رادار الصحافة السودانية "عدلان يوسف":الصحف الرياضية لم تعد مؤثرة لأنها تروج لأجندة خاصة
حاورته ـ نهلة مجذوب
صحفي معتق وإعلامي رياضي صقلته الأيام والتجارب، له إسهامات واضحة في تتطور الصحافة الرياضية، اهتمامه بها بدا مبكراً، صال وجال في ميادينها أكثر من خمسين عاماً محرراً نشطاً وكاتباً مرموقاً وناشراً، له علاقات متميزة مع قادة العمل الرياضي خبراء وإداريين ونجوما، لا يخفي عشقه وانتماءه للقبيلة الحمراء، إنه الصحفي القدير الأستاذ الكبير “عدلان يوسف إدريس” الملقب بـ(الرادار) التقيناه في حوار الماضي والحاضر.. فماذا قال؟!!
{ في البداية قلنا له علاقتك بالرياضة.. كيف بدأت؟
– أجاب قائلاً: نشأت في بيت رياضي، أشقائي وأقاربي هلالاب ومريخاب، وأنا صغير كنت أحرص على الذهاب معهم لحضور المباريات في دار الرياضة بأم درمان ومنها تعلق حبي بالرياضة وعشقت المريخ منذ وقت مبكر وأعجبت بلاعبيه، وحبي للمريخ دفعني لولوج عالم الصحافة الرياضية، والحمد لله مازلت أعمل في هذا المجال حتى الآن لفترة لا تقل عن نصف قرن من الزمان.
وبداياتك الصحفية كيف كانت؟
– بدأت كمخبر صحفي بجريدة (الأيام) العريقة، كنت أرصد أخبار الدوري المحلي، وبقيت في الرصد الإخباري لفترة وبعدها انتقلت بالتدرج إلى تحليل الأخبار ثم التحقيقات الرياضية وبعدها بدأت أكتب مقالات وأسست أول صحيفة رياضية متخصصة في السودان، كان ذلك في أوائل الثمانينيات وأسميتها (الكورة) كنت صاحبها ورئيس تحريرها وكانت الأوسع انتشاراً في ذلك الوقت.
{ وكيف كان حال الصحافة آنذاك؟
– الصحف كانت تصدر مرة واحدة في الأسبوع وتطبع في بحري والخرطوم، والصحافة كانت منتشرة أكثر من الآن، تطبع كميات ضخمة تفوق الـ(50) ألف نسخة وتوزع في كل السودان، والصحفيون كانوا قلة.
{ وماذا عن الأجواء الرياضية في ذلك الوقت؟
– طبعاً فترة الستينيات كانت مزدهرة بنجوم كرة القدم في السودان وكانوا يتمركزون في العاصمة المثلثة فقط، والفرق القمة هي المريخ والهلال والموردة والنيل الأهلي، وكانوا يتنافسون تحت دوري يسمى بـ(الدوري المحلي) والمباريات كانت تقام في دار الرياضة أم درمان، وكانت الموردة تتألق وكثيراً ما تهزم الهلال والمريخ، وهذه الفرق جميعها كانت تشارك في المنافسات الخارجية.
{ ومن أين جاء لقب (الرادار)؟
– نسبة لعملي المتواصل والسرعة في التقاط الأخبار، بالإضافة إلى الخبطات الصحيفة التي كنت أحققها في عالم الرياضة، وأطلقه عليّ الصحفي “سيد صالح شهلابي” لنشاطي.
{ شخصيات رياضية أضافت لك؟
– استفدت من خبرات صحفية ممتازة عملت معهم فى جريدتي (الكواكب) و(المتفرج)، منهم الأستاذ الصحفي المخضرم “نعمان حسن” والصحفي القدير “هساي” والخبير الرياضي المحنك “كمال شداد”؟
مَنْ مِنْ الصحفيين تتلمذوا على يديك؟
– كثر، وأذكر منهم “رمضان أحمد السيد” و”كفاح علي حسين”.
{ إداريون كانت علاقتك بهم وثيقة؟
– زعيم نادي المريخ “حسن أبو العائلة، كان صديقاً يستشيرني في كل ما يتعلق بفريق المريخ، كما كنت مقرباً جداً من “شاخور”، “حسن محمد عبد الله”، “فتح الرحمن الحسن” و”حاج التوم”، ومن أسرة نادي الهلال كانت تجمعني علاقات طيبة مع “حسن عبد القادر”، وكنت معجباً بـ”الفاتح المقبول” و”فيصل محمد عبد الله”.
