رأي

مسالة مستعجلة

مرحلة جديدة

نجل الدين ادم

اعتباراً من اليوم (الثلاثاء) ستدخل البلاد مرحلة جديدة بعد أداء رئيس الجمهورية المشير “البشير” اليمن الدستورية، أمام الهيئة التشريعية القومية (المجلس الوطني + مجلس الولايات)، تحمل ذات التحديات والآمال ولكن طابع البشريات يسيطر حسبما أطلقت قيادات المؤتمر الوطني.
تتميز هذه الدورة الرئاسية الجديدة عن سابقاتها بأن الجميع يعول عليها لاعتبارات أنها تمثل دورة أساس لحل مشكلات السودان، عبر حوار يضم الجميع، حوار لا يستثني أحداً، حوار يستوعب كل مشكلات البلاد المزمنة. وأتوقع بالفعل أن تكون الدورة الرئاسية بحجم توقعات الناس في أن يتم التوصل لتفاهمات، بشأن إيقاف الحرب وتحقيق التنمية المتوازنة وإدارة موارد البلاد والاتفاق حول كيف يحكم السودان.
 فرغم أن كل هذه القضايا ظلت تتراكم وتتراكم خلال الحقب المتعاقبة، إلا أن عملية الحوار الوطني التي أطلقها الرئيس “البشير”، جديرة بأن تضع حداً لها سيما وأن كل القوى السياسية سارعت لتلبية دعوة الرئيس “البشير” بشأن الحوار التي أطلقها، وعلى رأسها حزب الأمة القومي بزعامة السيد “الصادق المهدي” الذي اختار الخروج قبل اكتمال حلقات الحوار الذي بدأ بلقاء جامع توافق الحضور فيه على توسعة عملية المشاركة، وأن تكون الحركات المسلحة جزءاً من هذه العملية حتى يكون حلاً شاملاً.
مطلوب من حزب المؤتمر الوطني مزيد من الانفتاح على الآخر بعد أن فرغ من أكبر الهموم التي كانت تشغله وهي عملية الانتخابات، يحتاج بوصفة الحزب الحاكم وصاحب الأغلبية الساحقة أن يتولى زمام المبادرة لإحياء عملية الحوار الوطني من جديد سيما وأن هناك حداً أدنى من الاتفاق عليه، بوصف الحوار هو المخلص للبلاد من المشكلات التي تتهدد الجميع حكومة ومعارضة، حيث أن الحرب ما تزال تستعر في بعض الجبهات مع قطاع الشمال وتارة من قبل الحركات المسلحة، بجانب تدهور الوضع الاقتصادي وغيرها من المشكلات. نتمنى بالفعل أن تكون هنا إرادة تتحدى المستحيل لينعم المواطن بالأمن والاستقرار والرخاء والرفاهية .
أمس(الاثنين) أكمل المجلس الوطني ومجلس الولايات الحلقات الأولى للتشكيل الجديد للحكومة الجديدة، وقد اختار مولانا البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيساً للمجلس الوطني. ومعروف عن الرجل أنه من القيادات التاريخية في الحركة الإسلامية، وكانت له صولات وجولات في حقبة الإنقاذ، وكان ممسكاً بدفة إدارة الحزب وهو يشغل منصب الأمين العام للمؤتمر الوطني، فهو جدير بما يملك من إمكانيات بإدارة البرلمان في هذه الفترة المفصلية. في الجانب الآخر اختار مجلس الولايات الأستاذ “عمر سليمان آدم” وهو من قيادات ولاية جنوب كردفان، حيث عمل والياً لها ومعروف عنه أنه من قاد عربة الرئيس “البشير” من كردفان وهو في طريقه لاستلام السلطة، وكذلك يتمتع بخبرات في مجال الإدارة والحكم اللامركزي. مبروك للمجلسين هذا الكسب ومبروك مولانا “إبراهيم” و”عمر سليمان” وأنتم تتسلمون مقاليد العمل الرقابي والتشريعي في الفتره المقبلة وبالتوفيق .

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية