الشارع يترقب بمشاعر متضاربة الكشف عن ملامح الحكومة الجديدة
قيادي المؤتمر الوطني يجيز قائمتها النهائية الأسبوع القادم
استطلاع – نجدة بشارة
يترقب الشارع بخليط من مشاعر متضاربة، الكشف عن ملامح التشكيلة الوزارية والتي بدأ الحزب الحاكم في التداول بشأن الترشيحات الخاصة بها، وما تنبئ عنه من مؤشرات للمستقبل، بضوء تطلعات الناس، ورغبتهم في التغيير للأفضل. ومن المقرر أن يجيز المكتب القيادي، مطلع الأسبوع المقبل، القائمة النهائية لمرشحي الوطني لمناصب رئيس المجلس الوطني ورئيس مجلس الولايات والحقائب الوزارية.
الآمال العراض والتوقعات إيجاباً وسلباً هي ما يعتمل في نفوس المواطنين عشية إعلان الحكومة الجديدة والتي هي عنوان وبوابة الخمس سنوات القادمة، والتي ينتظر فيها الناس تحقق الكثير من الوعود بمستقبل أفضل، والتي كانت محور الحملة الانتخابية. والحكومة الجديدة هي محصلة تلك الانتخابات والمدعوة إلى إنزال الوعود الانتخابية إلى أرض الواقع. وكان قد سبق التشكل تطمينات وتعهدات النائب الأول لرئيس الجمهورية “بكري حسن صالح”، بأن يكون معاش الناس على رأس أولويات الحكومة المنتخبة، خلال المرحلة المقبلة متوقعاً خمس سنوات من النهضة والتنمية في مختلف المجالات حسب حديثه.
وقال إن حكومته ستعمل جاهدة على تحقيق الرفاهية للمواطن بجانب تحقيق السلام المستدام، بالإضافة إلى تقديم كافة التسهيلات للمستثمرين الوطنيين والأجانب. ورغم هذه التطمينات من قبل الحكومة إلا أن التوقعات وسط الشارع العام تضاربت بين تفاؤل وحذر وشعور بالإحباط. (المجهر) حملت التساؤلات عن مآلات الحقبة القادمة وعن ماهية الآمال التي يحملها المواطن البسيط وتوقعاته للحكومة الجديدة.
{ نطالب بحكومة جماهير
والتقت (المجهر) صاحب المكتبة “السر بطران” الذي بدا متشائماً حيال الأوضاع والظروف الاقتصادية التي تعيشها البلاد، وقال إن التاريخ أثبت أن الحكومات المتعاقبة تتعامل (بالفوقية) وتتفاعل مع نفسها دون أن يظهر أثرها على المواطن البسيط، ولذلك لا أتوقع حكومة تقدم أغراض المواطن سلباً أو إيجاباً، لكن تتعاظم آمالنا بأن تكشف الحكومة القادمة عن عهد جديد مغاير عن سابقه وأن تنظر بعين الاعتبار للمواطن وتتفاعل مع قضاياه، ما نريده من الحكومة الجديدة أن تكون حكومة جماهيرية.
{ يشعر بالتفاؤل
فيما ابتدر المواطن “متوكل آدم محمد بركة” حديثه متفائلاً بالوعود التي قطعها النائب الأول بأن الحكومة الجديدة، سيكون همها وأول أجندتها معايش الناس وتنمية المناطق الريفية وتحسين الاقتصاد. وأضاف خاصة وأن الحكومة بدأت مؤخراً تخطو خطوات حثيثة في شأن الإصلاح الاقتصادي والشراكة الذكية التي بدأت تنمو مع الدول الخليجية وما يمكن أن تسفر عنه من فوائد للسودان.
وذهب التاجر “حسين عثمان” في ذات الاتجاه متوقعاً أن تكون الحكومة القادمة إيجابية وتستطيع أن تقدم للبلد ما عجزت عنه الحكومة السابقة.
{ لا تعليق
صادفت (المجهر) مجموعة من المواطنين يجلسون تحت شجرة وارفة الظلال ويتسامرون بادرتهم (المجهر) بالسؤال، لكنهم أجابوا في صوت واحد لا تعليق ثم لاذوا بالصمت المهيب. تركناهم واتجهنا صوب ست الشاي الجالسة قبالتهم (أبابا) والتي فاجأتنا بحماستها في التعبير عن رأيها في التشكيلة الحكومية القادمة، قائلة: أتوقع وضعاً أفضل لذلك نطالب الصحيفة بأن ترسل أصواتنا للمسؤولين القادمين خاصة في المحليات، بأن يراعوا أحوال وهموم المواطن البسيط. وأن لا يضغطوا عليه بالرسوم والجبايات وأن يقننوا بيع الشاي حتى لا نصطدم بالكشات بعمل أماكن مخصصة للعاملات، وأن تولي الدولة عنايتها لهذه الشريحة.
{ حكومة شابة
التقت (المجهر) بمجموعة من الشباب، وسألتهم عن توقعاتهم للحكومة الجديدة، وما ينتظرونه منها. ابتدر الحديث “علي شريف”، قائلاً في حذر، (لا أتوقع أي جديد في التشكيلة الجديدة.. ولا أتوقع أي شيء، إلا إذا حدثت معجزة). واستطرد قائلاً : وهذا ليس زمان المعجزات، فيما قاطعه زميله “عبد المنعم محمد” قا: أعتقد أن الأمر لا يخرج من كونه لعبة كراسي، وتبادل للمناصب بين الحزب الحاكم.
بينما كان من رأى “هاني أحمد”، أن الحكومة في ثوبها الجديد، ينبغي أن تكون شبابية، وأن تسعى لمعالجة قضايا السودان السياسية والاقتصادية. وتستطيع إيجاد الحلول لهذه الأوضاع التي وصفها بالضاغطة.
{ عودة الصقور
مواطن، رفض ذكر اسمه، بل ولم يتحمس للحديث عندما استطلعته الصحيفة، ولكنه بعد صمت طويل قال إنهم يتوقع أن تقود القيادات التي تنحت في التشكيلة الوزارية الأخيرة، ويعود الصقور مرة أخرى في المناصب القيادية.. لأن ما حدث لا يعدو كونه تكتيكاً سياسياً. وضاف: لا أرى أي جديد قادم. وعلى العكس من ذلك أبدى “فيصل عبد الله محمد” تفاؤله في القادم. وقال ننظر بعين التفاؤل إلى المستقبل، وندعو الله أن يصبح الحال أفضل عن السابق.
{ نتوقع تغييراً للسياسات
وأثناء تجوالنا أبدى بعض المواطنين كانوا جالسين بالقرب من أحد الكافتريات، رغبتهم في التعبير عن آرائهم، منهم “عيسى عبد الله” و”انتصار عبدو”، اللذين اتفقا في توقعهما بأن يظل الوضع الحالي قائماً، ولكن ذلك لا يعني أن يحبطنا الواقع. وينأى بنا عن النظرة المتغيرة للأوضاع في الآونة الأخيرة، لذلك نتوقع أن يحدث تغيير جذري لسياسات الحكومة، بعد أن أعطت دلالات كثيرة برغبتها الأكيدة في إحداث تغيير بالدولة، وعبرا عن أمنياتهما في أن ينعكس التغيير بالإيجاب على الشعب والمواطن البسيط. ويرى الطالب “محمد آدم” الذي أقعدته الأعباء المعيشية وقهرته الصعاب، أن الأوضاع المحيطة به لن تقعده عن التعبير عن رأيه ولسان حاله يقول: إن الغد دائماً ما يأتي بالأفضل. وأن الشمس دائماً تشرق عقب الظلام ولا بد لهذا الواقع من تغيير. وقال إنه يتوقع أن يذهب الحزب الحاكم في خطته التي تبناها مؤخراً إلى إحداث التغيير الجذري حتى في الحكومة الجديدة، وأن يأتي بوجوه أقرب إلى هموم المواطن وليس ترضيات أو من الصفوة، وأن ينظر الوزراء المختارون إلى المواطن وقفة العيش بعين الاعتبار.
إلا أن المواطن “محمد أحمد” صاحب أمجاد خالفه الرأي وقال بعد (25) عاماً من المراوحة في ذات المكان، فإنني لا أتطلع لأي جديد بل أحس بالإحباط وأنه لا تغيير قادم.