عز الكلام
ما بين التنقيب والردم..!!
ام وضاح
لفت نظري أن أربع فضائيات عربية كبرى تحشد كل إمكانياتها المادية والفنية لبرامج ذات صيغة تنافسية تستنبط من خلالها مواهب ونوابغ في عدد من المجالات، خاصة وأن الفترة الأخيرة شهدت تنافساً شديداً بين القنوات في ما يخص برامج اكتشاف المواهب الغنائية فأصبحت بذلك عنصراً جاذباً للمشاهد وللمعلن في ذات الوقت. لكن بعض القنوات الواعية الباحثة عن الجديد اتجهت لاكتشاف مواهب أخرى، فكان مثلاً برنامج (مذيع العرب) وبرنامج (أمير الشعراء)، وهناك برنامج رياضي للشباب الذين يهتمون بالرياضة وكمال الأجسام.. ولفت نظري أيضاً برنامج مدبلج في واحدة من القنوات الهندية يبحث عن راقصين وراقصات من الأطفال أقل من سن العاشرة ليكونوا بذلك نواة للسينما الهندية في المستقبل.
كل هذه البرامج تصب في مصب واحد هو إيجاد شخصيات مميزة في مجالات عديدة، تساعدهم بالنصح والاختبار والاختيار لجان تحكيم من ذات (الكار) دون إحساس بعقدة المنافسة أو التخوف من أن يزيحهم القادمون الجدد.. فلننظر للمشهد ونسأل أنفسنا بكل شفافية أين نحن من ذلك إن كان على مستوى الدولة أو المؤسسات أو المجاميع أو الأفراد؟ أين مساهماتنا الحقيقية في صناعة شخصيات مميزة والأخذ بيدها في دروب التفوق والنجاح والتميز؟ لماذا نظل دائماً إما في حالة مجاملة لمن لا يستحق، تحكمنا في ذلك عواطف وعلاقات شخصية ليحتل من لا يستحق مكان من يستحق، فقط لأن الأخير لا يجيد مسح الجوخ ولا يتمتع بشبكة علاقات واسعة؟!
توقفت كثيراً جداً عند الحملة الأخيرة التي ظن من شنها أنه سيمسح بها اسم الأستاذ “الهندي عز الدين” من ذاكرة الصحافة السودانية في معركة من غير معترك، أو أن البعض توهم أنه قادر على اغتيال شخصية الصحافي الكبير بتحميله وزراً الرجل أذكى بكثير من أن يرتكبه.. وبعيداً عن تفاصيل ما حدث، أقول إن الحادثة تمثل برأيي قمة الاستهداف الذي أبدع فيه بعضهم لاغتيال الشخصيات الناجحة والمميزة بأسلوب بذيء يميل للشتائم والتلفيق والتخويف بمعارك الظلام التي لا يقوم بها إلا الجبناء الذين يتخفون من وراء الـ(فيسبوك) والصفحات (المغبشة) لادعاء البطولات الزائفة والمواقف الهلامية التي لا وجود لها على أرض الواقع!!
نحن في حاجة أن نغير ما بأنفسنا حتى يغير الله ما بنا، إذ إنه ليس معقولاً أن يكون جزاء الشخص الذي يجتهد في عمله ويسهر الليالي إلا تبرير واحد (أنه مستفيد) وكان ما كدا الجابره شنو، أو أنه إذا قال أحدهم كلمة حق في شخص فهو (قابض) وكاش كمان!! إذا أردنا بالفعل أن نخرج من الحفرة التي نحن فيها فعلينا أن نواجه أنفسنا بالحقائق.. وكل واحد ممن ينصبون أنفسهم قضاة وجلادين عليه أن يضع نفسه في القفص ويحاكم ذاته فإن لم يجد بها خطيئة فليرمها بحجر وبعدها لينصب نفسه في المواقع حاملاً صكوك الغفران يمنحها من يشاء لكي تبقى حقيقة واحدة مُرّة لكنها واقع علينا الاعتراف به، أن غيرنا مشغول بصقل بريق الناجحين ونحن مشغولون (بسن) الحجارة لتدميرهم استهدافاً ورجماً.
{ كلمة عزيزة
لا أدري إن كانت الشركات التي تقدم عطاءات لتنفيذ مشاريع توقع على شروط جزائية تحكم مدة صلاحية ما قامت به وتشمل بذلك المتابعة والصيانة والمراقبة!! ولا أدري إن كان ما تطبقه على أرض الواقع من مواصفات هو ذاته المكتوب في الورق.. أطرح هذا السؤال على الشركة التي أشرفت على طريق الأسفلت الذي يمر أمام القيادة العامة من جهة الشمال، فالطريق “جديد لنج” لكنه امتلأ بالحفر والمطبات وفشل في تصريف المياه أمام أول رشة مطرة شهدتها الخرطوم بداية هذا الأسبوع!!
فيا سادة يا كرام هذا المشهد يمثل قمة الاستهتار بأموال البلد دون محاسبة أو مراجعة.. والشركة التي قامت بتنفيذ هذا الطريق ينبغي أن توضع على كرسي المحاكمة حتى لو كان من يملكها “قرن” أو “هواء” أو “جن أحمر”، لأنه لا تفسير للسوء الذي وصل إليه الشارع إلا أنه غير مستوفٍ الشروط والمواصفات وانطبخ بليل!!
{ كلمة أعز
أكثر ما يمكن أن يفضح المذيع أن يرميه قدره في ضيف حصيف وذكي.. أمس الأول استضافت “الشروق” في برنامجها الصباحي اللواء “كمال شداد” أحد خريجي الكلية الحربية للحديث عن مناسبة تخص دفعته (33 تحدي)، وسأله المذيعان “تيسير” و”حسام” أسئلة تقليدية حفظناها تماماً في مثل هذه اللقاءات، لكن ظل سؤال على خاطري طوال الحلقة: لماذا سميت الدفعة (33) بـ(تحدي)؟؟ ولما كاد اللقاء أن ينتهي فطن السيد اللواء لأهمية التوضيح على ما يبدو، فقال لهما: (يا أخوانا ما سألتوني ليه الدفعة سميت بتحدي) وبدأ يحكي القصة، وبدل أن يشعر السيد “حسام” بالخجل قال له: (بس باختصار يا سعادتك)!! اللهم لا اعتراض.