تفاصيل أول يوم في دفتر والٍ.. "الخضر" يسلمً الراية لـ"عبد الرحيم"
زيادة الطلب على الخدمات أبرز التحديات التي تواجه الوالي الجديد
الخرطوم – محمد جمال قندول
اتجهت الأنظار يوم أمس (الأربعاء) إلى قاعة مجلس وزراء ولاية الخرطوم، التي شهدت ترتيبات التسليم والتسلم بين والي الخرطوم الجديد وزير الدفاع السابق الفريق أول ركن “عبد الرحيم محمد حسين” ووالي الخرطوم السابق د. “عبد الرحمن الخضر”، بحضور حكومة ولاية الخرطوم ورئيس المجلس التشريعي للولاية “صديق محمد علي الشيخ”. وقد نظمت ولاية الخرطوم وبحضور رسمي استقبالاً رسمياً للوالي الجديد، الذي باشر مهامه رسمياً بالأمس.
ثلاثة أيام مضت على التكليف، ودخل الوزراء والمعتمدون دوامة الانتظار والترقب، وسادت حالة من التوجس، لكن والي الخرطوم الجديد الفريق أول “عبد الرحيم” وضع أمس حداً لتلك الحالة التي سيطرت على أجواء ولاية الخرطوم بعد ذهاب الوالي “الخضر”، حيث باشر أمس مهامه عملياً من موقعه الجديد، وهدأت الأنفس وعمت حالة السكينة والانشراح بمقدم سيادة الفريق.. (المجهر) كانت هناك تتابع لحظة بلحظة تفاصيل أول يوم للوالي الجديد في عوالم الولاية الأم.
{ حكومة الخرطوم في مجلس الوزراء
في الحادية عشرة صباحاً، وصل موكب الوالي الجديد الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” إلى مقر رئاسة مجلس وزراء الخرطوم، ودلف إلى قاعة المجلس، حيث كانت حكومة ولاية الخرطوم مكتملة الأركان، وكان هناك– بطبيعة الحال- والي الخرطوم السابق د. “عبد الرحمن الخضر”.. وفي الساعة الحادية عشرة والنصف كانت إجراءات التسليم والتسلم، قد اكتملت.
أول قرارات الوالي الجديد الفريق أول “عبد الرحيم”، قضى باستمرار المعتمدين والوزراء بحكومة الولاية بمواقعهم إلى حين اكتمال التشاور حول حكومة الولاية الجديدة وتشكيلها، ومن ثم تفويضهم للاستمرار في أداء مهامهم المعتادة بالولاية، على أن يباشر هو عمله بالاجتماع مع كل الوزراء بالوزارات للوقوف على تفاصيل الوضع بالولاية.
{ “الخضر” وكلمات الوداع
الوالي السابق د. “عبد الرحمن الخضر” تحدث بنبرة كساها الرضا على ما قدم، وأكد تحمله المسؤولية كاملة مع إخوانه من دستوريي المؤتمر الوطني، الذين عملوا معه في الفترة الماضية لأنه اختارهم عبر المؤسسات الشورية، حسب وصفه.
“الخضر” أثنى على الوالي الجديد، مؤكداً قدرته على تحقيق الإنجازات للولاية، لما يتمتع به من قدرات وهمة عالية وخبرة في مجال العمل التنفيذي، مشيراً إلى أنه سيكون جندياً من جنود الوطن، وأنه جاهز لأية مسؤولية متى ما طلب منه ذلك، وأضاف في حديثه خلال اجتماع التسليم والتسلم: (سأقوم بتسليم المشاريع التي يجري تنفيذها ميدانياً للفريق أول “عبد الرحيم”). وتابع: (ستكون له بصمات واضحة في ولاية الخرطوم مثلما ترك بصمات واضحة في تطوير الشرطة والقوات المسلحة). غير أن “الخضر” نبه إلى التحديات التي ستواجه سيادة الفريق ومنها زيادة الطلب الكبير على الخدمات خاصة في مجال التعليم، سيما وأن الولاية تستقبل سنوياً آلاف الأسر الوافدة.
{ توقيعات في دفتر “الخضر”
الفريق أول “عبد الرحيم”، بدوره، أثنى في كلمته على الجهد الذي بذله د. “عبد الرحمن الخضر” إبان فترة ولايته، مشيراً إلى أن “الخضر” كان راضياً عن نفسه، وقال إنه سيكون قريباً منه في المرحلة الأولى، حتى يتعرف على كامل الوضع بالولاية.
{ كلمات في مراسم التسليم
في السياق امتدح وزير الثقافة والإعلام أداء الوالي السابق د. “عبد الرحمن الخضر” قائلاً إنه من أفضل الولاة، ومن أحسن القادة وأعطى جل وقته وجهده لخدمة مواطني الولاية. ودعا والي الخرطوم الفريق أول “عبد الرحيم محمد حسين” إلى إكمال المشاريع التنموية.
مدير شرطة ولاية الخرطوم الفريق “أحمد محمد أحمد”، أشاد بالفترة التي قضاها الوالي السابق د. “عبد الرحمن الخضر” التي قفزت بأداء الشرطة قفزة نوعية في مجال التقنية ودعم الكادر الشرطي، مشيراً إلى أن ذلك مكّن الشرطة من إحكام السيطرة على الأمن الداخلي، والحالة الأمنية في المشروعات والمناسبات الكبيرة، مثمناً في الوقت ذاته دور الفريق أول “عبد الرحيم” في قيادة دفة سفينة ولاية الخرطوم بعد أدائه الجيد في وزارة الدفاع الوطني.
{ قضايا في الانتظار
وما أن اكتملت إجراءات التسليم والتسلم، حتى توجه الوالي الفريق أول “عبد الرحيم” صوب مبنى الأمانة العامة للحكومة، حيث بدأ بمباشرة عمله كوالٍ، ومكث هناك حتى وقت متأخر من يوم أمس، حيث دلف مباشرة للاطلاع عن أحوال الولاية.
ويواجه الوالي الجديد عدداً من القضايا العاجلة، حيث تزامن تسلمه لمهامه مع تفاقم أزمة في الوقود، زادت بدورها أزمة المواصلات، ما استدعى تدخل رئاسة الجمهورية لاحتوائها، كما تزامن مع بدء العام الدراسي بولاية الخرطوم، وما يتصل به من مشكلات، إلى جانب شح الدقيق وأزمة في الغاز وغلاء في السلع الضرورية على عتبة شهر رمضان الكريم، فضلاً عن عدم استقرار إمداد التيار الكهربائي وانقطاع المياه في العديد من أحياء العاصمة، خاصة المناطق الجنوبية من الخرطوم وبحري، التي دفعت بالمواطنين للاحتجاج في الشوارع. في الوقت ذاته، فإن قرب هطول الأمطار من شأنه أن يزيد هذه الأوضاع تفاقماً، غير أن تجربة الفريق أول “عبد الرحيم” في وزارة الداخلية ثم في وزارة الدفاع، تشيع نوعاً من الأمل والتفاؤل بقدرته على الإنجاز التي تشهد عليها آثاره البارزة والمرئية في الوزارتين.