{ ومن نجوم المريخ حينها؟
– “برعي أحمد المحينة”، “ماجد أحمد عبد الله” وحارس المرمى “هاشم محمد عثمان”، وكنت أتابع أخبارهم وكان يشار إليهم بالبنان.
{ وهل كان لك إسهام في اكتشاف وتسجيل اللاعبين؟
– نعم، وقد أسهمت في تسجيل عدد من اللاعبين الأفذاذ للمريخ منهم الثنائي الخطير “جمال أبو عنجة و”عطا أبو القاسم”.
{ مواقف في مسيرتك لا تنسى؟
– الأحداث الكبيرة التي مرت بي ومعظم الرياضيين يتذكرونها، حيث حاول البعض أن يضعوا بها نقطة سوداء في حياتي الصحفية.
{ مقاطعة.. احكي لنا القصة؟
– في فترة الثمانينيات كان متوقعاً قدوم فريق كرة قدم صيني لخوض مباراة ودية مع فريق المريخ وتوقيت المباراة حدد له يوم جمعة، وأذكر حينها قمت بكتابة الخبربشكل استباقي قبل المباراة وصغته على هذه الطريقة (من المقرر أن يلاقي فريق المريخ أمس الفريق الصيني ..الخ)، ولم آتي بأي تحريف عن قيام المباراة، وتركت الخبر في الصحيفة ونشر يومها، ولكن بعض الإخوة الزملاء سامحهم الله أساءوا استغلال الخبر وغيره لان الفريق لظروف ما تخلف عن الحضور ولم تلعب المباراة .
{ ومن روج لذلك؟
– روج له كثيرون فى الوسط الصحفى والرياضى.
{ هل شعرت بالظلم يوماً ما؟
– نعم، وأكثر قرار شعرت فيه بظلم كان قرار إيقاف صحيفة (الكورة)، هذا القرار كان صادراً من العميد (م) “سليمان محمد سليمان” عضو مجلس رأس الدولة السابق، ولأنه هلالابي متعصب فقد ظن أن صحيفة (الكورة) التي أصدرتها في الثمانينيات مريخية فقام بإيقافها، وعندها فوضت أمري لله.
{ كيف تنظر لصحافة اليوم؟
– الصحف الرياضية انتشرت ولكنها غير مؤثرة لأنها أصبحت متحدثة باسم الأندية والإداريين وتروج لأجندة خاصة، وعلى المستوى المهني ليست كما هو مطلوب وتوزيعها ضئيل، وطبعاتها لا تتعدى الـ(7) آلاف نسخة لكثير منها، وزمان كانت (50) ألف نسخة.
{ والكرة السودانية الآن؟
– أراها متدنية وهابطة في كل المستويات.
{ وماذا عن المريخ؟
– المريخ الحالي بدأ أخيراً يستعيد روحه عبر قيادة رئيس النادي السيد “جمال الوالي”، وأنا جد سعيد بقراره في أن يواصل بقاءه في النادي، وهذا في رأيي يساعد كثيراً في استقرار الفريق.
{ ما هي الأشياء التي تميز الوالي؟
– أراه صاحب كاريزما إدارية ناجحة قلما توجد، ومازلت ملتزماً بدعمه لأنه قدم للمريخ ما لم يقدمه رئيس نادٍ آخر.
{ وماذا عن تأجيج الخلافات بين فرق القمة؟
– هذه الخلافات والمشاكل التي طورتها الصحف الرياضية خلقت نوعاً من العدائيات بين (الهلال) و(المريخ) لم تكن معهودة في السابق، ويحمد لمجلس الصحافة تدخله الايجابي في منع هذه المهاترات كذلك قيادة الدولة.
{ أخيراً ماذا أنت قائل و(الرادار) مازال يلتقط؟
– مازلت أمتهن الصحافة، أعمل حالياً في صحف (الدار) و(الزعيم) وأواصل كتابة عمودي اليومي بـ(أخبار اليوم)، ومازلت التقط الأخبار عبر التلفونات، وأذهب بأقدامي لنادي المريخ لأقف على الأحداث ميدانياً.
كلمة أخيرة
– أتقدم بالشكر لصحيفة (المجهر) الغراء لإتاحتها لي فرصة ذهبية بهذا اللقاء، والشكر الجزيل لكِ ابنتي “نهلة”.