رأي

مسألة مستعجلة

ملحق حتمي .. وتلفزيون خالٍ من المشاكل
نجل الدين ادم
لم يتوقف الجدل في ظل الظروف الاقتصادية الحالية التي تمر بها البلاد حول ضرورة انتشار الملحقين الإعلاميين في كل سفارات السودان بالخارج، والاكتفاء بملحقيات محدودة في بعض عواصم الدول. البعض يرى بأنه ليس من المهم أن توفد الحكومة ملحقاً إعلامياً لكل دولة في إطار سياسة التغشف التي تضرر منها عدد من سفاراتنا في الخارج وأقعدتها عن القيام بدورها كاملاً بجانب مشكلات أخرى!.
 الملحق الإعلامي حلقة مهمة جداً لإكمال العمل الدبلوماسي بالخارج وذلك لما يقوم به من جهد في عكس الحقائق ونقل صورة السودان كما ينبغي، ومد أجهزة الإعلام العالمية بما ترغب من معلومات وإفادات وعدم ترك المجال لها للاجتهاد والذي ربما يقود في أحيان كثيرة إلى تشويه المعلومات أو بترها. كل ذلك في ظل إحاطة السودان بتحديات الحصار والتآمر الدولي بسبب بعض الملفات ومحاولات النيل منه والكيد له .
وزارة الإعلام وفي إطار دورها تمسكت بضرورة أن تمتد الملحقيات الإعلامية إلى كل البلدان مهما كانت التكلفة، وذلك من واقع قناعتها بالدور الوطني الكبير والتكاملي الذي يقوم به الملحق الإعلامي في كل سفارة. واعتقد أن في حالة السودان بات وجود الملحق ضرورة ملحة وأمراً حتمياً نظراً لما أشرت إليه من تحديات ماثلة.
 كان الخيار أن يتم تقليص للملحقيات الإعلامية في الخارج لكن جهد الوزارة برغم ما وجهناه لها من نقد في أوقات سابقة، أصاب هذه المرة كبد الحقيقة ولامس واقعاً  وهي تتمسك بضرورة أن يكون لنا ملحق إعلامي في كل دولة، وذلك من خلال حوار أدارته مع أجهزة الدولة العليا تكلل بأن تستمر الملحقيات الإعلامية بالخارج، حيث تم اختيار عدد من الزملاء الأكفاء لتولي المهام بعدد من الدول، أمثال الأستاذ “راشد عبد الرحيم” و”أسامة الخليفة” وآخرين من خلال القائمة التي تم نشرها الأيام الماضية، نتمنى لهم التوفيق والسداد .
مسألة ثانية .. حالة الصحوة التي تشهدها وزارة الإعلام هذه الأيام قادتها  أيضاً أن تمسك بملف آخر لا يقل أهمية سيما وأنه قد استعصى حله خلال الفترة السابقة، وهو ملف تلفزيون السودان وحقوق العاملين من رواتب ومتأخرات بجانب  الهيكلة ودعمه بالقدر المطلوب للاضطلاع بدوره كاملاً. ولا يخفى على أحد أن الحالة التي وصل إليها التلفزيون القومي قد أثرت كثيراً في إنجاز كل الأدوار الموكلة له كما ينبغي وصارت بيئته طاردة. حسناً أن تولت الوزارة الملف بكل ما يحمل من مشكلات لمناقشته مع رئاسة الجمهورية، فقد جلس الوزير وأركان حربه الأسبوع الماضي مع النائب الأول لرئيس الجمهورية بحضور وزير المالية وأركان حربه أيضاً بالخصوص، فقد أحسست بأن هناك إرادة سياسية هذه المرة لحل المشكلة التي ظلت ترحل خلال الفترات الماضية. أتوقع أن تكون النهايات التي تم التوصل إليها بشأن المعالجة سعيدة وتنزل برداً وسلاماً على الهيئة القومية للإذاعة والتلفزيون والعاملين كافة ومبروك مقدماً.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية