(الانتفاضة).. (العبور).. (سد مروي) ..أسماء ثياب تؤرخ وتوثق للأحداث
المجهر _ نهلة مسلم
تسميات الأزياء التي غزت السوق لم تأت من فراغ، وإنما جاءت تعبر عن أحداث وظواهر اجتماعية، مرت وتمر بها المجتمعات علي مر السنين، لتكون خير توثيق للأحداث المهمة. وأسماء بعض الأزياء تأتي وفقاً لاهتمامات المجتمع ورغباته مما يجعل البائعين والمهتمين بالموضة يسعون للعمل على وضع أسماء تساعدهم في البيع والترويج، لذلك كانت أسماء الثياب واحدة من الطرق التوثيقية لعهود رئاسية وسياسية، ابتداءً من عهد الرئيس “جعفر محمد نميري” الذي ظهر فيه ثوب (قلم نميري) و(دموع عبلة)، ثم جاء (الانتفاضة) و(رسالة لندن)، ومن ضمن الأسماء كذلك ثوب (العبور) و(الجاكار)، وكانت العروس في تلك الحقبة ترتدي الساري.
{ زهرة الخليج
وفي فترة التسعينيات ظهر ثوب (زهرة الخليج) و(عودة نميري)، وقد أخذت بعض المسميات الطابع التنموي مثل (سد مروي) كما أن بعض أسماء الثياب الحديثة لها علاقة وطيدة بأسماء الموردين في السوق مثل (أبو أمنية)، (الموهوب)، (سليمان مهدي) وبعض التسميات الحديثة (الجلاكسي) و(الدولار) و(الدعم السريع) و(الكمبيوتر) وهو نوع من الحرير الشيفون.
في هذا الموضوع التقت (المجهر) ببعض النسوة والتجار المهتمين بأسماء الموضة، وابتدرت الحديث “السيدة الشباك الخير” – ربة منزل قائلة إن هناك اختلافاً في خامات الثياب، إذ كانت الأقمشة جيدة ومتينة لذا يعمر الثوب قرابة الثلاثة أعوام.. أما الآن فلا تتعدى فترة صلاحيته (9) أشهر، وأرجعت ذلك للضغط والاستخدام الكثير أو ضعف الخامة، بينما قالت جارتها “عزة عوض” إن الثوب يضيف قيمة كبيرة للمرأة، وعند ارتدائه يزيدها وقاراً وحشمة، إضافة إلى ذلك أضحى معلماً بارزاً تشتهر به النساء السودانيات، وما يحمله من معانٍ سامية تجسد تاريخه.. وتشير “آسيا فرح” إلى أن النسوة عادة يتابعن ما هو جديد ولديهن حب استطلاع لمجاراة الموضة ومواكبتها، وتقول: (في زماننا السابق كانت هنالك مسميات للثياب مثل زهرة الخليج، والخط السريع وبنك المعلومات وكانت ثياباً ذات خامة متينة)، وأضافت إن هنالك منافسة إيجابية من قبل النسوة اللائي يتسابقن في شراء ما هو جديد.
فيما قال التاجر”عبد الباقي يوسف” إن إيقاع الحياة تغير والموضة أضحت مواكبة لمجريات الأحداث، وأشار في حديثه لـ(المجهر) إلى أن هنالك أسماء جديدة برزت على السطح مثل (الجلاكسي) و(أبو أمنية) و(الدولار) التي تتراوح أسعارها ما بين (200-180) جنيهاً، وأضاف إن بعض النسوة يطلبن منه أن يوضح ويشرح لهن ويستفسرنه عن أنواع الثياب الجديدة، وأضاف قائلاً: (عند اختيار شنطة الزواج يلجأ إلينا بعض الزبائن للاستشارة في اختيار أصناف الثياب). ثم حكى قائلاً إن تلك المسميات تثير حماساً منقطع النظير في نفوس المشتريات مما يدفعهن للسبق ومواكبة الموضة، والشيء الذي يميز موضة الثياب هذه الأيام هو دخول العديد من التشكيلات والدارسات عالم تصميمها بصورة كبيرة.