تقارير

حصل على أكثر من (مجموع) أصوات منافسيه: الوالي المرشح «الضو الماحي» .. التتويج الصامت..!

كأن شيئاً لم يكن عادت مدينة القضارف وضواحيها الى حالة الهدوء التي تميزت بها. وأنت في سوق المدينة الرئيسي لا تلامس أذناك إلاّ أصوات الباعة وهم ينادون على بضاعتهم علهم إذا فعلوا ذلك يحفزون أحد الزبائن الذين ندر تواجدهم بالشراء منهم. الجميع كان في حالة من الهرولة نحو كسب لقمة العيش؛ ولأن الموسم موسم حصاد فإن سوق الذرة بالمدينة عج بالعمال الذين تسابقوا في حمل جولات الذرة الى داخل مخازن الغلال. لم يأتِ أي أحد منهم على ذكر أنه تم إعلان نتيجة انتخابات منصب والي الولاية ولو من باب الفكاهة والتندر، وهي التي أسفرت عن حذف كلمة المكلف من أمام اسم الوالي “الضو الماحي” لتعطيه صفة قانونية بعد إعلان فوزه رسمياً في الانتخابات التكميلية .
 بدا الرجل الخمسيني “عبد الله أحمد” منهمكاً في رص الفواكه التي أمامه بصورة مرتبة وأجاب بعدم اكتراث على سؤال: هل “أدليت بصوتك في الانتخابات؟” قائلاً: “لماذا أتعب نفسي وأقف في طابور تحت أشعة الشمس حتى أعطي صوتي لمرشح أعلم جيداً أنه لن يخدمنا كمواطنين”. وواصل، بعد أن أشار بإصبعه السبابة في إشارة منه إلى جوالات السمسم والذرة المتراصة على مقربة منه “الآن جوال السمسم بي مليون ومائتين، وجوال الذرة وصل (160) جنيهاً، ما لذي سيحدث إذا صوتّ هل ستنخفض الأسعار؟”
وكانت اللجنة العليا للانتخابات بولاية القضارف أعلنت صباح أمس في مؤتمر صحفي النتائج. وأوضح رئيس اللجنة “آدم صالح سبيل” فوز مرشح المؤتمر الوطني، الوالي المكلف “الضو محمد الماحي” بالمنصب بعدد أصوات بلغت (110.954) صوتاً، يليه المرشح المستقل “حسن النور عطية” بعدد أصوات بلغت (2.842) صوتاً في المرتبة الثانية، فيما حصلت المرشحة عن المنبر الديمقراطي د. “أمال إبراهيم محمد إدريس” على (2665) صوتاً في المركز الثالث، وجاء في رابع الترتيب المرشح المستقل “يوسف إسماعيل عبد الله” بعدد أصوات بلغت (1490) صوتاً، وجاء في ذيل الترتيب المرشح المستقل “تاج السر القاسم” بجملة أصوات بلغت (1398) صوتاً.
 وبالرغم من فوز مرشح حزب المؤتمر الوطني إلاّ أن طرقات المدينة خلت من أي مظاهر احتفالية بفوز الوالي الجديد، وبدا الأمر كأنه تجاوب من حكومة الولاية مع حالة اللامبالاة التي قابل بها مواطنو الولاية مجمل العملية الانتخابية لذا فضلت ألا تسرف في الاحتفالات إلاّ من بعض الصور للوالي الجديد احتفظت بها بعض جداران الشوارع، وفيما يبدو أن الحملة الانتخابية سارت بفتور وضعف في الإقبال من المواطنين إذ بلغت نسبة التصويت وحسب مفوضية الانتخابات في الولاية بلغت الـ( 20%)، لكن المرشحين المعارضين للمرشح الفائز يرون أن نسبة الاقتراع بلغت فقط (7%) وحسب أحد المرشحين- فضل حجب اسمه- فإن مفوضية الانتخابات وحزب المؤتمر الوطني الحاكم في الولاية قاموا بتمديد فترة الاقتراع لتفادي الحرج نسبة للضعف الشديد الذي لازم العملية في الساعات الأولى من فتح صناديق الاقتراع. في الوقت الذي يعزي فيه متابعون ضعف الإقبال الى غياب المؤيدين للوالي المقال “كرم الله عباس” وامتناعهم عن الإدلاء بأصواتهم لأي مرشح آخر. ما يشير إلى أن الحكومة والقوى السياسية عليها إعادة حساباتها بالتعامل مع المواطنين وتلمس احتياجاتهم في الفترة المقبلة لاسيما مع موجة الغلاء التي تجتاح الأسواق والسلع الأساسية .
ومما بدا لافتاً الفارق الكبير في نسبة التصويت بين المرشح الفائز وباقي المرشحين فقد حصل مرشح المؤتمر الوطني “الضو الماحي حامد” على (110954) صوتاً، فيما حصل أقرب المرشحين له وهو المرشح المستقل “حسن النور عطية” على (2842). وفور الإعلان عن النتيجة تقدم عدد من المرشحين برفض نتيجة الانتخابات وتقدمت أمس الآلية المشتركة للمرشحين ببيان مشترك رفضوا خلاله نتيجة الانتخابات وتقدموا بشكوى للمحكمة العليا احتجاجاً على عدم قانونية تمديد أجل الاقتراع ليوم آخر. ويقول خصوم الوالي المنتخب إن الانتخابات معلولة وهناك حالة غش وخداع في الصناديق. وأعلنت الدكتورة “آمال إبراهيم” رئيس الآلية التنسيقية للمرشحين، مرشح حزب منبر الشرق الديمقراطي في حديثها لـ(المجهر) عن رفض المرشحين للنتيجة وعدم قبولهم بها. وقالت إن الانتخابات مزورة في الوقت الذي كشفت فيه عن (20) حالة تزوير تم رصدها في مراكز اقتراع داخل مدينة القضارف كما قالت.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية