يموت (428) مستخدم "فيسبوك" كل ساعة حول العالم!!
في (2065م) سيصبح عدد صفحات الموتى أكثر من الأحياء!!
تساؤلات صادمة.. ما مصير حسابات “فيسبوك” بعد موت مستخدميها؟؟
تقرير – محمد أزهري
ثمة تساؤلات ربما تكون صادمة لرواد مواقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك” و”تويتر” وغيرهما على الإنترنت، لكنها تتسم بواقعية تتيح لنا التساؤل ولو كان بعبعاً مخيفاً لعشاق الأسافير ومدمني الـ”فيسبوك”، الذي يعدّ موقع التواصل الاجتماعي الأول في السودان رغم المنافسة الشرسة من الـ”واتساب” عقب ظهوره في الساحة الإسفيرية، فكثير من الأصدقاء على “فيسبوك” يرحلون عن الدنيا وتظل صفحاتهم موجودة، منهم من هو مقرب إليك يأتيك نبأ وفاته فتتحاشى زيارة صفحته الشخصية، ومنهم من لا تعلم بوفاته فيظل صديقك عبر الأسافير وجسده تحت (التراب)، لأن لا أحد يستطيع الدخول إلى صفحته نسبة لخصوصية “فيسبوك” العالية وتأمينه للصفحات بـ(الباسوورد) أو كلمة السر، منها على سبيل المثال لا الحصر صفحات مشاهير سودانيين انتقلوا إلى الرفيق الأعلى أبرزهم فنان الشباب الأول “محمود عبد العزيز” والفنان “نادر خضر” والإعلامية “نادية عثمان مختار” والصحفية “فاطمة خوجلي” ورئيس القسم الاقتصادي بصحيفة (الصحافة) “محمد صديق” والصحفي بصحيفة (ألوان) “رامي قسم الله”، وعارض الأزياء السوداني “رشاد نميري” ولكل مستخدم صديق عزيز رحل عن الدنيا.. كل ذلك يفتح ويتيح لنا تساؤلات عدة من قبيل: هل يستطيع “فيسبوك” إغلاق صفحات الموتى؟ وكم بلغ عددهم منذ إنشاء هذا الموقع؟ وهل يمكن تحويل صفحة المتوفى إلى صفحة خاصة لتأبينه؟ وكم تستقبل صفحات الموتى من طلبات الصداقة يومياً؟ وكثير من الأسئلة المثيرة للاهتمام تجيب عنها (المجهر) مستصحبة دراسة أجراها مركز (المتخصص للأبحاث).
{ الإجابة!!
تختلف الإجابة عن هذه الأسئلة الخاصة بمصير حساباتنا على مواقع التواصل الاجتماعي بعد انتقال المستخدم إلى الحياة الآخرة وفقاً للسياسة التي تتبناها تلك المواقع، فموقع “تويتر” على سبيل المثال، يعمل على حذف الحساب بعد انقضاء مدة (ستة أشهر) من عدم تفاعل صاحبه، إلا أن باقي الشبكات الاجتماعية تبقي على الحساب فعّالاً إلى حين تقدّم أحد أقارب المتوفى أو المسؤولين القانونيين بطلب رسمي لإنهاء وجود الحساب، ليتم دفنه رقمياً إلى الأبد.
{ تحويل حساب المستخدم إلى صفحة لتأبينه!!
ويتيح في المقابل موقع “فيسبوك” تحويل حساب المستخدم المتوفى إلى صفحة خاصة لتأبينه وتذكره، بدلاً عن بقائها مجرد صفحة شخصية خاملة، إلا أن الموقع لا يحذف بأي حال من الأحوال حسابات توفي أصحابها، ليبقى السؤال المطروح هو ما مدى قدرة الموقع على استيعاب حسابات الموتى عندما تفوق عددياً تلك الخاصة بالأحياء؟ وهو ما أشارت إليه دراسة نفذها (المتخصّص للأبحاث)، إذ توقع أن يكون عدد صفحات الموتى على “فيسبوك” في العام (2065) أكثر من صفحات الأحياء، في حال مواصلة العملاق “فيسبوك” نموه بذات الوتيرة الدراماتيكية المتسارعة.
{ أرقام مثيرة!!
ومن الأرقام المثيرة للاهتمام عند الحديث عن الموت الرقمي على “فيسبوك”، موت (30) مليون مستخدم حول العام في السنوات الثماني الأولى من إنشائهم لحساباتهم، بينما يتوفى (428) مستخدماً كل ساعة، و(312) ألفاً و(500) في كل شهر.. ويومياً يتم إرسال طلبات إضافة على “فيسبوك” لـ(10) آلاف مستخدم اعتماداً على صورة الحائط فقط، ويصل الأمر إلى حد التقّدم بالتهاني التبريكات في أعياد ميلادهم بالرغم من وفاتهم.
{ من يحق له حق امتلاك حساب المتوفى؟
قد تتبادر إلى الأذهان بعد تلك الأرقام المرعبة مجموعة من الأسئلة مثل: من يحق له امتلاك معلومات المستخدمين على شبكات التواصل الاجتماعي بعد الموت؟ وما هي المدة الزمنية التي يستغرقها إغلاق حساب ما؟ وهل يستطيع آخرون استعمال اسم المستخدم ثانيةً بعد رحيله عن العالم؟؟
{ “فيسبوك”!!
فيما يتعلق بملكية البيانات بعد وفاة المستخدم، فالأمر يختلف من موقع لآخر، فعلى “فيسبوك” تبقى المعلومات بيد الشركة إلا في حالة وجود موافقة مسبقة على إعطاء بيانات حسابك لشخص آخر أنت من حدده قبل وفاتك أو الممثل القانوني لك.
{ “تويتر”!!
أما على “تويتر”، فيمكن التعامل مع الشخص المخول له التصرف في “التركة” أو أحد أفراد الأسرة من الدرجة الأولى للمتوفى على أن يحافظ على بيانات المتوفى ولا يمنحها لأحد حفاظاً على اعتبارات الخصوصية وعدم منح البيانات لأحد إلا بقرارات قانونية.
{ مدة إيقاف الحساب!!
وعن المدة الزمنية التي يستغرقها إيقاف حساب ما على “مواقع التواصل الاجتماعي” بسبب الوفاة، فلا يتم ذلك على “فيسبوك” إلا عقب إخطار الشركة المشرفة عليه بالأمر، بينما يتم إيقافه على “تويتر” بعد خمول نشاط الحساب لمدة (ستة أشهر)، ولا توقف “غوغل” الحساب إلا بعد مرور (تسعة أشهر) من عدم النشاط، أو بعد إعلام الشركة، أو في التوقيت الذي ضبطه صاحب الحساب بنفسه سابقاً ليتوقف الحساب، إذ يستطيع أي مستخدم ضبط فترة بقاء حسابه لفترة تتراوح بين (3- 18) شهراً، ويقوم “غوغل” بإعلام المستخدم قبل شهر من انتهاء المدة المسجلة، مع إمكانية اختيار عشرة أشخاص لإعلامهم بانتهاء حسابك واختيار بيانات محددة ليحصلوا عليها.
{ إثبات وفاة المستخدمين!!
وبالنسبة للأوراق المطلوبة لإثبات وفاة مستخدم بغرض إيقاف حسابه، يطلب “فيسبوك” إثباتاً بأن يكون طالب الإيقاف أحد أفراد العائلة من الدرجة الأولى، في ذات الوقت يطلب “تويتر” مستندات تؤكد حادثة الوفاة وإثبات هوية المتوفى أو جواز سفره وأخرى توثق علاقة المتوفى بالمطالبين بالإيقاف، ويحتاج ذلك بيانات كثيرة تشمل اسم الحساب وعلاقة صاحب الطلب بالمتوفى والشركة التي يستخدمها ورابط لصفحة المتوفى الشخصية والبريد الإلكتروني الخاص به.
وإن تمّ الاتفاق على تحويل صفحة المتوفى على “فيسبوك” لأخرى مخصّصة لتأبينه وذكر محاسنه، فوقتها تبقى إعدادات الخصوصية الخاصة بالشخص المتوفى كما هي، ويستطيع الأصدقاء الحاليون النشر على صفحة صديقهم الراحل.
{ عهد الورق!!
وبما أننا نعيش في عصر تسوده التعاملات الإلكترونية بمختلف نواحي الحياة ويملك الواحد منا عدداً كبيراً من الحسابات والأرقام السرية، فهل يعود بنا الحال إلى عهد الورق الذي لا يحتاج إلى كثير اجتهاد لفك شفراته ومعرفة أسرارنا المهمة أو وصايانا لتسهيل عملية تنفيذها بدلاً عن موتها ودفنها إسفيرياً بعد قبر أجسادنا في باطن الأرض؟؟