"أميرة الفاضل " .. مبادرات فى وطن بلا.. (رعاية) !!
(1)
{ الواجب المهني للشرطة في أي بلد في العالم، يفرض عليها أن تتحسس- دون بلاغات- مواقع الجريمة، وتستشعر عبر دوائر المباحث والجنايات مكامن الخطر المحتمل والمتوقع قبل وقوعه، فتستعد لمجابهته، لا أن تنتظر لحين وقوع النوازل وارتكاب الجرائم، لتفتح التحقيق والتحري.. ثم قد لا تلقي القبض على الجناة وتقيد الحوادث ضد مجهول، كما حدث في أكثر من جريمة طرفها الوسط الصحافي بالسودان!!
{ وما دمنا نعاني من مشكلات أمنية عديدة ومعقدة، وتطورت في بلادنا أدوات وأساليب الجريمة، فإن المأمول أن تتطور وفقاً لذاك أدوات وآليات مكافحة الجريمة.
{ والأمر إذ ذاك، دعوني أسأل الناطق الرسمي باسم الشرطة اللواء “السر أحمد عمر” عن موقف ملاحقة المتهمين بالاعتداء على الزميلين “عثمان ميرغني” و”علي حمدان”.. وهل تم كشف خيوط الجريمتين؟؟
{ من هم الجناة؟ وأين هم؟ ولماذا لم تلقِ الشرطة القبض عليهم؟!
{ أسئلة.. وأسئلة.. ما زالت تنتظر الإجابات.
{ ثم من بعد أسئلتنا.. عزاؤنا موصول لكل ضباط الشرطة في السودان في الفقد الجلل باستشهاد ضابطين برتبة “ملازم” أمس الأول.. تقبلهما الله قبولاً حسناً.
(2)
{ أسفي الشديد على فقد وزارة الخارجية لسفير نادر المواصفات، عالي القدرات، اسمه “عبد الرحمن ضرار” تم إعفاؤه بقرار جمهوري قبل يومين!!
{ لقد جبت العديد من سفاراتنا بالخارج، ورأيت كيف يتعامل وكيف يدير السفراء والقناصل علاقاتنا الخارجية وتسوية مشكلات جالياتنا هناك.
{ لكن “عبد الرحمن ضرار” من طينة مختلفة، صادفته سفيراً في رحلة إلى “دمشق” قبل نحو عشر سنوات، ثم لم التق به بعدها كثيراً، غير أنني كونت انطباعاً عنه مخالفاً لانطباعاتي عن سفراء (الركلسة) وجمع الدولار!
{ ولو لم يكن “عبد الرحمن ضرار” مميزاً لما التقطه في وقت سابق “شيخ علي” ليكون مديراً لمكتب النائب الأول.. وربما تعلمون حساسية الأستاذ “علي عثمان” الزائدة وحرصه الشديد، واصطفاءه الأذكياء.
{ لا أعرف حتى الآن أسباب إعفائه المفاجئ، ولم أسع للسؤال عن ذلك غير أنني أقول له: أحسنت.. يا “ضرار”.. ستعود يوماً لخانة الفعل الرفيع.
(3)
{ لابد أن تشيد “أميرة الفاضل” بمبادرة (أولاد الحوادث)، فقد كانت أفشل وزير للرعاية والضمان الاجتماعي، وأهدرت نصف زمن ولايتها على الفقراء والمساكين في صراعات ومماحكات مع وزير المالية السابق “علي محمود عبد الرسول”. وحسناً فعل (المؤتمر الوطني) بأن أراحنا منهما الاثنين.
{ لو كانت “أميرة الفاضل” وزير رعاية اجتماعية قادرة وفاعلة، لما نشأت مثل هذه المبادرات المريبة المسيسة، فمئات المليارات التي تحصل عبر ديوان الزكاة كافية لمنع عوز المحتاجين بشارع الحوادث لفتيل دواء، وشريط كبسولات، وحقنة بنسلين.
{ في عهد الخليفة الخامس “عمر بن عبد العزيز” كان يخرج منادي بيت مال المسلمين في نواحي “دمشق” يهتف في الناس: (هل من محتاج؟ هل من جائع؟ هل من مريض؟ …).. لكنه كان يعود بلا مجيب في غالب الأحيان.
{ لو لم تتحول مليارات الزكاة والضرائب وصناديق الضمان الاجتماعي في بلادنا إلى (أبراج) شاهقات واستثمارات عقارية ومخططات سكنية، ومكاتب وأساطيل سيارات فارهات، ولو لم تهدر في غير الأولويات، ولو دفع كل المتهربين من الضرائب من شركات المتنفذين والمتنفذات ضرائبهم دون تدخلات واستغلال نفوذ، لما احتاج مريض واحد في شارع الحوادث، بل وأي مستشفى لـ(شيرنغ) من عابري الطريق، ليحصل على ثمن الدواء!!
{ لكنها وزارات الهزيمة يتسنمها غالباً الفاشلون والفاشلات، لتقوم مقامها تنظيمات (الشيوعيين الجدد) المحلاة ببعض أبناء وبنات (الإسلاميين) المنعمين من المستغفلين والمستغفلات باسم عمل الخير!!
(4)
{ ما لا يعرفه الرجرجة الرعاديد من مناضلي الـ(كي بورد) من كل بقاع العالم، أنني كتبت عمودي الأول عن مهزلة شارع الحوادث وأنا طريح الفراش الأبيض بأحد مستشفيات جمهورية “الهند” العظيمة، بعد خضوعي لعملية جراحية كبيرة في الساق، ولا شك أن مثل هذه العملية يفشل هنا في السودان، ما دامت مستشفياتنا تفتتح عنابرها (ستات الشاي) ويمولها شباب (تحويل الرصيد)!!
{ ثم توالت كل كتابات الأيام الفائتة وأنا ما زلت على السرير، جرحي لم يلتئم، وأتوكأ على عصا.. أهش بها وقلمي.. على كل (غنم) الأسافير وسابلة صحافة الكساد!!
{ فانظروا أي رجل تقارعون.
{ قاتلكم الله.