رئيس إتحاد التلفزة الأفريقية لـ(لمجهر): نسعى لإنشاء فضائية مشتركة توحد أفريقيا وتبرز ثقافتها
حوار- سيف جامع – ميعاد مبارك
في إطار الفعالية الثانية لـ”إتحاد التلفزة الأفريقية الخاصة” المقامة في الخرطوم وفي جولة تنويرية بأهداف الإتحاد، زار رئيس إتحاد التلفزة الأفريقية الخاصة السيد “أبو بكر محمد عبد الله برقو” صاحب مجموعة قنوات و(إذاعات النصر التشادية الخاصة) مباني صحيفة (المجهر).. فكان لنا معه الحوار التالي، فإلى مضابطه…
{ بداية سألناه عن مغزى اختيار الخرطوم
لثاني فعاليات إتحاد التلفزة الأفريقية؟
– رد قائلاً: السودان هو الوجدان الأفريقي، موسيقاه عبرت أفريقيا شرقاً وغرباً أكثر من 300 قبيلة أفريقية تعزف بـ(النقارة السودانية) وإن اختلفت إيقاعاتها، (المرحاكة) السودانية طحنت ما شاء الله لها من غلال أفريقيا فقد أثبتت وجودها في أكثر من مائتي قبيلة، أضف إلى ذلك المكون الثقافي والعلمي بالسودان الذي بمثابة نبع معرفي تنهل منه جل المنطقة وكذلك إنسانه الذي كان كادراً فاعلاً في كل المنطقة شريكاً في التعمير والتنمية وجمهورية “تشاد” خير شاهد على ذلك، فقد كان أول رؤسائنا سوداني جعلي السيد “أحمد غلام الله” ومازالت عائلته مقيمة في “أنجمينا”، هل تعلمون أن القنوات السودانية تمثل مصدراً مهماً جداً للخبر في كل أفريقية وهي متابعة بشدة، فالمجتمع الأفريقي لديه إيمان قوي بالسودان، لذا أدعو السودان للتوجه نحو أفريقيا التي تقدره ويضعها في سلم أولوياته، بدلاً عن البحث عن هوية عربية ضبابية التفاصيل.
{ ما البرنامج المنوط بالفعالية الثانية؟
– يسعى الإتحاد من خلال برنامجه في السودان للتوأمة مع المؤسسات الإعلامية السودانية وتنوير الصحف حول إنشاء الجهاز الإعلامي للإتحاد وأهدافه ورؤاه. كما سيتم توقيع مذكرة تفاهم مع الإتحاد العام للصحفيين السودانيين بحضور سياسي رفيع المستوى، كما ستقام أمسيات ثقافية بنكهة الخرطوم الأفريقي سنوضح تفاصيلها في الأيام المقبلة.
{ ملاحظ الاهتمام الكبير بالصحف
– لدينا إيمان كبير بالدور المهم والأساسي الذي تلعبه الصحافة في كل مناحي الحياة، ونحن جميعاً بدأنا مسيرتنا من بلاط صاحبة الجلالة، ولدى الإتحاد خطط وأفكار كثيرة للاستفادة من العقلية المستنيرة والكم الهائل من الخبرات للأساتذة الصحفيين، كما نفكر بجدية في دعوة رؤساء التحرير لزيارتنا في أنجمينا للتفاكر حول القضايا والمشاريع التي تهم الإتحاد والإعلام الأفريقي ككل وللتعرف بصورة أكبر على جمهورية “تشاد” وعلى إتحاد التلفزة الأفريقية الخاصة.
{ الآن حدثنا عن دواعي إنشاء الإتحاد الأفريقي للتلفزة؟
– مجموعة من الأسباب دفعتنا لإنشاء الإتحاد أبرزها التقلب السريع للإعلام في العالم، فكان لزاماً على أفريقيا أن تثبت وجودها وتكون حاضرة ومتمكنة من توصيل رسالتها والتعبير عن ذاتها الاجتماعية والثقافية والسياسية وغيرها مبرزة الوجوه الأخرى للقارة السمراء التي عانت الويلات بسبب إبراز الإعلام العالمي لجوانبها المظلمة دون غيرها ومثل الإعلام الحكومي الذي في أغلبه يمثل النظم الحاكمة، وهنا تبرز أهمية وجود إتحاد للقنوات الخاصة يسعى لخلق شراكة إعلامية أفريقية تجمع المؤسسات الخاصة فيها وبالتنسيق مع غيرها من المؤسسات لأجل إعلام أفريقي أكثر نفاذاً وتعبيراً عن أفريقيا العظيمة، إعلام يجمعنا ككل ثقافي اجتماعي إنساني وسياسي يبرز قدرات إعلاميينا ويوحد جهودهم من أجل أفضل خدمة إعلامية ممكنه للمواطن الأفريقي.
