رأي

النشوف آخرتــــا

وانتصر الفريقان

سعد الدين ابراهيم

سيمفونية بالأقدام.. عزفها (اللعيبة) في مباراة ختام دوري كأس الملك في المملكة السعودية بين فريقي الهلال (الزعيم) والنصر “العالمي” استمرت المباراة المعزوفة لأربعة أشواط.. أحرز النصر هدفه الأول والأخير في بداية الشوط الإضافي الأول وتعادل الهلال في آخر ثانيه من نهاية الشوط الاضافي الثاني.. ثم احتكموا لضربات الجزاء.. التي استمرت لـ(14) ضربه لم تضع إلا الأخيرة أضاعها لاعب النصر (الأشتر) عرفته سيضيعها لأنه جاء ليشوتها بإيقاع غير منتظم وتأكدت لي مقولة الفنان واللاعب القديم “محمد ميرغني” إن اللاعب إذا لم يكن إيقاعه منضبطاً يضيع ضربات الجزاء بسهولة .. بكى اللاعب الذي أضاعها .. حتى أن رئيس ننادى النصر (المشاكس) احتضنه مهوناً عليه..  خاصة والنصر قد فاز قبل أسابيع بكأس (عبد اللطيف جميل).
لاحظت أن جلالة الملك حضر عند بداية الشوط الثاني بسبب ذهابه للعزاء في وفاة قريبة له.. وهذا يؤكد حرص المملكة على الاهتمام بمنشط كرة القدم التي لم تعد مسألة حياة أو موت إنما اكسر من ذلك بكثير.
امتلأ الإستاد الضخم عن آخره بالجماهير ولم يحدث حتى ولو احتكاك بسيط بين المشجعين.. الذين يشجعون بتنظيم دقيق يحملون أعلام فريقهم الجميلة في محبة تدل على صدق الانتماء.
الاهتمام بصحة اللاعبين جعلهم يبتدعون استراحة إضافية بسبب حرارة الجو لمدة ثلاث دقائق بعد الدقيقة 25 عند كل شوط يوقف الحكم المباراة ويسمح للاعبين بتناول المياه وترطيب أبدانهم بها وعمل إحماء بسيط ثم يواصلون اللعب وهذه بدعة حسنه لم أشاهدها في ملاعبنا رغم تساوى درجة الحرارة عندنا وعندهم.
ارتاح اتحاد كرة القدم السعودي من وجع الرأس بسبب التحكيم فاستجلبوا حكماً ايطالياً أدار المباراة بحياد تام فلم يحتج على قراراته إلا مرات بسيطة وكل قراراته صائبة نعرفها حين تعرض اللقطة بالسرعة البطيئة.. فلماذا لا نحذو حذوهم ونحن دائماً خاصة في مباراة (هلال مريخ) يشكو الفريقان من ظلم الحكم ويكتب كتابهم سوياً في ذم الحكم والتحكيم
لاحظت إن ضمن لاعبي فريق النصر اللاعب حسين عبد الغني وحسبما أفاد المعلق يبلغ من العمر (38) عاماً لعله مساو لعمر كابتننا الأسطوري هيثم مصطفى ولم يصيح فيه المشجعون يا عجوز.. أو (سيبا) بل يدعمونه تصفيقاً وإشادة حتى انعكس ذلك على أدائه الجيد.. لديهم أيضاً اللاعب(محمد نور) الذي افاد المعلق بأن  عمره(36) عاماً ورغم إنه لم يكن يومه لم نسمع هتافات تطالب بذهابه إلى (الليق).
روح الإصرار والعزيمة ظهرت لدى فريق (الهلال) حتى يتعادل وقد كنت على يقين بأن الهلال سيفعلها ويتعادل فلكل مجتهد نصيب.
من ضربات الجزاء وضح أن معظم اللاعبين الذين سددوا الضربات من الكفاءة بمكان حتى أن حراس المرمى لم يكن في  مقدورهم فعل أي شيء سوى النظر إلى الكرة وهي تتهادى في الشباك بما يدل على الاحترافية العالية لدى اللاعبين.
إذا كان الأخ “الهندي عز الدين” قد عاد من الهند التي تلقى فيها العلاج.. حمد الله على السلامة.. وهو يرسل الملاحظات الايجابية عن تطور الهند في المجال الطبي وعن أداء الأدوار بانضباط.. فإن هذه المباراة قد بعثت برسائل عديدة أن الانضباط على الإطلاق يكون ايجابياً .. طبعاً سيظهر من يقول لنا إن السودان هو رائد كرة القدم أفريقياً وعربياً وإننا الذين علمناهم الكره.. لكنهم سبقونا كثيراً بما يجعلنا ننتبه إلى تقاعسنا وتراجعنا حتى في مجالات الرياضة وتحديداً كرة القدم.
(نبكي بس) لم أجد سوى هذه العبارة لأختم بها هذا المقال الحزين.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية