الديوان

انتعاش عمل الورش الصناعية مع اقتراب العيد

ارتفاع درجة  الحرارة اثر  على الشغل وعلى الدوام
الخرطوم: نهلة مسلم
أصحاب المهن الهامشية (الورش) بالأسواق يتفاءلون بالأيام الأخيرة من شهر رمضان ويعتبرونها فترة انتعاش وحركة دءوبة خلاف الأيام التي شهدت ركوداً مميتاً  في حركة السوق، لقلة الطلب إضافة إلى إحجام  الكثير من الزبائن، بسبب الغلاء.
(1)
ومع ذلك فقد كان هناك من يتقبل الأمر بكثير من الرضا،وكثير من الأمل في تحسن الوضع بصورة أفضل.  فالعامل “علي يعقوب”  يرى من زاويته أن العملية ماشة (كويس)، على حد قوله، ويستطرد قائلاً: الحمد لله راضين بما قدر لنا وهو مقسوم لنا.  صحيح أن هناك ضعفاً في الحركة واعتبرها ناجمة من ارتفاع الأسعار والوضع الاقتصادي،  وأن المواطن أصبح لا يهتم إلا بالاحتياجات الضرورية الملحة، أما بخصوص تصليح وفك اللحام، فهذه أغراض يتزايد الانتباه لها والاهتمام بها،  في أوقات الأعياد”.  يعني الحكاية أصبحت موسمية كالعادة. نتطلع وننتظر الإقبال الكثيف من قبل المواطنين في الموسم.
أما “آدم إبراهيم” يقول:  في الحقيقة نعاني  معاناة شديدة بسبب الركود  وضعف السيولة  في الأيام الرمضانية، والحركة تزداد ضعفاً عن الفترات العادية، سابقاً كان هناك ازدحام  وزيادة عالية في الطلب، أما الآن فإن الحركة تكاد تكون متوقفة. وقال لـ(المجهر) نحن نتعاون مع الزبائن سواء كان ذلك بيع سلع جاهزة أو مقاولة لعمل (السراير)، فنحن نجاملهم في الأسعار، وكذلك الخامات الحديدية.  وأشار إلى  ارتفاع  الإيجارات قائلا أن الظروف الاقتصادية القاهرة قد تعوق حركة السوق وعبر عن أمله في  أن ينصلح الحال وتنساب السيولة لحل بعض الإشكاليات. وقال إن أدوات ومستلزمات الصيانة مرتفعة ارتفاعاً جنونياً، بحيث  أن سعر المكنة لقطع الأبواب و(السراير) وصل  (3) مليون جنيهاً.
(2)
ولا تختلف إفادة العامل “آدم” عن إفادة زميله “أحمد” العامل بسوق ليبيا والذي قال بوضوح، وهو يلخص حال السوق هذه الأيام الأخيرة من شهر رمضان: “سوقنا نام  نوم رسمي في رمضان، في الأوقات الماضية كنا نقوم بتصليح ولحام حديد الصالات البلدية،  أما الآن فالشغل ينحصر في صناعة السراير القديمة والأبواب”. وعدها “أحمد”  أهم  احتياجات الناس في هذه الأيام، إلى  جانب استعداداتهم للعيد.
صاحب ورشة “الحاج عصفور” بدار السلام أكد بدوره “الشغل في رمضان ضعيف شوية، ولكن مع اقتراب العشرة أيام الأخيرة، شهد  إقبالاً لا بأس به”.  ويقول نحن كأصحاب ورش، نؤكد أن  المهنة شاقة وصعبة بما تشمله من  “تركيب وتلحيم أبواب وكراسي” . وعزا ذلك  لدرجة الحرارة العالية التي  “أثرت على شغلنا وعلى طبيعة الدوام”. وأضاف قائلاً: أن أسعار الحديد غالية لذا نضيف زيادة على كلفة الصناعة، وأضاف أن أسعار السراير تتراوح ما بين (700 – 800) جنيه. إلى ذلك تلاحظ (المجهر) ازدحام عدد من المواطنين في أماكن الورش بغرض التجديد والاستعداد للعيد. من جهتها قالت “عوضيه مبارك” إن الظروف المادية لا تسمح لها بأن تشتري أشياء جديدة، ما اضطرها  لصيانة الأثاثات بطلائها بالبوهية، وقالت “لا يكلف الله نفساً إلا وسعها”. وقالت لـ(المجهر): “إن بقية ما عندها من فلوس وظفتها في أشياء أخرى، الحاجة لها شديدة”

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية