تسخير الرجل للأنثى ككائن ضعيف دفعه للصمت تجاه العنف الممارس ضده!
العنف ضد الرجل …هل له وجود؟
تقرير – آيات مبارك
راجت على وسائل ووسائط الإعلام تلك القضايا التي رفعت شعارها عالياً منظمات المجتمع المدني والناشطون وهي قضية (العنف ضد المرأة)، والذي أتى من نظرة مجتمعية نتاج للتربية الذكورية التي عاشتها المجتمعات الشرقية، ولكن من ينظر بطرف خفي للعنف يجده ممارساً على الجنسين – أي الرجل أيضاَ – وما بصدده ليس هو ما يتبادر إلى الذهن ذاك العنف الجسدي من (الحرق) و(التسمم) و(القتل) (الضرب)، بل حتى وصفات (السحر والشعوذة) وذلك من أجل كسب وده وحبه، لكننا هنا نعني العنف المعنوي ضد الرجل.. ومن خلال الاستطلاع الذي قامت به (المجهر) خرجنا ببعض الآراء التالية والتي تحدث فيها الرجال بصراحة، لكنهم جميعاً آثروا الاختفاء خلف حروف وأسماء مستعارة عدا قلة.
عنف المطالب اليومية
فكان حديث (ع . أ موظف) مليئاً باليقين والتعجب فقال: كيف ما في عنف؟؟!! وكمان عنف بالمواسم مثلاً زي الأعراس، الأعياد ورمضان والعنف يصحب المطالب.. كتير الزول بسمع إساءات وتجريح.. طالما لا تستطيع الإيفاء متطلبات الأسرة.. (وأنا بفتكر الكلام الزي ده اخير منو الدق). “أما حسين” فكان له حديث الصراحة معنا وقال “بصراحة أنا عيني زايغة وأي بت بتعجبني.. لكن ما تتخيلي بخاف من مرتي قدر شنو!! لأني بخاف أنها تقبضني وفي الحالة دي أكيد بكون غلطان.. والحالة إذا اتصلت بت وهي قاعدة والله صوتي بروح. أما “عبد الله عثمان” فقال: ما في عنف ضد الرجل بالشكل الواضح وإنما غالباً هذه الحالات لا تعد سوى كونها استفزاز .. وتصبح الاستجابة حسب شخصية الرجل.. بينما قال “أبو ذر” – موظف: إن أي حديث جارح أو استفزاز أتعرض له أنا شخصياً قدام أهلي ما عندي مشكلة.. لكن أي تجريح مع أهلها ما بقبلوا وكذلك قدام الأولاد.. بينما أحبطتني.. “مناهل” – قانونية وهي قائلة: هسي في ذمتك في عنف ضد الرجل؟ كان ما إنت (شمشارة) وبتفتشي للمشاكل.
اضطهاد ما عادي
أما “محمد – كاتب وقاص” فقال: نحن نعاني عنفاً آخر.. قد ترينه أنت نوعاً من الرفاهية وفي أبسط أنواع التعامل.. يعني أنا زول وجيه بتمنى أكون ماشي في الشارع بت تشاغلني.. مش من حقي؟؟ وثانياً عدم المبادرة بالحب.. ياخ مشتاقين دي فيها حاجة؟؟ مابقولوها لينا.. نحن بنلاقي اضطهاد ما عادي.. عشان نرمم ذاتنا بمشاعر رقيقة.. بالجد المرأة السودانية تحديداً تحتاج لكورسات في التعامل مع الرجل.
الوعي الإنساني والأخلاقي
وفي هذا السياق تحدثت إلينا الباحثة النفسية “وداد حسنين” قائلة: إن العنف ضد الرجل موجود لكن من يصرح.. فهي حالات موجودة في المجتمع.. لكن تسخير الرجل للأنثى كونها كائناً ضعيفاً هو ذات السبب الذي حدا به إلى الصمت تجاه عنف المرأة.. لأن التصريح عن الاستفزاز يقلل من مكانته الاجتماعية بل هذا يحدو بالاعتراف من قبل الرجل حتى بينه وبين نفسه، لكن يظل واحدٌا وسيان حال المرأة والرجل، فالرجل المتجبر المستبد والمرأة المتسلطة كافرة العشير كليهما بحاجة لدرجة من الوعي الإنساني والأخلاقي المجتمعي يدعهما يقفان في حدود الأدب والالتزام بالمعايير الدينية والمجتمعية بدلاً عن العنف المتبادل.
علاقة تكاملية مودة ورحمة
أما الباحثة الاجتماعية “ريم محمود” فقالت: إن أكثر ما يحيرني في هذا الأمر إن ذات الأسباب التي مجدت بها المرأة السودانية الرجل هي نفسها التي تأتي لتسيئه بها ابتداء من صفة (الجبن)، (البخل) (انعدام المروءة) والشهامة والكثير مما لا يجدر ذكره هنا.. وبنظرة عامة إن العنف من قبل المرأة للرجل تستخدم فيه أساليب سريعة المفعول وذلك ناتج لتركيبته البيولوجية لأنه يتعرض للاستفزاز الذي قد يصيبه بالشلل والجلطة وذلك نتاج لتلك القيم التي تشبع بها منذ الصغر والصفات الرجولية التي تمنع كائناً من كان أن يحط من قدره عن طريقها.. لكن كل ما يجب أن يحدث تفادياً لهذا الأمر هو المحاولة قدر الإمكان الزواج من بيئات متقاربة وأن لا يضع الشخص نفسه في موضع تحدٍ.. وإن الزواج مودة ورحمة ومحض راحة والشخص ينشد الوئام وليس الخلافات، والشيء المؤسف أن المفترض أن تكون علاقة حميمية تكاملية وليس سيطرة وانتزاع حقوق وانتقام.