(المجهر) تزور أسرة الطرف الثاني في حادث الملازم أول الراحل "غسان"
والد “عمر”: بكيت “غسان” وكأنه ابني
الخرطوم – محمد أزهري
تأسف والد سائق السيارة، الطرف الثاني في الحادث الذي شهده (استوب شارع الستين مع لفة جوبا) الثلاثاء الماضي، وأدى إلى وفاة الملازم أول “غسان عبد الرحمن” الموظف السابق بمكتب والي الخرطوم دكتور “عبد الرحمن الخضر” أول أمس (الخميس) بمستشفى الفؤاد بالخرطوم، تأسف الموظف السابق بالسكة الحديد “عيسى رستم” والد “عمر” على ما راج عقب الحادثة الذي كان ابنه طرفاً فيها عبر مواقع التواصل (فيسبوك وواتساب)، وقال خلال حديثه لـ(المجهر) من داخل داره بحي الشجرة جنوب الخرطوم، إن ابنه “عمر” البالغ من العمر (27) عاماً يعمل موظفاً بالشرطة القطرية منذ ثلاث سنوات، وحضر في غضون الأيام القليلة الماضية في إجازة لإتمام مراسم زواجه وجلب معه سيارته الخاصة وهي إفراج مؤقت، وأكد أن ابنه ليست لديه علاقة بالسياسة ولا يفقه فيها شيئاً، وقال إنه لا يعرف اسم والي الخرطوم، وبالتالي لا يعرف الراحل “غسان” نسأل له الرحمة والمغفرة.. ومضى “رستم” يقول: (ابني “عمر” لم يعرف “غسان” إلا بعد الحادثة وقد تأثر كثيراً عقب نبأ وفاته، وكان قد زاه بالمستشفى عقب فراغه من إجراءات شرطة المرور وداوم على زيارته)، وشكر والد “عمر” أسرة الراحل “غسان” ووصف استقبالهم لهم عندما ذهبوا لأداء واجب العزاء بـ(الطيب). وقال إن أهل “غسان” عندما علموا بأننا أسرة “عمر” التفوا حولنا بكل طيبة وحسن استقبال وأكدوا لنا أن الوفاة (قضاء وقدر). وعبر “عيسى رستم” عن حزنه الشديد قائلاً: (عندما وصلت منزل العزاء بكيت بحرقة لما انتابني من شعور بأن “غسان” ابني)، وعبر عن جزيل شكره لسعادة المقدم “حيدر محمد أبشر” وشقيقه مولانا “ماجد” لوقفتهما الصلبة معهم وربطهم بأسرة الراحل “غسان” عن طريق ابن عمه “عامر عبد الرحمن”، وأكد “رستم” ملاحقته القانونية لمروجي الشائعات الذين ظلوا منذ وقوع الحادثة يدونون عبر (فيسبوك وواتساب) عن خرافات ليس لها وجود على أرض الواقع، واصفاً هؤلاء المدونين بضعاف النفوس. وقال: (أناشد رئيس الجمهورية المشير “عمر البشير” أن يبتر كل معارض تسول له نفسه استغلال أحزان الناس ويحولها إلى شأن سياسي)، واسترسل والد “عمر” يقول إننا تضررنا ضرراً نفسياً بالغاً من هذه الشائعات، والآن ابني يعيش حالة نفسية سيئة بسبب الشائعات عقب الحادثة، رغم أنه عقد قرانه الأسبوع الماضي، كما تضررت أسرة الراحل الملازم أول “غسان” بفقدها لابنها بهذه الشائعات المغرضة. وأكد أنه سيلجأ إلى نيابة المعلوماتية ويمدها بمعلومات عن أي شخص دون شائعة بصفحته على (فيسبوك)، ولفت إلى أنه سيلجأ أيضاً إلى شرطة الانتربول لملاحقة صاحبة التسجيل الصوتي من خارج السودان التي رددت نفس الشائعات المغرضة. وناشد مجدداً عبر (المجهر) كل من له علاقة بمواقع التواصل الاجتماعي أن يكف عن ذكر الراحل “غسان” وقال لهم: (كفاية الجات لأهله بفقده).
{ عن الحادثة يحكي
وحكى “عيسى رستم” نيابة عن ابنه الذي غاب عن المنزل في الوقت الذي حدده مع (المجهر) نسبة لظروف خاصة، حكى ملابسات الحادث، وقال إن ابنه ركب سيارته متوجهاً إلى منزل زوجته، على أن يعود، إذ في بعض المرات كان ينام في منزل شقيقته “غادة” بالطائف، لكنه لم يعد، وبعد أن استقصيت الأمر علمت أنه تعرض لحادث حركة بشارع الستين، ووصف الحادثة قائلاً إن “عمر” كان في طريقه من الجنوب إلى الشمال بشارع الستين وعند وصوله (لفة جوبا) توقف ابني لأن الإشارة كانت حمراء وبعد برهة قصيرة أنارت الإشارة الخضراء فتحرك، وكانت سيارة الراحل قادمة من الشمال إلى الجنوب، ويريد أخذ المسار الشرقي متخطياً الإشارة الحمراء فوقع الحادث الأليم نتيجة ذلك، وأضاف إن ابنه عقب الحادثة أسرع وحاول مساعدة الراحل “غسان” مع عدد من الحضور، ومن ثم أسعف إلى مستشفى الفؤاد وكان ابني “عمر” قد زاره بعد الإفراج عنه بالضمان ووقف على حالته الصحية حتى توفاه الله.
{ تشييع “غسان”
شُيّع صباح أول أمس (الخميس) الملازم “غسان عبد الرحمن” مدير مكتب والي الخرطوم السابق إلى مثواه الأخير بمقابر الصحافة وسط جمع غفير من قيادات الدولة بينهم نائب الوالي ومدير عام الشرطة. وقد أقيم العزاء بمنزله بحي المعمورة جنوب الخرطوم.. وتحدثت والدة “غسان” السيدة “إحسان محمد الحسن” لـ(المجهر) وسط حزنها حديثاً متقطعاً عن ابنها الذي عدّته مثالاً للابن البار، قائلة إنه كان يسعى على الدوام لنيل رضاها. وأشارت الأستاذة “إحسان” إلى أنها علمت بخبر الحادث الذي تعرض له ابنها أثناء وجودها في بورتسودان، وأضافت: (دخلت الإنعاش وكان– حينئذ- في حالة غيبوبة، وتوفي بعدها بسبب الإصابة في الرأس إثر اصطدام عربته بأخرى). ووصفت وفاته بأنها قضاء وقدر.