رأي

النشوف آخرتــــا

مشاكلي بسيطة

سعد الدين ابراهيم

لاحظت حمى تقديم الفواتير للفترة الرئاسية الجديدة كل فئة قدمت فاتورتها من الاقتصاد وحتى الرياضة.. الفنون والثقافة لم تقدم فواتيرها بعد أو قدمتها على استحياء نقول: إن اقتصار شؤون الثقافة على وزارة باسمها لا يفيد الثقافة ولا يترك أثراً.. كما أن الصرف لا يتم على الأولويات.. الثقافة أمر تضطلع به وبجانب الثقافة التربية والتعليم.. والرعاية الاجتماعية وغيرها من المؤسسات ذات الصلة.. فالنهوض بالمسرح لا يعني أن تطرح ميزانية لتمويل مسرحيات يتكالب عليها البعض ليقدم في عجالة منتوجاً لا يصمد أمام الجمهور.. بل إن نعبئ لعمل مسارح في كل المدارس الأساس والثانوي وعبر الأندية الثقافية والاجتماعية.. مع التخطيط لعمل المسرح لاحظت على سبيل المثال “مسرح خوجلي عثمان” في نادي الحلفايا ليس فيه أي نشاط سوى الحفلات الغنائية أو حفلات التكريم.. نخلي المسرح نشوف السينما.. صحيح ليست لدينا سينما تذكر حتى الآن يا دوب بدأ بعض الشباب في إنتاج أفلام قد تنقصها الاحترافية بقدر كبير.. ولعدم وجود سينما يصبح وجود معاهد أو أكاديميات للسينما ضرورة.. ولعلكم تلاحظون كيف تبث الدول العظمى خاصة أمريكا رسائل غاية في الخطورة ضمن تلك الأفلام.. البطل الأمريكي الذي لا يقهر لأنه الأذكى.. تبرير الغزو والاحتلال الأمريكي للشعوب المستضعفة لإنقاذها من غدر بني جلدتها من الحاكمين والمتنفذين.. إلى آخر الرسائل التي تستخدم هذه الوسيلة الذكية والمؤثرة.. لعلنا من الدول القليلة جداً التي ليس بها معهد متقدم للسينما ناهيك عن معاهد.. ولا أدري لماذا تحجم الجامعات الخاصة عن ابتكار هذه الكليات التي ستنجح جداً في السودان باعتباره في كل مناحيه أستوديو طبيعي بحجم قارة.. في كل مناسبة وطنية نردد ذات الأغاني والأناشيد القديمة.. لماذا لا يكون لدينا إنتاج جديد قوي ومؤثر ونافذ إلى وجدان الجماهير.. مئات الكتب أنتجت ودعمت أين هي؟!.. مكدسة في المخازن.. ما تأثيرها.. هل نشرت بناء على خطة بحيث تحدد نسبة الكتب العلمية.. الأكاديمية والفكرية.. والكتب الأدبية.. أو الفنية.. أذكر لي مؤلفاً واحداً جديداً أثار دهشة القراء.. حتى في الإنتاج الأدبي الروايات التي تفرض وجودها وتفوز في المسابقات والمهرجانات كلها لكتاب عاشوا خارج الوطن.. انضم إليهم أخيراً بعض الكتاب الذين رفضوا الهجرة من قبل الآن هاجروا ببساطه ليجدوا ملاذاً آمناً وحراً للنشر.. لا نطالب بمحاربة الغناء والنكات الهابطة فحين نرتفع بذوق الناس ومن ثم ذائقتهم سيرفضون هذا الإنتاج الهابط.. أرأيتم أنني لم أقدم فواتير صعبة أو قاسية أو ذات أبعاد سياسية.. فلم أطالب بالمزيد من حرية التعبير وغيرها من الحريات.. فغيري ينافحون عن ذلك بدأب يحسدون عليه يقابل ذلك تجاهل بازدراء يحسدون عليه.. (مشاكلي بسيطة بالريدة بتحل)..

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية