إقبال كبير على المطاعم والمنتزهات وغالبية الرواد من الشباب
في آخر ليالي شعبان: اشتعال طقس خم الرماد
المجهر – ميعاد مبارك
حالة من التزاحم والاحتشاد شهدتها المطاعم والكافيتريات والمتنزهات العامة ومحال بيع الأيسكريم والحلويات بالعاصمة الخرطوم مساء أمس، وبدا واضحاً إقبال الأسر والعائلات، وطلاب الجامعات والشلليات الشبابية، كل يريد أن يحتفي بوداع أيام الفطر على طريقته الخاصة والاستمتاع بقضاء آخر ساعات في آخر أيام شعبان قبل الدخول في الأجواء والشعائر الرمضانية.
أفلام وأيسكريم وبعض الوجبات الخفيفة
التقت (المجهر) بالطالبات الجامعيات “مي” وصديقاتها بـ(مول عفراء)، واللاتي أكدن أنهن لا يسمين هذا اليوم بمسمى معين فقط أتين لتمضية يوم جميل والاستمتاع بالوقت خصوصاً وأن المشاغل العائلية والزيارات الرمضانية ستشغلهن عن الالتقاء كما قبل رمضان، وعن برنامج (الطلعة) تقول “مي”: (تناولنا وجبات خفيفة وأيسكريم وسنتوجه حالياً إلى سينما المول، هنالك فيلمان في لوحة العرض. لم نتفق على أي فيلم سنختار بعد، المهم أن نقضي وقتاً ممتعاً ومميزاً).
شارع النيل لا يقاوم رغم الازدحام
الصديقات “أميرة” و”سارة” و”ريم” اخترن الاجتماع في بيت صديقتهن “أميرة” بعد يوم عمل مرهق، وأضفن سنتناول الغداء ثم نذهب لتناول الشاي و”النسكافي” بشارع النيل- لدينا زبون يبيع نسكافي رائع .اعتدنا أن نجتمع عنده في العصريات وستكون هذه آخر عصرية عنده، إلى ما بعد رمضان، لذا نحن مصرون على الذهاب لشارع النيل رغم أننا متأكدون من ازدحامه اليوم، فالجميع سيذهبون إلى هناك وستجد الـ(شلل) وطلاب المدارس والجامعات والعائلات، الأعمى حيكون شايل المكسر .وكل شخص لديه برنامجه. ومن اليوم ستجدين برامج “الكوشتينة” و”الضمنة”، فشارع النيل لا يهدأ قبل أو بعد رمضان بل يزداد مرتادوه هذه الأيام. ومن ثم في الأمسيات الرمضانية والسهرات التي قد تمتد إلى وقت السحور والفجر.
حجز مبكر وتذمر من تأخر الطلبات
الشاهد على محال بيع المأكولات والمشروبات يجدها مكتظة ومزدحمة بالرواد ورغم استعداد أصحاب المحال لما يسمونه (الموسم)، إلا أن الكثير من الزبائن يشكون من عدم توفر مقاعد للجلوس، وتأخر وصول طلباتهم، هذا إن توفقوا ووصلوا إلى “الكاشير” أو التفت لخدمتهم أحد “النادلين”، يقول “وائل حسن”: فاتنا أنا وأصدقائي التخطيط المبكر لـ”خم الرماد”، لذا إذا لم يحدد (الأربعاء) كأول أيام رمضان سنلتقي أنا وأصدقائي في مطعم ، اعتدنا الالتقاء فيه سنتناول (البيتزا) وبعض الأيسكريم أو “العصير” أصحاب المطعم معتادون علينا سنفتقدهم ، وسيفتقدوننا، مضيفاً: لكنني أخشى أن يكون المطعم مزدحماً جداً، لذا أفكر في الاتصال وحجز طاولة مبكراً حتى لا نتورط بعد وصولنا ،ونتفاجأ بعدم وجود مكان وربما طعام (ضاحكاً) زحمة عجيبة.
رحلات نيلية و(لمة) عائلية
الأسر الكبيرة والصغيرة لا تفوت الاحتفال بآخر أيام الفطر( شعبان )، البعض يفضل الأماكن المفتوحة من حدائق ومتنزهات وشارع النيل وما إلى ذلك، ومن أهم التقليعات الرحلات النيلية وخصوصاً مع ازدياد أعداد “المعديات” والمراكب السياحية التي أصبحت مزودة بمطاعم وبرامج ترفيهية، لذا تجد الشباب كما الأسر يتهافتون على مثل هكذا برامج في يوم “خم الرماد”.
استعداد كبير من المطاعم
عروض ووجبات خاصة، استعداد كبير وتنظيم، مع زيادة لكثافة العمال والطباخين الكل على أهبة الاستعداد، بعض المحال وضعت عروضاً خاصة ووجبات جديدة في قوائم طلباتها، فالكل يريد استقطاب الزبائن في سوق تتسم بالتنافسية العالية، هذا فيما يلي المطاعم والكافيتريات والفنادق التي تقدم وجبات عالمية وخفيفة، أما أصحاب المطاعم البلدية فكل ما يقومون به هو زيادة كمية الطعام ، وكأنهم متأكدون من أن لديهم قاعدة جماهيرية كبيرة لا تحتاج لرتوش أو عروض خاصة، خصوصاً المحال الكبيرة ذات الزبائن الراتبين الذين يثقون بجودة وطعم أطعمة هذه المطاعم.
من بيع الأطعمة إلى تجارة الملبوسات
تتردد الكثير من التساؤلات حول ماذا سيكون وضع المطاعم في رمضان، تعلق على ذلك ضاحكة “نهلة محمد” تقول: (يعتقد البعض أن محال بيع الأطعمة تعيش ذروتها هذه الأيام ،لتليها حالة من الركود، ولكن الواقع أن بعض المحال لا تغلق أبوابها في رمضان وتبيع من خلف الستار ، وحتى الملتزمين بالإغلاق يعملون في المساء، فعروض الإفطار والسحور هي من أهم مشاريع ومواسم عمل الكثير من المطاعم والفنادق، ومن يغلق أبوابه نهائياً كمطعم تجده تحول لبيع مواد صناعة الخبائز وبيع الملبوسات خصوصاً في أواخر رمضان).