"كاشا".. تداعيات أول نفير لتأهيل مستشفيات بحر أبيض
بتكلفة (94) مليون جنيه
ربك – الهادي إبراهيم قرن
يبدو أن النفرات التي ابتكرها والي النيل الأبيض د. “عبد الحميد موسى كاشا” فكرة جديدة لم تعرفها بحر أبيض من قبل التي شملت معظم مستشفيات الولاية وبلغت زهاء (94) مليون جنيه، فكانت ضربة البداية من محلية كوستي، وحصيلة النفرة كانت (6) ملايين جنيه، ومن ثم انتقل “كاشا” بذات الحماس وتوكل على الله إلى محلية الدويم، ولم يخيب أهل الدويم ظن الوالي فكانت المشاركة الفاعلة من أهل مدينة العلم والنور وتجاوزت نفرة الدويم الـ(24) مليون جنيه.
وقال والي النيل الأبيض الدكتور “عبد الحميد موسى كاشا” خلال مخاطبته جماهير محلية الدويم إنه جاء إلى هذه الولاية (بمزاج رايق) يحمل معه وصايا حادي الركب المشير “البشير” في حدقات العيون، الذي قال لولاة الولايات بعد أداء اليمين الدستورية: (عليكم بالخدمات الأساسية الصحة والتعليم والمياه) وتابع: (ها نحن قد انطلقنا)، لكنه رجع وقال: (أنا لا أملك عصا موسى وأقول لكم إن هذه الخدمات ستكتمل في يوم واحد أو شهر، لكن اصبروا علينا فالبيان بالعمل). ونوه “كاشا” إلى ضرورة وحدة الكلمة والصف فولاية النيل الأبيض واعدة تمتلك ثروة هائلة في المجالات الزراعية والصناعية والثروة الحيوانية.
وفيما يخص المشاريع القومية داخل الولاية شدد “كاشا” على ضرورة المشاركة في نهضة الولاية ونبه إلى المشاريع القومية وزيادة حجم الخدمات التي يقدمونها للولاية، بجانب الفائدة الكبيرة التي تجنيها هذه المشاريع من الولاية. وطالب “كاشا” المديرين التنفيذيين بالمحليات بمنع (كشة) أصحاب الدخل المحدود بالأسواق (يجب التنظيم فقط)، وقال إن أصحاب الدخل المحدود هم بركة هذه الأمة أية معاملة قاسية معهم تذهب الرحمة وتنزع البركة، وقطع القول إنهم ما جاءوا إلا خداماً لهذه الشريحة الكبيرة والمهمة.
أما في حاضرة الولاية مدينة ربك حاضرة الولاية التي كان يظن كثير من الناس أن نفرتها تكون (ماسورة)، فقد خيبت جماهير المحلية فأل هؤلاء وبلغت نفرة ربك رقماً قياسياً وخرافياً، (64) مليون جنيه، أسرة المرحوم “الصادق جموعة” وحدها تبرعت بـ(20) مليوناً، وتوالت التبرعات حتى بلغت ( 64) مليوناً. وقال الدكتور “كاشا” لأهل حاضرة الولاية إن الصحة هي الأساس وفوق كل شيء لذلك كانت أول اهتماماتنا، فوجدنا فكرة النفير هي الأسرع كخطة إسعافية للنهوض بالخدمات الصحية. وطوف “كاشا” بالخدمات الأخرى، وقال إن هنالك نفرات بعد الفراغ من نفرة الصحة، نفرة الزراعة، وتعقبها بمشيئة الله نفرة المياه، ومن ثم نفرة الطرق، وأخيراً نفرة الرفاهية والدعة.
ومن خلال تجوالنا داخل حاضرة الولاية لمسنا أن “كاشا” الذي لم يتجاوز الشهر في قيادة ولاية بحر أبيض يجد قبولاً كبيراً من المواطنين، وظهرت شعارات شعبية جديدة لم نسمعها من قبل “كاشا بالمكشاشا” وغيرها من الشعارات التي ترددت في أسواق وطرق حاضرة الولاية، وهذا إن دل إنما يدل على أن رجل دخل في قلوب عامة الناس الذين لا يعرفون المجاملة ولا “كسير التلج”، بل يبحثون عن حاكم يحس بآلامهم وأحزانهم ويشاركهم في الأفراح والأتراح وهموم الدنيا.