النشوف اخرتا
ود الشواطين شاعر غنائي!
سعد الدين ابراهيم
قال لي ود الشواطين: شوف يا أستاذ في رمضان ده ما في مقالب عشان كده أنا داير استثمر الشهر الكريم ده.. أنا داير أبقى شاعر غنائي ودايرك تعلمني الحكاية دي؟
أعلمك ياتو حكاية يا ود الشواطين.. قلت ضاحكاً.. قال في حزم: أنا بتكلم جد.. داير أبقى شاعر.. قلت: يا ود الشواطين الشعر ده موهبة ما بتعلموه.. قال لي: هسع الوهم البكتبو فيهو ده موهبة..؟ قلت له: أهو أنت سميتو وهم.. يعني ما شعر!.. لكن ما بغنوه قال.. قلت: خلاص ببقى ده وهم والبغنوا ذاتم وهم.. قال: هسع البغني فيهو اسعد غمزة ده شعر؟.. اسعد غمزه ده ما سمعت بيهو.؟ ياخي البكتب الوهمات الجديدة دي.. تصدق اطناشر فنانة وتلاته وتلتين فنان بغنوا ليهو.. قلت: خلاص ببقى شاعر جد جد.. ما وهم؟ ياخي زي ده ما شعر.. كلام مرصوص ساكت..
- طيب أنت أعمل زيو اكتب كلام مرصوص.
- يعني ما داير تساعدني.
- ياخي بساعدك .. أنت اكتب في الأول وأنا بشوفو لو داير سمكره بسمكرو ليك.
- خلاص اتفقنا
ودعني وذهب.. بعد أيام عاد يتأبط كمية من الأوراق.. وقال لي: أهو يا سيدي كتبت ليك.. فقلت له: ما كتبت لي أنا كتبت لي روحك.. وده شنو الورق الكتير ده.. قال: أغاني.. قلت: دي كلها أغاني كتبتها في تلاته أربعة يوم.. قال: ما كتيره اتنين وستين غنية بس.. قلت له: ده شعر ولا مسلسل تركي.. قال: يا أستاذ ما تسخر مني.. شيل القصايد وسمكر حسب وعدك.. قلت له: خلاص انحنه نمسكا واحدة واحدة.. كدي نشوف القصيدة الأولى.. اها اقرأ لينا:
تنحنح ود الشواطين.. وامسك الورقة الأولى.. وقال: دي قصيدة خطيرة.. ثم تنحنح.. مرة أخرى وأخذ يقرأ
نشالة نشلت قلبي
أنا اعمل إيه يا ربي
قصاص الأثر ناديتا
وداني جنب بيتا
أنا قمت استنيتا
لمن مرق قبضيتا
بالثابتة نمشي الشرطة
قعدت تبكي من الورطة
أنا قمت أتأثرت
من البلاغ أتنازلت
بتبالغ قلت له.. قال: يعني مجازة طيب شوف دي..
أطعني بالسكين
أنا أصلي زول مسكين
الطعنة جات في قلبي
دمي سال ملا دربي
قلت: أنت شنو نشالة.. وسكاكين.. قال لي: ما ركبت الموجه أها رأيك شنو.. قلت له: رأيي خليهو أنت رأيك شنو!
قال: أنا رأيي إني اتوفقت قلت: مبروك طيب.. قال: جنس حساده.. بكرة نشوف.. مرت الأيام .. فإذا بي استمع في الحافلة إلى كلمات نشالة نشلت قلبي.. صفقت ومضيت قدماً.. بعد أيام سمعت عند الجيران.. أطعني بالسكين.. آآآي.. فقلت ود الشواطين جاد في المسألة، وتساءلت: يا ربي ود الشواطين بوظ الغنا.. ولا الغنا بوظ ود الشواطين.. ثم تمتمت: في البلد دى كل شيء جايز.. سبحان الله.