نوافذ

ارجع محل كنت

وكأنك لم تقتلني بذات اليد التي جئت تفتش بها على بقايا الذكرى التي جمعت بيننا ذات يوم.. وتنقب عن روح أنت اخترت لها الموت بلا ذنب ولا علة..
تستجدي فتات ذكريات لقلب أنت أخرجته من مخبئه الآمن لتلوح به على أعين الخطر مع سبق الإصرار والترصد.. وحينما حن الخطر على النبض الذي وقف بينه وبينك ذات يوم.. ذبحته أنت بعد أن حرمته من كل ما يتعلق بك من أشياء لا تستباح حرمتها إلا بالموت.. لذا قتلته بدم بارد ومضيت قدماً.. وكان شيئاً لم يكن.
والآن بعد أن انتهى العزاء بانتهاء مراسم الغدر… جئت لتنبش قبر أحزاني وتؤلب صغار الدمع على نصف سعادة لاحت من الأفق البعيد.
جئت ملء اللا حياء لتستعيد نبض قلب أنت أمرته ألا يعود مرة أخرى؟؟
جئت تستجدي جثة تركتها هامدة تتبادلها الأحزان والأوجاع كفارس تفترسه النسور في صحراء شاسعة البون متسعة المصائب؟؟
عد يا صغيري. ..لأن تلكم الجثة لم تكن أنا.. ولا ذلكم القلب يعنيني.
عد من حيث جئت.. لأن الروح وجدت دثارها هنا حيث لا أنت ولا ماضيها حضور.. والأنفاس وجدت دارها هنا.. حيث غياب رئتيك كامل الملامح…
لم يعد للون الرمادي بقاء…لأن إنسان العين أدرك بعد مضي دهر من العمى أن للكون ألواناً رائعة لم تكن تتبادر للعين حينها.. ليس لامتلائها بك.. بل لأنك كنت سداً منيعاً يحجب البصر عن البصيرة.
وأرجع محل كنت…
والله هنت علي زي ما عليك هنت
أنا سبت ليك الناس وعليكم راهنت
وأتبدل الإحساس وبعت الوفاء وخنت.
أرجع محل كنت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية