عز الكلام
أزمات كلاكيت للمرة العاشرة!!
أم وضاح
ليس منطقياً ولا معقولاً أن تتكرر وتتطابق كل الأزمات بذات السيناريو في ذات المواعيد من كل عام وليس هناك من مبرر لهذا التكرار، سوى أن الحلول عادة ما تكون سطحية وآنية والجروح لا يتم تنظيفها وتعقيمها وغالباً كان يتم خياطة الجرح بما هو عليه من جديد، وإلا ما معنى أن تظل أزمة المياه هي الأزمة الكبرى لبلد يتسع جسده لشرايين المياه الممتدة بلا انقطاع؟ وإلا ما معنى أن تعاني أحياء الخرطوم العاصمة التي يتكون فيها أعظم وأعذب أنهر العالم النيل العظيم. والأزمة بالتأكيد ليست أزمة إمداد إستراتيجي للمياه لكنها أزمة توزيع لهذه الثروة التي هي عند العالم حولنا أغلى وأقيم وأندر من البترول نفسه. وتوزيع المياه وضمان وصولها إلى أحياء الخرطوم برأيي هو قصور إداري في المقام الأول، والعقليات التي ظلت تدير هذا الملف ظلت عاجزة عن وضع الاستراتيجيات والخطط التي تخرج بها من طور التقليدية إلى رحاب الابتكار والتطوير، إذ ليس معقولاً ونحن في الألفية الثالثة والعالم من حولنا وصل الفضاء وغيرنا يرنو لمسيار الأمل حتى يلامس المريخ، ليس معقولاً أن أحياء وسط الخرطوم تشرب المياه كدراً وطيناً، وبعضها يرقد قبالة النيل حاله كحال العير التي يقتلها الظمأ والماء فوق ظهورها محمول!! أعتقد أنه ليس ملف المياه وحده هو الذي يحتاج إلى أن يقلب بكامله حتى لو أدى الأمر إلى إعفاء كل الممسكين به، طالما أنهم فشلوا في إيجاد مخرج أو حلول وكثير من المشاكل يحتاج حلها إلى قليل من المتابعة. يعني مثلاً يأتي العمال لإصلاح ماسورة مكسورة في شارع رئيسي ويحفرون حفرة بطول وعرض حفرة افتعلتها صاعقة من النوع “أبو كديس”، وتظل الحفرة مفتوحة والمخلفات تحيطها من الجوانب. والغريبة أن المياه تظل كما هي عليه والحال على حاله لمدة شهر أو يزيد دون مفتش يمر أو موظف يحاسب، وكأن هؤلاء العمال لا سلطان عليهم ولا حسيب. فمثل هذا التقصير يحتاج للردع والمحاسبة حتى لا يتكرر ويصبح مشهداً مألوفاً في الأحياء!! ومشاكل الخريف أيضاً ظلت تتكرر وتتطابق بالكربون وكأن الممسكين بهذا الملف لا يستفيدون من أخطاء الأعوام الماضية، فالتجربة وحدها ينبغي أن تعلم هؤلاء أن المنطقة الفلانية التصريف بها سيء ويجب معالجته، وأن المصرف الفلاني ينسد عند النقطة الفلانية ويحتاج إلى مراجعة. وكل هذا يمكن أن يتم في الفترة التي تلي الخريف الفائت وتسبق القادم لكن بدلاً من ذلك يظل المسؤولون في مكاتبهم ويجعلون من الخريف موسماً للسباحة، وكل واحد (مشنق) بنطلونه وخاتي جلابيته في خشمه في وسط المياه المتدافعة. وهاك يا تصريحات تلفزيونية وكأنه موسم وفرصة للإطلالة الإعلامية والظهور على دفتر حساب الموجوعين والمتضررين.
في كل الأحوال ما عاد منطقياً أن تتكرر الأزمات ويظل المسؤولون عنها في مناصبهم. والفترة القادمة ينبغي أن يكون فيها الحساب ولد وواحد زائد واحد يساوي اثنين، والذي يحرص على وظيفته عليه أن يحرص على مصالح البلاد والعباد.
*كلمة عزيزة
في خطابه للأمة أكد الأخ الرئيس أن كل الملفات في يده وأنا شخصياً ظللت أقول وعلى الدوام أن الرئيس عارف كل شيء (وواقعة ليه)، رغم قناعتي أن بعضهم يحرص على أن يغبش المعلومات التي تصله أو يحاول تجميلها، وهي صفة عكسها ببراعة فيلم (طباخ الرئيس) الذي قام ببطولته الفنان “طلعت زكريا” وأخرجه المخرج السوداني البارع “سعيد حامد”. ويومها ظل كل من حول الرئيس يمدونه بتقريرات خاطئة حتى وضع الحظ في طريقه طباخاً بلسان طويل (فتَّ) للرئيس كل ما يحدث من خلفه، رغم أن جزاءه في النهاية كان الإبعاد والاتهام الظالم بمرض معدٍ حتى لا يصيب الرئيس. في كل الأحوال عندما أسمع اتهامات على لسان مسؤولين كما صرحت البروفيسور “نوال خضر” مديرة الإدارة العامة للتعليم التقني والتقاني بالمجلس القومي، أن جهات (رفضت تسميتها) اتهمتها بعرقلة المنهج الجديد للتعليم التقني، بل وأكدت أن طباعة كتب للمنهج كلفت خمسة ملايين جنيه تم توزيعها ليتم منحها للطلاب مجاناً وضعتها بعض الولايات في المخازن ولم تدرس للطلاب. وأضافت حتى منهج الصف الثاني الثانوي قمنا بما يلينا لكن (المتاريس) منعتنا. وقالت إنه على الرغم من وجود إرادة سياسية من قمة الدولة تهتم بالتعليم، إلا أن هنالك (جهات نافذة) تكسر مجاديف العمل. فيا سيدي الرئيس استدعِ البروفيسور “نوال” وأرحنا من أمثال هؤلاء المحبطين المحطمين للآمال.
*كلمة أعز
التقيت أمس بالأستاذ “عبد السلام” وبادرني بعد التحية معلقاً وقال لي: يا “أم وضاح” كتاباتك ساخنة، فقلت له رغم سخونتها يا أستاذ لكن ما في إحساس. فقال لي: لقد حضرت مؤتمراً في الخارج اقترح أحدهم فيه أن تقدم كورسات للإحساس للمسؤولين، وبصراحة راقت لي الفكرة لكنني تراجعت عن حكاية الكورسات لأنو ناسنا ديل دايرين حقن ودربات!!