شهادتي لله

الحوار الوطني.. دعوة غير جاذبة!!

{ أعلن المؤتمر الوطني فجر أمس (الخميس)، عقب انفضاض اجتماع قطاعه السياسي، وبحضور رئيس الحزب رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” عن انطلاقة جديدة للحوار الوطني بعد عطلة عيد الفطر المبارك.
{ حسناً.. ولكن ما هو برنامج هذا الحوار، ما هي غاياته، ومغرياته للقوى السياسية الأخرى الموجودة بالداخل أو الناشطة والمقاتلة بالخارج لتستجيب للدعوة؟!
{ حسناً، دعا الرئيس إلى إعادة الحياة للحوار الوطني الذي دخل (غرفة الإنعاش) منذ أشهر، وظل يتنفس داخل الأجهزة!! ولكن الدعوة وحدها لا تكفي.
{ بصراحة.. أصبحت عبارة (الحوار الوطني) عبارة ممجوجة، وماسخة، فإذا لم تكن تريد أن تحاورني على أسس الانتخابات لندخلها معاً، ولم تحاورني في تعديلات الدستور، ولا القوانين بما فيها قانون الصحافة والمطبوعات، تعدل وحدك القوانين، وتجري الانتخابات، وتفوز بالأكثرية المطلقة في البرلمان، وتفوز بالرئاسة، ثم تأتي لتقول لي: تعال للحوار الوطني!!
{ بالتأكيد لن يأتي أحد غير هؤلاء الذين لا يحتاجون لدعوة (المؤتمر الشعبي، منبر السلام، وحزب “شعيب” وأحزاب الحكومة الصغيرة التي حصدت مقاعد في مجلس الوزراء، البرلمان ومجلس الولايات وستحصد مثلها في حكومات الولايات)!!
{ حتى الدعوة (ناشفة) ولا تحمل مغريات، فلا حديث عن حفل ساهر ولا مائدة عامرة، ولا رحلة بالطيران إلى “أديس أبابا”.
{ هذا لن ينفع يا عزيزي الدكتور “مصطفى عثمان”.. سيضيعون زمنك.. ويهدرون طاقاتك.. وأفضل لك أن ترتاح.. فحوار بلا ملامح ولا غايات.. ولا مكاسب للذين خرجوا مسالمين أو مسلحين.. لن يصل إلى نهايات سعيدة.
{ بعد أن جرت الانتخابات واكتسح المؤتمر الوطني نتائجها، وفاز الرئيس بدورة أخرى، وتوزعت بقية الغنائم على أحزاب (الأمة) و(الاتحادي) بجناحيه، و(أنصار السنّة) الذين يصرون على التمسك بوزارة (السياحة) وما عندهم ليها حاجة!! وحركات دارفور المسالمة، فليس هناك مجال لنفض الغبار عن مشروع الحوار الوطني إلا بدعوة (رئاسية) مصحوبة بقرارات كبيرة ومهمة، تلفت النظر وتبعث رسائل مختلفة في كل الاتجاهات مفادها أن الوضع مختلف هذه المرة، وأن الحكومة جادة، وأنه لا طريق أمام الجميع إلا طريق الحوار.
{ صحيح أنه لا خيار أمام المعارضة- على الأقل في الوقت الراهن- سوى الاستجابة لدعوة الحوار، ولكنها أيضاً غير مضطرة للذهاب لمائدة طعامها (قرقوش)!!
{ المطلوب من قيادة الدولة إصدار بيان رئاسي يعلن:
1/ العفو العام عن جميع المعتقلين والمحكومين في قضايا سياسية، بمن فيهم “مالك عقار” و”ياسر عرمان” و”عبد العزيز عشر” حبيس “كوبر” وبقية قادة الجبهة الثورية.
2/ وقف العمليات العسكرية من طرف الحكومة لمدة شهرين، ما لم يكن ذلك في حالة الدفاع عن مواقع ومدن وبلدات.
3/ دعوة خاصة موجهة للسيد الإمام “الصادق المهدي” تحمل ضمانات رئاسية بعدم مساءلته سابقاً، ولا لاحقاً، في ما يتعلق بإبداء آرائه والتعبير عن مواقفه مهما كانت.
{ بإطلاق مثل هذه التعهدات، يمكن إعادة الحيوية، وتدبّ العافية من جديد في جسد الحوار الوطني، وبغيرها يصبح كلاماً مطلوقاً في الهواء لن يؤتي أكله، ولن يستجيب حزب أو حركة ذات وزن وقيمة في معادلة الحرب والسلام لدعوة الحوار.
{ جمعة مباركة.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية