نقاط.. ونقاط
{ الدكتور “حسن الترابي” الأمين العام لحزب المؤتمر الوطني ظل يعزف موسيقى الحوار الوطني ولم الشمل وتوحيد صف الإسلاميين وحده.. و”الترابي” وضع وحدة الإسلاميين أولوية على السلام وتوحيد السودانيين وإنقاذهم مما هم فيه الآن من تمزق واقتتال.. لكن عزف “الترابي” منفرداً لأنشودة الحوار الوطني يقابلها المؤتمر الوطني بصمت شديد.. وترقب فقط.. أما وحدة الإسلاميين فقد جاء رد فعل “الطيب مصطفى” أحد أبرز المغادرين للحركة الإسلامية برئاسة “الزبير أحمد الحسن” جاءت محبطة ومثيرة للجدل، بوصف دعوة “الترابي” بالأماني المفارقة للواقع.. وحدة الإسلاميين في الوقت الراهن تبدو صعبة جداً.. الذين هم في السلطة يرفضون التقارب مع الشعبي.. وقواعد الشعبي تقف في حيرة من أمرها لمواقف “الترابي” والمنشقون من الوطني بعد خروج “الترابي” أمثال “غازي صلاح الدين” و”أمين بناني” و”حسن رزق” لم يخوضوا معركتهم بعد.
{ والي جنوب دارفور المهندس “آدم الفكي” وضع أصبعه على جرح دارفور.. ولكنه تعرض لعاصفة من النقد الكثيف بسبب مطالبته لقوات الشرطة بقتل المتفلتين .. الوالي كان يخاطب قوات نظامية في إفطار رمضاني فهل نتوقع منه الحديث عن التفاوض والحوار أم تعبئة قوات الشرطة التي تؤدي واجبها المقدس في حماية أمن المواطنين بدارفور في ظروف شديدة التعقيد، إذا تم القبض على مجرم ووضع في السجن هبت قبيلته وطالبت بإطلاق سراحه. .وإذا قتل شرطي أحد النهابين وعتاة المجرمين رفعت عنه الحصانة وتمت محاكمته.. الوالي في مأزق حقيقي. كيف له القضاء على التمرد داخل المدن وأيدي القوات النظامية مغلولة بسبب القوانين الحالية. لقد هاجم أحد منسوبي القوات الحكومية معلماً بمدرسة داخل “نيالا” .. وهدد المدرسة وأساتذتها بالقتل إن عوقب ابنه مثل بقية التلاميذ. المهندس “عثمان ميرغني” صاحب حديث المدينة تجني كثيراً على المهندس “الفكي”.. في تفسير دواعي الحديث التعبوي لوالي نيالا عن قتل المتفلتين.. “عثمان ميرغني” يعتبر حديث الوالي عن القتل خارج القانون.. والوالي يتحدث عن المجرمين الذين يشهرون السلاح في وجه الشرطة ويقاومونها، هل تقتلهم أم تذهب للشيوخ والنظار وتطالبهم بحث منسوبيهم على الرأفة بالمواطنين وعدم إطلاق النار على القوات الحكومية.
{ بعد المشاركة في وداع الأنصاري الوفي وأحد وكلاء الإمام “الهادي” وعضو مجلس الحل والعقد بهيئة شؤون الأنصار العم “الصادق عبد الرحيم” والد الوزير الراحل “غازي الصادق” سيد شهداء طائرة “تلودي”.. وقد هب لمقابر أحمد شرفي الأنصار من كل حدب وصوب . .وجاء أبناء خزام من الجزيرة أبا وأطراف العاصمة لوداع رمز من رموزهم وشيخ أعطى ولم يستبق شيئاً .. وكان الأمير “عبد الرحمن الصادق المهدي” مساعد الرئيس في مقدمة ركب المودعين. بعد دفن الراحل بمقابر أحمد شرفي، توجهت لمسجد الحارة الأولى شرق محلية كرري لأداء صلاة العشاء والتراويح، المسجد يتسع لأكثر من ألف مصلٍ.. تحفه حدائق غناء وساحة واسعة.. الإمام يقرأ بصوت جميل يشدك ويأخذك إليه .. مكيفات الهواء تجعل المسجد بارداً جداً، الموكيت يغري المصلي بأخذ قسط من الراحة بعد الصلاة لكن المصلين كانوا ثلاثة صفوف فقط .. أغلبهم من صغار السن.. المنطقة غنية جداً .. تحفها العمارات والبيوت الفاخرة.. حتى المتسولين خارج المسجد يسألون الناس بلطف. تذكرت هنا تدافع المصلين في مساجد الثورات البعيدة وصعوبة الحصول على مكان لأداء الصلاة داخل المسجد إذا لم تأتِ قبل الأذان.