.. ملكة جمال أفريقيا الإثيوبية "حياة أحمد" تعشق صوت "وردي"
القاب الجمال قادتها للانخراط في العمل الطوعي
التقاها – عامر باشاب
“حياة أحمد محمد” فتاة أثيوبية مسلمة، درست إدارة الأعمال بكلية الاتحاد الجامعية بـ”أديس أبابا”، وبذكائها وحبها للعمل الطوعي والإنساني تمكنت من الوصول في فترة قصيرة إلى مرتبة سيدة ونجمة مجتمع من الطراز الأول، وذلك من خلال مشاركتها الفاعلة في دعم ومساندة الأعمال الخيرية والإنسانية داخل بلدها أثيوبيا وعلى مستوى القارة السمراء، بل وعلى مستوى العالم.
“حياة” بدأت أولى خطواتها على طريق الشهرة وهي في الخامسة عشر من عمرها حينما شاركت في مسابقة ملكة جمال العالم في العام 2003م التي أقيمت في مدينة “سانية” بجمهورية “الصين”، واستطاعت أن تحصل على المركز السادس على مستوى العالم في منافسات ملكة الجمال بعد تفوقها على (100) فتاة ترشحت لنيل هذا اللقب ليتم تنصيبها ملكة جمال أفريقيا وملكة جمال أثيوبيا. لقب ملكة جمال لم يقيد شخصية “حياة” بقدر ما جعلها بعيدة من اهتمامات بنات جيلها بسبب انشغالها الدائم بالعمل العام. (المجهر) التقت “حياة أحمد محمد” التي قدمت إلى الخرطوم ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبية الذي زار البلاد خلال الأيام الماضية، وكان لنا معها هذا الحوار..
{ عند سؤالنا لها عن انطباعها وإحساسها وهي تزور الخرطوم حيث مقرن النيلين؟
_ أجابت: حقاً سعادتي بزيارتي هذه إلى الخرطوم لا توصف، وإحساسي الآن لا أستطيع أن أعبر عنه إلا بالشكر والحمد لله الذي بفضله وكرمه أنا عند ملتقى النيلين (الأزرق) (والأبيض) أجمل الأماكن الطبيعية والسياحية في العالم.
{ هل هي المرة الأولى التي تزورين فيها الخرطوم؟
_ نعم هذه المرة الأولى التي أسجل فيها زيارة إلى السودان وبكل صدق أقولها إنني منذ أن وطأت قدماي أرض الخرطوم لم أشعر بأنني بعيدة عن بلدي أثيوبيا ولم أشعر بأي نوع من الغربة طيلة الأيام والليالي التي قضيتها هنا.
{ ما هو الشيء الذي لفت انتباهك خلال هذه الزيارة؟
_ أشياء كثيرة لفتت انتباهي وبهرتني أولها طيبة وعفوية وكرم الشعب السوداني وتلقائية الجميع هنا في التعامل.. في الخرطوم الكل يحتفي بك والجميع يريدون أن يقدموا لك كل ما عندهم وكل ما يحقق لك الراحة.
{ من خلال تفحصك للوجوه هل الفتاة السودانية تملك مقومات ومعايير جمال تجعلها تنافس بها عالمياً؟
_ أولاً أنا لم أجد فرقاً بين الفتاة السودانية والفتاة الأثيوبية والغالبية العظمى من الفتيات السودانيات اللائي التقيتهن هنا في بادي الأمر كنت أظنهن أثيوبيات.. تفاصيل الوجه والقوام ولون البشرة وغيرها من التفاصيل تؤكد بأننا شعب واحد، وأخيراً أكد لك أن الفتاة السودانية تستحق لقب ملكة جمال.
{ فسري لنا سبب وجودك وأنتِ ملكة جمال ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبية؟
_ تم اختياري للمشاركة ضمن وفد الدبلوماسية الشعبية الأثيوبي بناء على مساهماتي في العمل الطوعي مع منظمات المجتمع المدني الحكومية وغير الحكومية، والوفد يضم كل نجوم المجتمع من سياسيين وبرلمانيين وفنانين ورجال أعمال، وبعيداً عن وصفي ملكة جمال أثيوبيا أو ملكة جمال أفريقيا أنا هنا أمثل الفتاة الأثيوبية.
