المطرب "عبد الجليل أبو حراز" في إفادات خاصة
غيابي عن الساحة الفنية من أجل أبنائي ,, وهذا سر خلود الأغنيات القديمة
التقاه – عامر باشاب
من المطربين الذين استطاعوا ومنذ ظهورهم الأول في الساحة الفنية أن يضعوا بصمة إبداعية تميزهم، نجح في تقديم نفسه من خلال لونية غنائية جديدة، لفت بها انتباه الناس لصوته في وقت كانت تتزاحم فيه الأصوات، والتجارب الغنائية المتميزة، التي اعتلت مسرح التنافس لتقديم فن أصيل. إنه المطرب الفنان “عبد الجليل أبو حراز” الذي صار واحداً من نجوم الموسم عند ظهوره في منتصف الثمانينيات.في الآونة الأخيرة غاب عن المشهد الغنائي وافتقدته الساحة الإبداعية، الصدفة قادته الي (المجهر).فكان لنا معه هذا الحوار فالي مضابطه.
{أولاً سألناه عن أسباب غيابه عن الساحة لسنوات عديدة؟
-غيابي عن الساحة في السنوات الأخيرة يعود لسببين الأول يتعلق بحالة التردي التي وصل إليها الوسط الفني والظواهر السالبة التي طفت على السطح، وهذا ما أدى إلى ابتعاد الكثير من المبدعين عن الساحة والسبب الأهم الذي جعلني أغيب عن الوسط الفني هو التفرغ الكامل من أجل الوقوف بجانب أبنائي الذين وصلوا إلى مراحل دراسية حساسة، تحتاج مني مساندتهم والاهتمام بهم. والحمد الله كان نتاج ذلك تفوقهم ووصولهم إلى مراحل أكاديمية متقدمة. فابني مصعب الآن في المستوى الثالث بكلية الطب جامعة الرباط، وابنتي مشيرة في المستوى الرابع بكلية الاقتصاد في نفس الجامعة. أما أصغرهم ابني “منيب” فهو في الصف السابع أساس وهو الأخر متفوق في الدراسة .
{غيابك من أجل أبنائك يعيد لذاكرتنا أغنية الفلم الهندي الشهير من (أجل أبنائي)، التي حولت لحنها إلى إحدى الأغنيات التي تمجد ثورة مايو؟
-نعم هي أغنية في (يا بلادي عزة بفخر بيك رحاب ثورة مايو)، وهي من كلماتي واخترت أن ألبسها لحن أغنية الفلم الهندي من أجل أبنائي، لأن الفلم والأغنية وقتها أحدثا ضجة كبيرة وحينها كان التنافس شديداً في إنتاج الأغاني التي تمجد ثورة مايو، مثلاً العملاق “عبد العزيز أبو داود” الذي قدم (نقولا نعم) و”سيد خليفة” قدم (أيدناك وبايعناك) و”حنان نميري” قدمت (بفكرك وعيك يا ريس) والحمد الله بفضل لحن الأغنية الهندية من أجل أبنائي، استطعت أن أدخل في هذا الجو التنافسي بالفعل نجحت.
{في رأيك لماذا الأغنيات القديمة مازالت باقية بكل وهجها ؟
-سر بقاء وخلود الأغنيات القديمة يكمن في أنها صنعت بصدق، وفي الزمن الذي أنتجت فيه
هذه الأغنيات كان التنافس من أجل الإبداع فقط.
{وكيف ترى حال أغنيات هذا الزمان؟
-بالتأكيد أغنيات اليوم لا تسر البال وهي لا تستحق أن نسميها بأغنيات.
{يقال إن غياب المطربين الكبار عن الساحة أعطى الفرصة لانتشار كل الظواهر السالبة في الوسط الفني؟
-هذا الحديث غير صحيح وفي رأيي أن الأجهزة الإعلامية هي التي فتحت المجال لمروجي الغناء الهابط من الشعراء والمطربين، وأهملت أصحاب التجارب الفنية الحقيقية.
{بالمناسبة ماذا تقول عن برنامج (أغاني وأغاني)؟
-برنامج ناجح ولكن سر نجاحه في أغنيات الزمن الجميل وليس لأي سبب آخر.
{مطرب من جيل اليوم لفت انتباهك؟
-آخر مطربين من الشباب لفتوا مسامعي الراحل “محمود عبد العزيز” و الراحل “نادر خضر”.
{أغنية تمنيتها لنفسك وشاعر تتمنى التعامل معه؟
-الأغنية (كلمة) للفنان العظيم “صلاح ابن البادية” والشاعر الذي أحلم حتى الآن أن أتغنى بواحدة من أشعاره هو شاعر (كلمة) “محمد يوسف موسى”.
{ما هو الشيء الذي يفتقده الوسط الفني؟
-يفتقد الكبار مطربين وملحنين وشعراء ويفتقد التواصل الفني الإبداعي، ويفتقد الورش الفنية وجلسات العمل التي أخرجت كل الدرر والروائع الغنائية الاصيلة .
{آخر مشاريعك الفنية؟
-أحضر لعودة كبيرة للساحة والآن مشغول بعمل بروفات للعديد من الأعمال الغنائية التي سوف ترى النور قريباً، منها أغنية للشاعر “خالد شقوري” (معاني الدنيا) و(الأمل) للشاعر “حمد الفائد” وأغنية (توهان) للشاعر “الفاتح عظيم” و(دربك مرق) من كلماتي وألحاني.
{كلمة أخيرة؟
-أطالب فيها الإخوة في اتحاد الفنانين بقيادة الدكتور محمد سيف أن يعملوا على إعادة ترتيب الوسط الفني وإعادته لسيرته الأولى، بوضع ضوابط وقوانين صارمة بالإضافة إلى الالتفات لجيل الرواد والاهتمام بهم و رعايتهم وتفقد أحوالهم.
أخيراً أشكر أسرة صحيفة (المجهر) وعلى رأسها الصحفي المصادم في الحق الأستاذ “الهندي عز الدين”.