التحريض الاثني
{بعض أطراف المعارضة وليست جميعها في سبيل إسقاط النظام مستعدة لإشعال نار الفتنة في البيت السوداني، لتقضي النار على الجميع عملاً بسياسة (علي وعلى أعدائي). كيف ذلك والمعارضة تستثمر في طلاب دارفور بالجامعات بادعاء أنها تقف معهم وتسندهم وتشد من أزرهم في وجه حملة يقودها طلاب المؤتمر الوطني. وترفع بعض الأحزاب المعارضة (قميص) الفتنة وثياب العنصرية بادعاء أن هنالك سياسة ممنهجة من قبل المؤتمر الوطني ضد الطلاب القادمين من دارفور بسبب أحداث عنف في الجامعات، يشترك فيها طلاب دارفور وغير طلاب دارفور.. وأدت تلك الأحداث لمقتل فلذات أكباد عزيزة بغض النظر عن تصنيفها الجغرافي.
وحينما تركب الأحزاب شيطان العنصرية ودعاوى الجاهلية فإنها تحمل وطنها إلى (مقبرة) كبيرة وتتدحرج الممارسات إلى (قبلية) وعنصرية بغيضة الخاسر فيها الجميع.. ولو كان المؤتمر الوطني حقاً يقف متحيزاً ضد طلاب دارفور فلماذا يتخذ المؤتمر الوطني قراراً بالتمييز الايجابي لصالح طلاب دارفور: الدراسة المجانية والسكن المجاني بينما كل طلاب السودان الآخرين يدفعون أموالاً باهظة في سبيل تلقي التعليم، بما في ذلك مناطق تعاني أكثر من دارفور وتدور فيها معارك وحروب منذ أكثر من (25) سنة، ونعني جنوب كردفان والنيل الأزرق.. ولو كان المؤتمر الوطني حزباً عنصرياً فكيف يحصل على أغلبية الأصوات في مناطق دارفور بل ولايات دارفور هي الأكثر وقوفاً مع المؤتمر الوطني من الولايات الشمالية. وقد خسر الوطني دائرتين في دنقلا وأبو حمد ولم يخسر أي دائرة في ولايات دارفور الخمس؟؟ فهل سكان دارفور لا يميزون الصالح من الطالح.. وشهد العالم جميعاً كيف استقبل الرئيس “البشير” بعد قرار مدعي المحكمة الجنائية “لويس أوكامبو” بتوقيفه في الفاشر وعند بلدة صغيرة في بادية (الرزيقات) تسمى (سيدو).
{ نعم هناك أخطاء لطلاب المؤتمر الوطني في الجامعات الذين ينساقون لمعركة يحددها غيرهم وتتقمص روح طلاب المؤتمر الوطني (السلطوية) ويخطئ المؤتمر الوطني، حينما يجعل من ملف الطلاب مسؤولية التنظيميين والأمنيين ولا ينتدب إليه أصحاب الرؤى والمثقفين. وقد كان هذا القطاع تحت قيادة ذات نظرة ثاقبة ورؤى عميقة وقراءة للواقع بعين فاحصة، ولا نضرب إلا مثالين فقط الدكتور “صلاح الدين” و”صلاح ساغة”، وللمصادفة كلاهما تمتد جذورهما الاجتماعية لإقليم دارفور، ولكن الآن أصبح قطاع الطلاب يهتم بالرفاهية لعضويته والمكاسب الخاصة والسيارات الفارهة.. والأسفار ولقاء كبار المسؤولين أكثر من الاهتمام بقضايا الطلاب. وتساهم الجامعات بقدر في تشكيل الواقع المزري بالسماح للتنظيمات المسلحة بتكوين أذرع لها في الجامعات، تمارس النشاط السياسي والذي غالباً يميل إلى التحريض والتقليل من شأن ما يحدث في الميدان من انتصارات للقوات المسلحة.. مما يؤدي للصدامات العنيفة.. وليس مقبولاً أن يجهر طالب جامعي بدعمه وسنده لحركة متمردة تقاتل القوات المسلحة وتسفح دماء الأبرياء!!
وأخيراً ماذا يفعل وزراء دارفور داخل الحكومة وطلابهم في الجامعات يرتدون ثياب المعارضة ويقتلون زملاءهم الآخرين، كما حدث في شرق النيل.؟؟ هل مسؤولية هؤلاء الوزراء تنتهي خارج حدود الجامعات. أخيراً من الخطأ الكبير جداً تصنيف كل طالب من إقليم دارفور بأنه معارض للحكومة؟؟ والانتماء للمعارضة لا ينبغي أن يكون سبباً في انتقاص الحقوق المشروعة.
{ ما تشهده الساحة الطلابية الآن ينذر بآثار سياسية واجتماعية بالغة السوء، إن تمادت الأطراف في منهج التحريض الاثني الذي نشاهده هذه الأيام.