم شر البرية، أما الذين يسعون للسلام ويريدون أن يظللهم السلام فهم خير البرية، ونسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعلنا من الذين يسعون لاحلال السلام في السودان وفي كل مكان، فهذا اهتمامي الحقيقي الذي أجد فيه نفسي أكثر من أي اهتمام آخر.
أما اهتماماتي الثانية فهي مكتبتي الخاصة في البيت، وفيها كتب قيمة أتصفحها وأتدبر في آيات القرآن ومعانيه وأربطها بالحاضر والواقع ثم أربط بما يجري في العالم كله.
– من حديثك كأنما تقول لكل زمان شأن، خاصة وأنك تعكف في عمرك هذا أكثر على القراءة والتدبر؟
نعم .. فشأن الشباب عندما كنا في القوات المسلحة كضباط كان شأن النشاط العام والعمل المهني .
والسودان قد أبتلي بالحروب قبل الاستقلال حتى كان أن اندلعت وأخرجت الحرب لسانها في جنوب السودان قبل أن يرتفع علم الاستقلال فوق السارية، لذلك كان عملنا في هذا العمل المهني في كيف نستطيع أن يستتب الأمن في جنوب السودان خاصة، إضافة للتحصيل العام، وكما تعلمين أن القوات المسلحة لا يحدث فيها ترقي إلا بالحصول على شهادات الكفاءة واجتياز حواجز الكفاءة ومعدات التأهيل من دبلوم وماجستير وهكذا. أيضاً كان هذا من الاهتمامات خاصة الذين يريدون أن يذهبوا في هذا المنحى.
والسياسيون بعد ما يتقدم بهم العمر طبيعي أن يحاول الواحد أن يجتر كل ذلك ويضع خبرته وخلاصة تجربته للأجيال القادمة حتى يجدوا ما يعينهم على الطريق.
– بما أنك ذكرت الماسونية التي ذاع صيتها وأُتهم بها الكثير من المؤثرين في العالم وفي السودان شخصيات إسلامية وحزبية معروفة هل هذا صحيح، وما هي أصلاً ؟
الماسونية حاجة مشينة جداً وهم شر. يضحك ويقول شر البرية أيضاً.
– (مقاطعة).. جميع من وصفوا بها؟
لا طبعاً واحدين ألصقوها فيهم ليحطموا شخصياتهم، لكن الماسونيين الحقيقيين هم شر البرية لأنهم يعتقدون أن هذا الكون لهم وكان هناك جانب شيطاني داخل فيهم، وهم امتداد لشيطنة اليهودية الذين انفصلوا عن الدين اليهودي وكونوا مثلاً إسرائيل كدولة صهيونية لا تتبع إطلاقاً العهد القديم (التوراة) بل عندهم نظرة أن تقتل من أجل إسرائيل ومن أجلهم فيعتبرون أن الحياة ملكاً وحقا لهم فقط، ومفروض يستمتعوا بها وكل الشعوب الأخرى يعتبرون خدم بالنسبة لهم، لذا لا يتورعون عن قتل الأطفال كما قتلوا الطفل الفلسطيني  “محمد الدرة”، يستمتعوا لما يقتلون الأطفال والفتيات والنساء والرجال، مثل ضرب غزة هذه ماسونية ليست لها علاقة أو صلة بالدين وهم يستقطبون الأذكياء من الناس ليخططوا لهم، وهنالك رتب في الماسونية وعندهم لغة خاصة بهم يعرفون ببعض بحركات وإيماءات حتى ربطة العنق بـ(الكرفتة) يعرفونها عند مقابلتهم في الفنادق وغيرها.
– وماذا عن ماسونية السودان الذين اتهموا بها ؟
– لا أدري لكن بعض الناس يراد اغتيال شخصيتهم، من أهداف الخصوم السياسيين أحياناً أن يضعوا أو يسموا الناس ماسوني كي يقتلوا شخصيته، جائز أن لا يكون ماسوني.
– وكيف يعرف الماسوني عن غير الماسوني من هؤلاء؟
الماسوني من اللا ماسوني يمكن أن يعرف وذلك من خلال اتباعه للدين الحق .
– من من أبنائك تأثر بك ؟
– في صفات مشتركة، ولدي الكبير “محمد الحسن” أراه صبوراً جداً واجتماعي جداً مثلي منذ أن كان صغيراً ولما كنت في جوبا ضابطاً عظيماً في الجيش 1988م كان يدخل بيوت الجنوبيين ويعرف لغتهم ويعرفوا بأني والد “محمد الحسن” ولست (المقدم أركان حرب) “محمد الأمين خليفة” فهو محبوب جداً وسط الجنوبيين لما كنا في جوبا، ويعرف أهله جميعهم أهل أمه (السناهير) وأهلي أنا .
أما “أحمد” فأخذ مني كثرة الإطلاع والقراءة، أي كتاب يأخذه من مكتبتي، أما البنات فهن أكثر تعلقاً بي وأحن عليهن أكثر من الأولاد وكل فتاة بأبيها معجبة، وهن متأثرات بي شديد جداً وللحد البعيد. واحدة مهندسة كمبيوتر والأخرى تخرجت طبيبة أسنان.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية