أخبار

السلام وبسط العدالة والمساواة بين الناس ونصرة الضعفاء والمساكين

قد  يبدو  خطاب الأخ “عيسى آدم أبكر” الوالي الجديد مفارقاً في  بعض تعابيره عن السياسات  المركزية، ولكن الأمر ليس كذلك فالوالي التاسع لجنوب كردفان  منذ عام1994حينما  أقرت الحكومة نظاماً ﻻ مركزياً يراوح بين القبض والبسط ينطلق الوالي من مركز ثقل وشوكة فهو من منسوبي جهاز الأمن الذي يشكل أحد مثلث الحماية  الأمني لنظام الإنقاذ، وبالتالي حينما يتحدث الصامتون فإن لحديثهم صدىً ورنيناً ليس كما يتحدث بقية الساسة في بلادي الذين كان لهم  حول وليس لهم قوة ولكن تظل الرغبات الصادقة  والدعوات الأمينة اختباراً حقيقياً لنوايا الطرف الآخر الذي يحمل السلاح، ويأبى إلا أن يتمسك  برغبته القديمة وشعاراته الداعية لاقتلاع النظام من جذوره، حتى لو أدى ذلك إلى خسائر فادحة أدت إلى إفناء مواطني المناطق التي تدور فيها الحرب.
لقد كشفت جموع الأهالي التي خرجت لاستقبال الولاة الذين تم تعيينهم مؤخراً عن تأييد واسع وعريض لهذه القرارات، الشيء الذي  يطرح عده أسئلة هل هذا التأييد  يعود في الأساس إلى إخفاقات الولاة السابقين  وطول مدة بقاء بعضهم أم تفاؤلاً  بحسن اختيار الرئيس.
   مدت الحكومة السودانية يدها لمتمردي الجيش الشعبي قطاع الشمال للدخول في مفاوضات والوصول إلى تسوية تنهي أزمة الحرب التي خيمت على منطقة جبال النوبة، وفاجأ اللواء أمن “عيسى آدم أبكر” أحد أبرز ضباط جهاز الأمن والمخابرات الذين اختارهم الرئيس “البشير” والياً على جنوب كردفان التي تمثل أهم مناطق النزاع الحالي في السودان.
وحينما اعتلى اللواء “عيسى آدم أبكر” منصة الخطابة في ميدان الحرية بمدينة كادقلي صباح أمس(الأحد)، قرأ في وجوه الناس الرغبة العارمة والشعارات التي رفعت وجميعها تحث الوالي الجديد على ضرورة تحقيق  السلام، وكفكفة دموع الباكيات ومسح الأحزان  وتضميد الجراح  من خلال ما يطلبه  المواطنون  أي السلام.
وجد اللواء “عيسى آدم أبكر” أن خيار السلام هو رغبة كل الناس  فتنزل إليهم في تواضع ينم عن ثقة في النفس. وقال إن الحكومة تسعى من أجل السلام وأنها ستشرك المواطنين في مسارات التفاوض ولن تذهب وحدها لتفاوض نيابة عن أصحاب الحق الأصيل.
وقد خلا خطاب اللواء “عيسى” من مفردات  تخون التمرد أو تصفه بأي شيء ولم يتوعدهم  بالويل والثبور وعظائم الأمور،  بل استخدم  وصف الإخوة حاملي السلاح والإخوان في الطرف الآخر وعبارات  أخرى تجمع  ولا  تفرق  مثل قوله يا إخوتي  علينا أن نتعاون جميعاً  من  أجل تحقيق السلام.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية