شهادتي لله

خطل المنطق عند البروف "حميدة"!!

  1
لم يمنعني عنكم – سادتي القراء – أواخر شهر رمضان المبارك سوى (الشديد القوي)، فبعد يوم واحد من العملية الجراحية بالهند كنت أكتب العمود اعتياداً  من على الفراش الأبيض، وفي المستشفى بمدينة “برلين” الألمانية لم تحل (الفراشة) المغروسة في وريد اليد اليمنى ومربوطة بمحلول وريدي بيني و(كي بورد) الموبايل لأخط كلمات (شهادتي لله)، لكن (الحمى) أشد وطأة على الرأس، وأقسى فتكاً بالجسد .. والروح .. والإحساس من مشارط الجراحة ووخز الإبر وملازمة المستشفيات!
(الحمى) تعصب عينيك وتضرب مراكز التفكير والخيال، فتجعلك بعض كائن متأوه، لا يرجو من الدنيا شيئاً غير البرء منها والسلامة من آثارها .
حماكم الله .. وكل عام وأنتم بخير .

2

جانب المنطق البروف “مأمون حميدة” عندما تحدث مدافعاً عن غلاء رسوم الدراسة في جامعته (العلوم الطبية) حيث بلغت تكلفة دخول الطالب لكلية الطب في العام  الواحد مبلغ (150) ألف جنيه، و(15) ألف دولار لطلاب الشهادات الأجنبية، فدافع بقوله إن (جامعته تستاهل)!! وأن لديه من الأساتذة ما ليس متوفراً بالجامعات الأخرى!! والبروف صاحب الجامعة مصدر غير محايد في هذه الشهادة، إذ لا يمكنني أن أتوقع أن يكون المستوى والبيئة  الأكاديمية المتوفرة والعراقة العلمية في كليتي طب جامعتي (الخرطوم) و(الجزيرة) – مثلاً – أدنى من مستوى طب “مأمون حميدة”، والفيصل دائماً  هو البيان بالعمل عندما يلمس الجميع الفرق بين خريج طب “مأمون حميدة” وخريجي طب (الخرطوم) و(الجزيرة) و(أم درمان الإسلامية) و(بحري) و(الزعيم الأزهري) و(الأحفاد) هناك في المستشفيات والمراكز الصحية وليس في القاعات الباردة شرق المطار!!
وحتى الآن لم يثبت أي فرق .. بل العكس، وأي شخص يمكنه أن يسأل قريبه أو صديقه طبيب الامتياز أو العموم عن الفارق المزعوم وستأتيه الإجابة من ألسن العارفين ومن عمق الواقع .
وفي كل الأحوال، فإنه لا ينبغي أن تترك وزارتا التعليم العالي والتربية والتعليم أمر الرسوم الدراسية للمدارس ورياض الأطفال والجامعات لما يحدده ويقرره صاحب الجامعة أوالمدرسة، بل المفروض أن تخضع لدراسات وحسابات وتقدير مناسب لهامش الربح كما يحدث في كل العالم المتقدم .
ولكن أن (تطلع في رأس) صاحب جامعة أن طالب الطب يجب أن يدفع (مائة وخمسين مليوناً) وطالب الأساس (خمسة عشر مليوناً) وأكثر بل في مدرسة (مجتمع الخرطوم العالمية) تصل الرسوم لأكثر من (عشرين ألف دولار) أكرر (دولار) لطالب أولى أساس!! فقط لأن بعض (الناس بتدفع) كما قال “مأمون حميدة”، فإن هذا ليس من الأخلاق والقيم في شيء، بل يعكس  مقدار الفوضى وغياب المراقبة والضبط والربط بل التساهل والتواطؤ وغض الطرف من الجهات التربوية المختصة!!
وبمنطق البروف “حميدة”، فإن سعر الرغيفة الواحدة في “المنشية” و”الرياض” يمكن أن يكون (عشرة جنيهات) .. لأن (الناس هناك بتدفع) وكذا سعر رطل اللبن وكيلو الطماطم !!
بكم يشتري “مأمون حميدة” كيلو الطماطم؟ هل يشتريه بـ(خمسين جنيهاً) من “الرياض” و”قاردن سيتي” .. بينما يباع في “الثورة” و”أم بدة” و”الحاج يوسف” بـ(عشرين جنيهاً) ؟!
منطق عجيب!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية