إيقاد قناديل الأمل في الدورة الأخيرة !
يحتاج الرئيس “البشير” في دورته الرئاسية الأخيرة خلال الخمس سنوات القادمات، ليبني القواعد ويزيح الستار عن (حجر الأساس) لمشروع دولة السودان الحديثة، النامية المزدهرة والمستقرة سياسياً وأمنياً وفق نظام دستوري دائم وأسس متفق عليها للممارسة السياسية الديمقراطية، وذلك بعد أن تضع الحرب والنزاعات القبلية المسلحة أوزارها .
في الولايات المتحدة، غالباً ما يكون الرئيس المنتخب لدورة ثانية و(أخيرة) أكثر شجاعة في طرح آرائه ومواقفه تجاه جملة من القضايا الحساسة، بما فيها رؤيته للحل في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية .
ليس هناك كثير خوف من (اللوبي الصهيوني) ومجموعات الضغط الأخرى، فلن يعود ليستقطب ودهم وينتظر دعمهم وأصواتهم في جولة انتخابية (ثالثة) .. فالدستور لا يسمح !!
ربما كان هناك بعض أوجه شبه بين الحالة الأمريكية في الدورة الرئاسية الأخيرة، وحالة الرئيس “البشير” في هذه الدورة .
ولا شك أن ذلك من حسن حظ الشعب السوداني، إذ أن كثيراً من القيود والارتباطات والحسابات تسقط أمام الرئيس، فيبدو – أو هكذا يفترض – أكثر انفتاحاً وتحرراً لتحقيق مشروع وطني كبير للمصالحة والحقيقة والسلام .
ومما يساعد على ذلك أن القيادة (السياسية) للمؤتمر الوطني أكثر رغبة وجدية في الوصول لنقطة (الوفاق الوطني الشامل)، فرجال مثل”إبراهيم محمود”، “إبراهيم أحمد عمر”، “مصطفى عثمان إسماعيل”، و”إبراهيم غندور”، ليس عندهم ما يخسرونه – على الصعيد الشخصي – في حالة تحقق مشروع المصالحة والوفاق في السودان، كما أنهم يؤمنون بأهمية وضرورة التداول السلمي للسلطة ونزول (المؤتمر الوطني) لقواعده وأن يأكل من خشاش الأرض .
لو كانت الطبقة (السياسية) على المستوى الأعلى، انتهازية ومتربحة من استمرار سيطرة الحزب الواحد على مقاليد السلطة والثروة، فقد يضعف ذلك من تدفق جريان المياه على جدول الحوار الوطني .
صحيح أن هناك (مجموعات) في السلطة وفي المعارضة أيضاً، لا تريد حواراً وطنياً، ولا وفاقاً، ولا سلاماً، لأنها (مستفيدة) من استمرار الوضع على ما هو عليه، ولكن التيار الغالب في (المؤتمر الوطني) الحاكم يقف في صف المصالحة والسلام والاستقرار .
ما تزال أمام الرئيس “البشير” فرصة تاريخية ليعبر بالأمة السودانية إلى رحاب الأمل المخضر .. سياسة وأمناً واقتصاداً، بل هناك فسحة لإعادة اللحمة والوحدة مع (جنوب السودان) بصيغة أو بأخرى، كما فعل “هيلموت كول” بين (ألمانيا الشرقية) و(الغربية) بعد أكثر من (أربعين عاماً) من الانفصال، وهاهم الألمان يحتفلون بمرور (25) عاماً على وحدتهم من جديد !
دعونا نتفاءل خيراً .. لنجده .
{سبت أخضر .