مسالة مستعجلة
تدمير العقول بقوة السلاح!!
نجل الدين ادم
إنجاز كبير ذلك الذي حققته شرطة مكافحة التهريب بولاية البحر الأحمر وهي تحبط أكبر عملية تهريب هيروين نقي إلى داخل البلاد، فهي تستحق الثناء والشكر والتحفيز، حيث قدرت الكمية بـ(12) كيلو جرام أي ما يعادل مبلغ (900) ألف دولار.
قوة الجمارك التي نفذت هذه العملية دخلت في معركة مباشرة مع المهربين كما الأفلام الهندية، وقد تأكد لي أن هذه العصابة متحوطة لكل السيناريوهات وجاهزه تمام التمام، تخيل أن العصابة كانت تحمل (22) “كلاشنكوف” وتدخل في تبادل نيران مع قوة الجمارك لتغزو الضعفاء من الشباب عنوة بإدخالها هذه السموم المدمرة للعقول بقوة السلاح!
بالفعل، وحسب توصيف هيئة الجمارك، هي أكبر عملية من نوعها وقواتها تفلح في تجنيب البلاد من هذه الكارثة الكبيرة التي لا تقف تبعاتها عند الأسر وانحلال أخلاق الشباب وزيادة معدلات الجريمة، فحسب بل تؤدي إلى تدمير اقتصاد البلد.
حقاً هذه الكمية التي تم ضبطها تمثل جرائم مركبة ومتحركة تمشي بين الناس، لكن قدر الله ولطف بفضله وجهد عناصر شرطة المكافحة، لأن في المقابل كان يمكن أن تكون الخسائر هي فقدان أرواح من قوة مكافحة التهريب بسبب حماقة هؤلاء المهربين في سبيل إنجاح صفقتهم.
هذه الحادثة مؤكد أنها لفتت نظر أي شخص إلى حجم التحديات التي تجابه حراس الحدود من عناصر الجمارك، وهذا مؤشر إلى أن هؤلاء المهربين اعتادوا هذه العمليات الإجرامية وتهريب السموم إلى داخل البلاد.. ولا أحد يعرف حجم الصفقات التي نجحت وغزت البلاد، لكن المهم أن نتنبه إلى أن هذه الحادثة لن تكون الأخيرة لهذه العصابات، وأتوقع أن تعيد الكره مرة وأخرى مع بعض التدابير الإضافية لضمان نجاح العملية.. عليه فإن الأمر يحتاج لمزيد من الإجراءات التحوطية من قبل حراس الحدود ومن الحكومة على المستويات كافة.. ومعلوم أن الحدود الممتدة تصعب مراقبتها جميعها بقوة محدودة، إذ أول ما نحتاجه في هذه التدابير هو زيادة القوة مع تزويدها بتدريب عالٍ، إلى جانب تحفيزهم على هذه المهام التي تقع في خانة المخاطر، فهي ليست بأقل من تلك المعارك التي يخوضها العسكريون مع المتمردين في جبهات القتال.
مسألة أخيرة.. ما حدث أول أمس من إحباط لدخول هذه الكميات المهولة من الهيروين أعاد إلى الأذهان ما أثير من قبل عن هناك مخططاً كبيراً تقف وراءه أيادٍ خارجية لتدمير عقول الشباب.. السؤال: لماذا نستبعد هذا الافتراض؟!
مبروك لشرطة مكافحة التهريب هذا الإنجاز.. ومزيداً من التوفيق.