الملازم "غسان عبد الرحمن" في ذمة الله.. والدته تتعدد مناقبه.. وتعدّ الحادث قضاءً وقدراً
كان في مقدمة مشيعيه نائب والي الخرطوم ومدير عام الشرطة
الخرطوم ـ الشفاء أبو القاسم
شُيّع صباح أمس (الخميس) الملازم “غسان عبد الرحمن” مدير مكتب والي الخرطوم السابق إلى مثواه الأخير بمقابر الصحافة وسط جمع غفير من قيادات الدولة بينهم نائب الوالي ومدير عام الشرطة. وقد أقيم العزاء بمنزله بحي المعمورة جنوب الخرطوم.. وكانت (المجهر) قد انتقلت إلى منزل الفقيد لتقديم واجب العزاء، والتقت والدته السيدة “إحسان محمد الحسن” التي تحدثت والعبرات تخنقها حديثاً متقطعاً عن ابنها “غسان”، الذي عدّته مثالاً للابن البار، قائلة إنه كان يسعى على الدوام لنيل رضاها. وأوضحت السيدة “إحسان” أن “غسان” هو الابن الأكبر الذي حمل معها المسؤولية منذ أن كان في الصف الثامن أساس، وأنه حمل هم شقيقيه الاثنين بعد وفاة والده. وأشارت الأستاذة “إحسان” إلى أنها علمت بخبر الحادث الذي تعرض له ابنها أثناء وجودها في بورتسودان، وأضافت: (دخلت الإنعاش وكان– حينئذ- في حالة غيبوبة، وتوفي بعدها بسبب الإصابة في الرأس إثر اصطدام عربته بأخرى، بعد تخطيه الإشارة حمراء، حيث اصطدمت عربة مسرعة بعربته نتج عنها الحادث). وعدّت السيدة “إحسان” ما حدث لابنها قضاءً وقدراً، وقالت إن كل أفراد الأسرة والجيران وزملائه في العمل كانوا يحبونه ويتفقدونه دوماً، ويقفون معه وإلى جانبه في أحلك الظروف. وفي اليوم الذي وقع فيه الحادث قالت إنه كان قد خرج من الجامعة بعد أن تلقى محاضرة واحدة، وإنها اتصلت به لتطمئن عليه فأخبرها بأنه في طريقه لإحضار ابنه من منزل أسرة زوجته، وتحادثا معاً حول حرارة الطقس، وطلبت منه أن يحترس في طريق (شارع الستين)، لأن حوادثه كثيرة، وأضافت إنها أنهت المكالمة عند هذا الحد.
وعن ميلاد ابنها وسيرة حياته، قالت السيدة “إحسان” إن ابنها “غسان”- عليه رحمة الله- ولد في الجماهيرية الليبية في عام (1984)، وكانت لديه رغبة قوية في دراسة المختبرات الطبية، ولكنه اختار كلية الشرطة لمساعدتها في تربية شقيقيه وتخفيف المسؤولية عن كاهلها، بالصرف على نفسه وعلى أخويه، وبعد تخرجه تم انتدابه إلي مكتب الوالي، وعرف عنه أنه دمث الأخلاق، ونال خلال فترة عمله عدداً من شهادات التقدير وحسن السير والسلوك. وأضافت السيدة “إحسان” إن ابنها شجعها على مواصلة دراستها والحصول على درجة الماجستير، وإنه قبل وفاته حمل رسالة الماجستير التي نالتها من أجل توثيقها لتكون جاهزة متى ما أراد السفر إلى الخارج. وقالت السيدة “إحسان): (نحمد الله أن غسان ترك من يحمل اسمه.. وهو طفله ذو العامين).
وفي السياق قال عمه “مختار عبد اللطيف” إن ما حدث لـ”غسان” قضاء وقدر.
يذكر أن المرحوم، الملازم “غسان عبد الرحمن”، قد لقي مصرعه في حادث مروري مؤسف بشارع الستين (لفة جوبا)، أثناء عودته إلى منزل أسرته بضاحية المعمورة بعد تخطيه للإشارة الحمراء ما أسفر عن تصادم عربته الـ(أكسنت) بأخرى (كامري) إفراج مؤقت تتبع لوزارة الداخلية القطرية. وفور وقوع الحادث تم إسعاف المصاب إلى مستشفى (جرش)، ومنها إلى مستشفى (الفؤاد) ومن ثم إلى مستشفى الأطباء الذي فارق فيه الحياة حوالي الثالثة من صباح يوم أمس (الخميس)، واتضح من خلال نتيجة التشريح أن هنالك كسراً في الجمجمة.. في ذات الوقت، أوقفت شرطة الخرطوم شرق سائق العربة المتسبب في الحادث وفتحت بلاغاً.