(لوبي البزنس).. فليبقى (الدولار) مرتفعاً!!
{ ما زالت الأسئلة حيرى حول عدم استقرار سعر صرف (الدولار) والعملات الأجنبية الأخرى، رغم ما ردده عدد من المسؤولين عن استقبال حسابات بنك السودان لودائع (دولارية) ضخمة من بعض دول الخليج العربي خلال الشهرين المنصرمين.
{ وهل صحيح أن هناك ضغوطاً تتعرض لها وزارة المالية والبنك المركزي من (لوبيات) رجال الأعمال للحيلولة دون ضخ المزيد من النقد الأجنبي بالسوق، وعدم اتخاذ إجراءات من شأنها تخفيض سعر العملات الأجنبية مقابل الجنيه السوداني؟!
{ البعض من الذين أصابتهم (التخمة) من طول سنوات التربح على حساب الفقراء والمساكين، يردد أن أي انخفاض لسعر (الدولار) عما هو عليه يعني تعرضه لخسائر فادحة!!
{ لذا لابد أن يبقى الحال على ما هو عليه، ليجوع الناس ويفقد نحو (ثلاثين مليون) مواطن قدرتهم على العيش الكريم وسط مذلة وانكسارات اجتماعية وأخلاقية، حتى لا يخسر بضعة (مئات) من الذين يكنزون الذهب والفضة نذراً من أرباحهم التي فاقت حد المعلوم وفق هوامش الأسواق العالمية!!
{ الحكومة التي ترضى بالتضييق على غالبية شعبها لترتاح (فئة) قليلة، حكومة لا تستحق الاحترام، ولا يجوز لها البقاء راعية لحقوق المسلمين والنصارى.
{ وحالنا ظاهر بين يديك يا ربنا، فإن ما دعوتنا له بالحق يدفعنا أن نسأل حكامنا عن (مليارات) السعودية والإمارات.. وهل كانت حقيقة أم سراباً؟!
{ وهي بالتأكيد ليست ثمن مشاركة السودان في (عاصفة الحزم)، فالسودان إنما يؤدي واجبه التزاماً برسالته تجاه شعب “اليمن” الشقيق الذي فتنته جماعات الخوارج الضالة من (المتشيعة)، والسعودية إذ تساند السودان في محنته كما فعلت مع شعوب عربية ومسلمة كثيرة، فإنها إنما تتصدى أيضاً لأداء واجبها تجاه عباد الله المسلمين.
{ لماذا لم ينخفض (الدولار).. سادتي؟! لا ترددوا على مسامعنا أسطوانات مشروخة من شاكلة (لابد من زيادة حجم الصادرات مقابل الواردات).. نعم نعلم ذلك أبجدياً، لكننا نعلم أيضاً أن سوق النقد (الهش) في بلادنا يتأثر بدخول (مليون دولار) فقط.. أو خروجها من دهاليز مكاتب العملة بالسوق (الإفرنجي)!! فما بالك بمليارين وثلاثة؟!
(2)
{ حوار هزيل ذلك الذي أجراه “الطاهر حسن التوم” مع (أولاد المبادرات) على شاشة قناة النيل الأزرق قبل أيام!!
{ شاهدت جزءاً من الحوار الموجه، ولارتباك مقدم البرنامج الذي بدا ناعماً كـ(حمامة) وهو يخضع تماماً لابتزازات سفهاء الشبكة العنكبوتية، ولضعف إجابات أصحاب المبادرات لدرجة أن صوت أحدهم (بتاع شارع الحوادث) لم يكن مسموعاً ولا واضحاً، يتكلم وعيناه منكسرتان إلى أسفل، لا تكاد تفهم ماذا يقول، غادرت الشاشة التي كانت يوماً ذات عطر ومذاق، إلى شاشة أخرى أكثر جاذبية.
{ سأله “الطاهر” بلين مريب: (كيف تتعاملون مع مبلغ كبير كهذا.. اتنين مليار جنيه.. هل لديكم مؤسسية؟)
أجابه الفتى باضطراب: (نعم.. لدينا مكتب تسيير.. ما مكتب تنفيذي.. لكن..
وعندنا أمين مال.. بنجمع القروش.. وبعدين بنشوف نصرفها كيف حسب الاحتياجات…)!!
{ لم يسألهم الفيلسوف “الطاهر”: هل لديكم حساب بأحد البنوك؟ في أي بنك.. حسابكم؟ كيف وردتم مبلغ الـ(2) مليار جنيه..؟ وكيف نعرف أنها (2) وليست (4)؟! وهل الحكم هنا هو الضمير أم النظم والسستم؟!
{ من يوقع على الشيكات.. واحد وللا اتنين وللا تلاتة؟! كيف تتم أوامر الصرف؟ من يصدق؟ كيف تشترون المكيفات والأجهزة والأدوية والأدوات التي تحدثتم عنها.. هل تخضعون أمر المشتريات لنظام (التلاتة فواتير) أم أن المسألة (هبتلي ساي)؟!
{ لماذا لا تريدون أن تسجلوا وأن يكون لكم مكتب تنفيذي منتخب من جمعية عمومية بنظام أساسي، ولوائح، ونظم.. ما دمتم تعملون منذ العام 2012؟!
{ دعونا من حكايات العواطف المبتذلة التي ركب موجها كل ساذج وساذجة.. (سنة كدا كان في سيدة بتكورك في شارع الحوادث.. طفلها مات.. وكانت عاوزة يستروه.. وجوا شباب وساعدوها.. ومن هنا جات فكرة المبادرة)!!
{ الحساب ولد.. وكما نحاسب الوزراء والولاة والمعتمدين.. ينبغي لنا أن نحاسب كل صاحب (مبادرة) جمع مالاً، ولو (مية) جنيه باسم الشعب السوداني المسكين.
{ الفساد لا حزب له.. ولا قبيلة!!