عن رئيس البرلمان الجديد.. و"المتعافي".. وهذا (الطاهر)!!
(1)
{ أحسن الرئيس “البشير” قراءة المشهد داخل حزبه وهو يدفع بترشيح البروفيسور “إبراهيم أحمد عمر” رئيساً للبرلمان، بعد أن تكاثر النقد حول أداء قيادة المجلس الوطني خلال الفترة الماضية، وارتفعت وتيرة المطالبات بتولي قيادي من العيار الثقيل لموقع رئاسة الهيئة التشريعية، فعادت الأصوات تنادي بالأستاذ “علي عثمان محمد طه” بديلاً للدكتور الشاب “الفاتح عز الدين”، لكن “شيخ علي” استعصم بالاعتذار المغلظ!!
{ في هذه الأجواء، استدعى الرئيس ظهره القوي عند الملمات “إبراهيم أحمد عمر” القيادي التاريخي بالحركة الإسلامية والأمين العام السابق للمؤتمر الوطني بعد (المفاصلة)، الرجل الذي خلف الدكتور “الترابي” على أمانة الحزب بعد قرارات الرابع من رمضان (12/12/ 1999) الشهيرة التي أدت لانقسام الحزب الحاكم إلى حزبين أحدهما (وطني) والثاني (شعبي)!!
{ لا أظن أن أحداً بالمكتب القيادي اعترض أو تحفظ على ترشيح “إبراهيم”، ما دام هو موافقاً على التكليف، فالبروف أستاذ الفلسفة القديم بجامعة الخرطوم يتمتع بقبول واسع وسط قيادات وقواعد المؤتمر الوطني، فهو شيخ زاهد وبسيط ومتواضع ومستقيم، كما أنه ربما الوحيد الذي له القدرة على مناصحة الرئيس، ويقبل الرئيس رأيه بثقة وصدر رحب، لأنه يثق في أنه (معقم) من الأجندة الذاتية وتمثيل مصالح (المجموعات) فضلاً عن أنه زاهد في منصب أعلى وجاه.. أو مال.
{ وربما لا يعلم الكثيرون أن أبرز المقربين من الرئيس دفع بهم البروف “إبراهيم” للعمل هناك.. داخل الدائرة العليا (الضيقة) لاتخاذ القرار، فالفريق “طه عثمان” مدير مكتب الرئيس ومبعوثه الشخصي وكاتم أسراره، كان من قبل مديراً لمكتب البروف، وهو الذي قدمه للرئيس. وكذلك الأستاذ “محمد حاتم سليمان” المستشار الصحفي للرئيس فهو من الذين ساندهم البروف من التلفزيون إلى القصر.
{ وفي الوقت الذي تطاول فيه بعض شباب وشيب (الإسلاميين) في البنيان، وسكنوا القصور الفارهات والفيلات المحاطة بحدائق غناء، فإن بروفيسور “إبراهيم” ظل مقيماً في بيت أبيه وأمه بحي شعبي جوار محطة “مكي ود عروسة” بأم درمان، وبقي فيه طوال سني (الإنقاذ) متقلباً في المواقع الدستورية والسياسية، من وزير للتعليم العالي إلى أمين عام للحزب الحاكم إلى مستشار للرئيس، دون أن ينتقل إلى (حي المطار) حيث يقيم كثير من الدستوريين أو أحياء الرياض والطائف والراقي والمنشية وكافوري حيث ترتفع البنايات وتمتد المساحات لسكن بعض المسؤولين.
{ مثل “إبراهيم” قدوة حسنة في الطهر والتعفف عن المال العام، وظل محتفظاً لنفسه بذات الشخصية المتبسطة القريبة من (الغبش) والمساكين، ويكفي أنه منا.. (أم درماني) واعٍ وأصيل.. ونحن متعنصرون بحب لـ”أم درمان” الهلال والمريخ.. الإذاعة والتلفزيون والمسرح.. “المهدي” و”الأزهري”.. أم درمان السودان.. مزيج القبائل وكل الجهات!!
{ أعانك الله يا بروف.. وأرجو أن يعاونك في رئاسة البرلمان نائب شاب متمكن.. واسع البال.
(2)
{ مما تسرب من الدوائر العليا، راج أن الدكتور “عبد الحليم المتعافي” هو أقوى المرشحين لمنصب والي الجزيرة.
{ وكأحد أبناء هذه الولاية المظلومة ظلم الحسن والحسين، فإنني أرحب بهذا الخيار وأعدّ “المتعافي” مناسباً لإحداث نهضة حقيقية في الولاية (سُرّة السودان) المهملة.. ويمكنه أن يبدأ إنجازاته بتوسعة طريق الموت الأعظم.. (الخرطوم- مدني) ودفع التنمية الزراعية والصناعية بالولاية.. بس رجاء.. أبعد لينا من إتنين: المحاصيل المحورة وراثياً.. و”الطاهر حسن التوم”!!
(3)
{ مطلوب من “الطاهر حسن التوم” الذي (لم تكتمل صورته بعد) رغم كل هذا الظهور الكثيف والمزعج على شاشة قناة (النيل الأزرق) وشاشات الإعلانات بشوارع الخرطوم وأم درمان وبحري، وطوال السنوات الماضية، مطلوب منه أن ينفي ما سوقته له تلك النشالة المعتوهة المقيمة بالولايات المتحدة وفيه قالت إن “الطاهر” هو من ظل يهاتفها في أمريكا ويحرضها على زملائه في الوسط الصحفي وآخرين من السياسيين ورجال الأعمال مثل “المتعافي”- نفسه- و”جمال الوالي” وآخرين!!
{ يا لخسة وندالة من يرتكب مثل هذا الفعل الجبان ضد زملائه في مجتمع واحد.
{ في انتظار النفي.. وما التزام الصمت إلا تأكيد.. وتواطؤ.. واشتراك جنائي!!
(4)
{ عندما كان “الهندي عز الدين” يطالب مراراً بالقبض على الذين اعتدوا بالضرب المسبب للأذى الجسيم على الزميل “عثمان ميرغني”، أكثر مما طالب هو، كان “عثمان” يفتح مقر صحيفته الجديد لاستقبال وتكريم الذين اعتدوا بالإساءات والكذب الضار في الأسافير على “الهندي” ويعلن تبنيه لمبادرتهم المسيسة (الحمراء)!!
{ يا لها من وضاعة.. وانتهازية رخيصة ومحاولة لاستغلال وتكسّب خاسر من الحدث!!
{ وكل إناء بما فيه ينضح.