رأي

البحصل ده شنو يا ربي!؟

التجانى حاج مسوسى

لقمة المؤمن بي ربو،
حلوة لمن تنقسم..
وأحلى لو أدرك
بي قلبو
إنت تاكل مبتسم..
وآسى مظلوم السنين
المعذب ومنهزم..
وضمد المجروح وطبو،
بكرة جرحو بيلتئم..
وأعمل الخير وأجهلو
تلقى مكتوب في الكتاب…
وأكسي عريان أسترو
تبقى مستور بالثواب
والخراب قوم عمّرو..
وخضّر الأرض اليباب
وحسِّن أجرك جملوا
تنجى في يوم الحساب..
أبيات الشعر هذه من نظمي سجلها منذ سنوات صديقي الفنان “حمد البابلي” كتبتها في السنة التي عرفها أهل السودان بالجفاف والتصحر.. الله ما جاب زي السنة ديك.. أهديها للقارئ الكريم بمناسبة الشهر وأتمنى أن يستمعوا لها بصوت البابلي العذب.. طبعاً استمعتم له وهو يؤدي رائعة الإعلامي الراحل أستاذنا “ذو النون بشرى” يرحمه الله – ومن ألحان البابلي (يا أغلى من دمي يا حبيبتي يا أمي) نظمها “ذو النون” للمرحومة والدته في مرضها الأخير – لهما الرحمة – وأهداها للبابلي الذي غناها قبل تسجيلها للإذاعة، يومها بكى “ذو النون” بكاءً نبيلاً.. هذه الخواطر عن هذا النوع من الغناء المطلوب وبصورة مكثفة لا سيما ما يحدث في ساحات الحروب التي غطت خريطة وطننا العربي الإسلامي.. زمان الواحد لما يصدم كديسة يقشعر جسمو كلو ويتصبب عرق – عصفورة لو ضربها سلك الكهرباء تمسخ عليك الدنيا، لكن هسه عادي تشاهد المذابح يوماتي على رأس كل دقيقة في نشرات الأخبار.. وعادي تشوف الأطفال بالمئات موتى وأمهاتهم ثكلى – وعادي جداً أن تتكرر مشاهد الآباء يحملون أطفالهم ودماءهم على ملابسهم. صور حية كنا نراها في الأفلام الحربية.. لكن المشاهد هنا حقيقية والكاميرات والأقمار الصناعية تنقل لنا يومياً هذه المشاهد ونراها على مدار الساعة. والغريب في الأمر أن نيران تلك الحروب يشعلها أبناء الوطن الواحد بعد أن انقسموا إلى شيع وأحزاب تحت مسميات لم نسمع بها وكلها تحمل شعارات إسلامية – والإسلام برئ من القتل والتنكيل.. طيب يا جماعة الخير، منو البدفع فاتورة الحرب لترسانة الأسلحة المتطورة دي؟! ومن هم تجار هذه الحروب المجنونة المسعورة؟! ومن هم سماسرتها ومن الذي يدفع الفاتورة الباهظة الثمن؟! كدي فكروا معاي؟! وأين عقلاء بلدان تلك الحروب عشان ينصحوا حملة السلاح ويقولوا الله يلعن الشيطان ويحلوا مشاكلهم بالحوار!! أظن ذاتو ما في مشاكل في الأساس!! ويحزنني معظم العمارات والبيوت والمساجد وبتنهار بفعل الصواريخ والقنابل والطائرات البتطير بدون طيار.. أها والعيد كيف يقضونه؟! والعفو لله والرسول، هذه العبارة البسيطة العميقة، ألا يتناولها المحاربون؟! بعدين آلاف مؤلفة من الشباب، ما عندهم شغلة غير الحرب؟! يعني بناء أسر والتطلع لمستقبل ما في تلك النظرة؟! بعدين يا عرب ويا دول عربية، شنو المؤتمرات البتعقدوها في أوروبا؟! والوسطاء بتاعين الأمم المتحدة؟! يعني ديل الفاهمين قضاياكم؟! طيب وروني مندوب واحد جاء على يده صلح أو أوقف حرب؟! والمحزن ويفقع المرارة معسكرات اللاجئين تنهدم المنازل، تقام معسكرات تشرف عليها منظمات كلها أجنبية!! يعني الأمم المتحدة بقى ما عندها حل غير بناء تلك المعسكرات؟! بالمناسبة أنا شفتها ولا زالت في حلقي غصة ومرارة.. في ظني أن الساعة آتية قريباً لا ريب لأن إنسان هذا الزمان بعد عن أمانة التكليف باعتبار أن الخالق عز وجل أورثنا الأرض وما عليها وأمرنا بتعميرها ونأكل من خيراتها وإليه المصير.. ألطف بنا يا الله ووطنا أمنحه السلام، وكل عام والسودان بخير.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية