استمرار انقطاع الكهرباء عن المنطقة الصناعية أم درمان
السوق الشعبي أم درمان ..تجارة على ضوء الشموع
الخرطوم ـ سيف جامع
شكا تجار السوق الشعبي أم درمان وأصحاب المصانع بالمنطقة الصناعية بأم درمان من انقطاع متذبذب للتيار الكهربائي بدأ منذ أكثر من ثلاثة أشهر. وأشاروا إلى أن ذلك تسبب في خسائر فادحة لهم في تجارتهم. وأكد أمين عام غرفة الصناعة بولاية الخرطوم “عادل ميرغني”، أن انقطاع التيار أمر مزعج بالنسبة لقطاع الصناعات. وقال نحن كاتحاد شكلنا لجنة مع وزارة الكهرباء لبحث القطوعات المتكررة. وطالب “يرغني” بإعلان برمجة حتى يتسنى لهم تنظيم زمن الدوام اليومي للعاملين.
وأكد أصحاب مصانع بالمنطقة الصناعية أم درمان أن هنالك برمجة غير معلنة في القطوعات تحدث كل يوم حيث يتوقف الإمداد الكهربائي بين الساعة السادسة والسابعة صباحاً، ولا يعود إلا الخامسة مساءً ونوهوا أن ذلك تسبب لهم في أضرار بالغة وزاد من تكاليف الطاقة. وقال صاحب مصنع رفض ذكر اسمه لـ(المجهر) إن بعض المصانع لجأت إلى شراء مولدات من ماليزيا لكنها أيضاً إنتاجها للكهرباء لا يكفي لتشغيل مصنع، مشيراً أن سعر المولد يصل إلى (500) جنيه مما شكل عبئاً إضافياً على قطاع الصناعة.
وفى السياق قال تجار بالسوق الشعبي أم درمان إنهم يلجأون إلى إضاءة الشموع في المساء لإنارة محلاتهم مؤكدين أن تكرار انقطاع التيار الكهربائي أصبح هاجساً لهم، وطالبوا وزارة الكهرباء بضرورة توفير الكهرباء وإعطاء المناطق التجارية أولوية في استمراريتها.
وأشار أصحاب الورش أن المنطقة أصبحت طاردة بسبب انقطاع الكهرباء بصورة متكررة دون توضيح الأسباب. وأكدوا أنهم يسددون رسوماً وعليهم دفع إيجارات المحلات فضلاً عن أجور العمال. وطالبوا إدارة الكهرباء بإعطاء أولوية للمنطقة الصناعية مناصفة مع الأحياء السكنية، لأنها مصدر رزق لآلاف الأسر وحذروا من عدم الإسراع في معالجة الأمر، لأنه سيؤدي إلى تشريد العاملين وقد بدأ بالفعل بتوقف العاملات بمصانع المواد الغذائية في الورديات النهارية لأنهن لن يستطعن العمل في المساء.
وكان قد أكدت وزارة الموارد المائية والكهرباء أن حجم الإمداد المنتج من الكهرباء كافٍ لتغطية قطاعات الاستهلاك في البلاد، ونفت وجود أي عجز في الإمداد يؤدي إلى قطوعات مبرمجة.
وطمأن وزير الموارد المائية والكهرباء، المهندس “معتز موسى”، المواطنين للاستعداد لفصل الصيف وشهر رمضان الكريم دون قلق من قطوعات، إلا تلك التي يمكن أن تحدث نتيجة لأعطال، وقال: (هذا أمر متوقع ويتم تلافيه).
لكن أصحاب المصانع أكدوا أن هنالك قطوعات شبه مبرمجة تحدث كل يوم مطالبين الوزارة بإعلان برمجة للقطع حتى يتمكنوا من ترتيب أوضاعهم.
ويبلغ حجم الإمداد الكهربائي المنتج بالشبكة (2200) ميقاواط، وتقول وزارة الكهرباء أنها كافية لتغطية القطاعات كافة، ونفى وزير الكهرباء الخميس الماضي وجود أي عجز في الإمداد يؤدي لقطوعات مبرمجة. وقال (لا نتحدث عن أية قطوعات مبرمجة ولا يوجد أي إشكال في الإمداد أو في التوليد سواء أكان الحراري أو المائي). وتغطي شبكة الكهرباء حوالي (40%) من البلاد فيما تخطط الحكومة في اكتمال شبكة الربط بكافة أنحاء البلاد في 2030، ووصلوها إلى عواصم الولايات في 2020.