بين فوهة الروح وبركان الصمت
وحينما تقطعت يد القلم لنحو ألف قطعة من الصمت… حينها… احتجت وجودك لتخرج من فمك لسان اليراع.. ولتخط ما شاء الله للقلم أن يكتب عبر لسانك أنت.. أو قل نبضك..
أعشق اللون الأبيض حينما ترتديه أنت.. ولكني أكرهه حينما يكتسي به الورق لعجز تعبير عابر أصاب قريحتي.. وكأنما الأبيض يعني حداد الورقة حزناً على موت القلم..
لذا استحلفك بالله أن تظل مصدر رزق للورقة ما دام القلم حياً.. سم نفسك كما تشاء.. خزينة اللغة التي أمتلكها أنا ولا يعرف رقمها السري غيرك.. ولا أنا نفسي.. أو سم نفسك قاتل الصمت الذي لم يعرف الصم طريقه حتى الآن وإلا لكتبوك وصفة علاجية لهم على كل الروشتات.
أوسمها.. أنا.. لأنك أنا..
هذه الأنا التي استحي أن أخرجها من أصابع القول.. إلا حينما تأتي أنت.. فأزفها عروساً يمكنها أن تنفق ما تملك من كل شيء في سبيل إسعاد زوجها… تلكم الأنا التي تعنيك.. أبجلها جداً جداً..
كنت قديماً استحي أن أخرجك للورق.. فأتوق بك مرة بعد مرة.. وانتصر لرغبة في الروح تشتهي أن تراك على كل شيء.
على محطات الراديو.. وقنوات التلفاز.. على مانشتات الصحف.. وعلى أكواب القهوة.. على أوجه المسافرين.. وعلى بوابات الأمكنة جميعها.
فتخرج للناس من بين فوهة الروح وبركان الصمت..