{ ما هي أبرز أهداف الإتحاد؟
– الإتحاد يهدف إلى إبراز التراث والحضارة الأفريقية الغنية جداً ولمس القضايا والموضوعات التي تهم المواطن بإبراز الحقيقة بكل جوانبها، كما يسعى للنهوض والتنمية والتعمير والارتقاء بقارتنا الحبيبة، أضف إلى ذلك المحافظة على حقوق الإعلاميين الأفارقة، فالإعلامي الذي يعتبر بمثابة المعلم يعاني اقتصادياً واجتماعياً وإنسانياً رغم أهميته البالغة ودوره الفاعل والمهم.
{ ماذا سيقدم الإتحاد للإعلاميين بالتحديد؟
– يسعى الإتحاد للدفاع عن ممتلكاته باعتبار أنه يجمع ملاك القنوات الخاصة الأفارقة، كما يسعى بقوة وجدية للحفاظ على حقوق موظفيه وذلك لا يكون إلا بتحسين أوضاع الإعلاميين وتوفير وضع معيشي وسكن وعلاج وتعليم لهم ولأبنائهم، وقد وضعنا في قائمة أولوياتنا تدريبهم وتأهيلهم لأجل تحقيق الأهداف المنوطة بهم والتي يعلم الإتحاد أنهم على قدرها بل ويضاهون نظراءهم في النصف الآخر من العالم وذلك رغم قلة الإمكانات الاقتصادية ومشاكل الحريات.
{ ما هي أهم مشاريعكم المستقبلية؟
– نفكر في إنشاء قناة فضائية مشتركة تجمع أفريقيا وتوحدها تبرز ثقافتها وتراثها ووجهها المشرق، كما تتناول القضايا التي تهم المواطن وتستهدف التنمية والإعمار عبر التقريب بين الشعوب والحكومات ووحدة الروح الأفريقية، بالإضافة إلى مساعينا الجادة لبناء إعلام حر وإعلامي يؤدي رسالته بصورة آمنة فنحن قنوات خاصة حرة.
{ قناة أفريقية موحدة وليست هناك لغة مشتركة؟
– سنحاول أن نغطي أكبر قدر من اللهجات المحلية الأفريقية وستكون للقناة أفرع تتحدث بلغات عالمية لتحكي عن أفريقيا.
{ في رأيك هل الإعلام الأفريقي يعيش مناخ الحريات؟
– بدأنا من “إنجمينا”وخطونا خطوات مهمة في مجال حريات الإعلام، وأقولها بكل ثقة الإعلام في “تشاد” و”النيجر” و”الكمرون” حر تماماً ومضرب مثل في العالم أجمع ويشهد على ذلك، فكلمة في صحيفة أسقطت رئيسة الوزراء “ماري تريز”. ومن وجهة نظري الإعلام الخاص كسر الجمود الذي طغى على الإعلام الحكومي الذي أصبح كالعصيدة من غير ملاح.
{ القنوات الخاصة تركز في اختيار كادرها على القوميات
– ربما كان ذلك في الماضي ولكن الآن إتحاد القنوات الأفريقية يسعى لتخطي الوجه القبيح للعنصرية والقبلية، وفي (قنوات النصر) خاصتي هنالك كوادر من قبائل ودول مختلفة وهذا من أهم الأدوار التي سيلعبها الإتحاد سنسعى لإبراز أفريقيا ككل بأقلياتها وأكثريتها.
{ كلمة أخيرة
– الشكر أجزله لصحيفة “المجهر السياسي” ولرئيس مجلس إدارتها الأستاذ “الهندي عز الدين” متمنياً له عاجل الشفاء، ولرئيس تحريرها “صلاح حبيب” الذي استقبلنا بترحاب السودانيين المميز، وأريد أن أؤكد على أهمية السودان لدي أفريقيا ومكانته البارزة وعلى محبتنا الكبيرة كـ”تشاديين” له.