{ هل يمكن لنا أن نتعرف عن أبرز أهداف هذه الزيارة ؟
_ في مقدمة أهداف الزيارة رفع مستوى التواصل الإنساني والاجتماعي والثقافي والإبداعي بين شعب أثيوبيا وشعب السودان وتعميق أواصر المحبة والإخاء، فضلاً عن الإسهام في تشجيع المشاريع التنموية لشعوب دول حوض النيل مثل (سد النهضة) ونشر ثقافة السلام والعمل مع بعضنا البعض على إيقاف الحروب والنزاعات وإنهاء الأزمات في المحيط الأفريقي.
{ ما الدوافع التي جعلتك متفرغة للعمل الطوعي؟
_ دوافع اهتمامي واتجاهي للعمل الطوعي والإنساني يمكن أن ألخصها في أنني كواحدة من أفراد المجتمع الأثيوبي أو المجتمع الأفريقي أريد لهذا المجتمع أن يعيش نهضة شاملة ورفاهية وحياة كريمة.. ومنذ أن مثلت بلدي في مسابقة ملكة جمال العالم وتم تنصيبي ملكة لجمال أفريقيا وملكة جمال أثيوبيا وجدت نفسي مدفوعة للقيام بفعل إيجابي في محيط بنات جنسي، فالمرأة الأثيوبية سيدة تتطلع أن يكون لها دور كبير في تنمية وترقية المجتمع.. ومن هنا وجدت في العمل الطوعي والإنساني الفرصة لوضع يدي مع أيدي الآخرين لتقديم ما يمكن تقديمه لوطني وشعبي.
{ مشاريع مبادرات إنسانية شاركت فيها؟
– سعيت للتعاون مع العديد من المنظمات الطوعية المحلية والدولية العاملة في مجالات الإنسانية مثل مكافحة مرض الايدز ومحاربة الفقر وغيرها من الأعمال الخيرية الخاصة بالرعاية الطبية والتربوية والأعمال الإنسانية التي تدعم نهضة الشعوب.
{ حديثنا عن وضع المرأة الإثيوبية اليوم؟
_ المرأة الأثيوبية تعيش حالة تطور دائم ظلت موجودة في مواقع العمل تساهم بقوة في كافة المجالات المهنية، وللحكومة الإثيوبية دور بارز في تحقيق النهضة النسائية التي تعيشها أثيوبيا.
{ كيف استطعت أن تقنعي أسرتك المسلمة بالمشاركة في مسابقة جمال عالمية؟
_ الأثيوبيون مسلمون وغير مسلمين يتسمون بصفات أخلاقية واجتماعية جعلت الأسر الأثيوبية جميعها أسر محافظة تتسم بالوقار والجدية، وبالنسبة لمشاركتي في منافسات ملكة الجمال لم أجد صعوبة في إقناع أسرتي هذا لأنني كنت على قناعة تامة بهذه المشاركة أمثل وطني بشكل يحفظ كرامتي واسرتي ومكانة بلدي.
{ بصفتك ملكة جمال مسلمة ألم تسعي للمساهمة في تصحيح صورة الإسلام بعد التصقت بالعنف والإرهاب عالمياً؟
_ بالفعل علينا جميعا كمسلمين أن نعمل على عكس الصورة الحقيقية للإسلام، وأنا على استعداد للمشاركة في أية مبادرة طوعية تخدم هذا الاتجاه.
{ هل تستمعين للأغاني السودانية؟
– نعم أستمتع بالغناء السوداني وأعشق أغنيات مطرب أفريقيا “محمد وردي”، وبالمناسبة الموسيقى السودانية أقرب في إيقاعها من الموسيقى الأثيوبية.
{ أغنية لـ”وردي” تحبينها؟
– يا بلدي يا حبوب.
{ مطربك الأثيوبي المفضل.
– تيدي أفرو.
{ كلمة أخيرة
أتمنى التقدم والازدهار والرفعة للشعب السوداني والشعب والأثيوبي، وأتمنى التوفيق الحكومة السودانية والحكومة الأثيوبية وهما تتعاونان معاً على العمل لتنمية ونهضة وتطوير البلدين، كما أتمنى لكل حكومات دول حوض النيل أن يكون لها دور فاعل لتحقيق النهضة والرفاهية لشعوب المنطقة.
ختاما اشكرك واشكر صحيفتكم علي هذه المقابلة الصحفية المميزة