رأي

مجرد سؤال ؟؟؟

ابدأ بنفسك .. كن ملتزماً

رقية أبو شوك

بينما أنا في الطريق العام أمس شهدت(زحمة )غير عادية .. تساءلت في نفسي لماذا هذه (الزحمة) وهذا الاكتظاظ؟؟ بعد ذلك عرفت أن هنالك تخفيضاً لترخيص العربات بنسبة (50%) في أسبوع المرور الذي انطلق الآن ..حينها قلت يا سبحان الله إنها الضائقة المعيشية التي توقف دولاب عملك وتعطل مسيرتك ..فالناس في بلادي أصبحوا يغتنمون مثل هذه الفرص التي تأتى في العام مرة واحدة وقد لا تتكرر.. بعد ذلك قلت (اللهم اجعل أيامنا كلها أسابيع للمرور) وسرحت طويلاً بنسبة الفقر الكبيرة التي ضربت كل البيوت، وجعلت المتعفف يعلن حاجته وفقره ..فالكثيرون من أصحاب المركبات العامة توقفت حياتهم المعيشية بسبب ضيق ذات اليد، لأنه لا يستطيع العمل بها وهي غير (مرخصة) فالقانون لا يرحم حتى وإن كنت معدماً الأمر الذي جعل الكثيرين يركنون مركباتهم وينتظرون مثل هذه الفرص.
(ا بدأ بنفسك ..كن ملتزماً )… هذا هو شعار أسبوع المرور العربي للعام 2015م والذي انطلق أمس الأول ..فالسودان ظل يحتفل بأسبوع المرور العربي سنوياً حيث تتزين الشوارع بالزي المميز لشرطة المرور، كما أن صافرة عربات النجدة تجبر الذي يستمع لها وهو في منزله بأن يتساءل ماذا يحدث الآن؟؟؟ ويعرف بعد ذلك بأنه أسبوع المرور.
شعارات جميلة للغاية تلك التي يتم اختيارها لأسبوع نحسب أنه من الأسابيع المهمة جداً في حياة الناس، لكونه مرتبطاً بالحياة أو الموت في زمن السرعة المرورية وتجاوز المسموح بها والتخطي، وغير ذلك من الأشياء والمسببات التي تؤدي إلى وقوع الحوادث المرورية والتي في أغلبها تكون ناتجة بسبب القيادة بإهمال كما يقول أهل المرور. وأزيد  على ذلك رداءة الشوارع والطرق في كثير من الأحيان وعدم الإضاءة الكافية بالإضافة إلى الحفر والمطبات.
قبل عدة أعوام كان قد أعجبني شعار ذلك الأسبوع وكان (الطريق ملك للجميع).. نعم الطريق ملك للجميع وهو قاسم مشترك بين السائق وبين أولئك الذين يعبرون الشوارع والطرق بما فيهم حتى(الحيوانات) ..ولكن للأسف هنالك الكثيرون يرمون بهذا الشعار عرض الحائط و(يتلفظون) (بألفاظ) مسيئة للذي يستعمل الطريق فيقول له مثلاً :  (أنت مرخص) وكأن الشارع للسائقين فقط وليس للمارة نصيب فيه.. وبما أن هذا الشعار قد مضى عليه عدة أعوام إلا أنه سيظل شعاراً وقاعدة للجميع، لأن الشعارات لا تتبدل ولا تتغير بل ستكون إستراتيجية يعمل  بها مدى الحياة وهكذا.
الآن فلنبدأ بأنفسنا ونكون ملتزمين دون أن نبدأ بالآخرين، ومادام البداية بالنفس فيجب علينا جميعاً الالتزام بالقواعد المرورية خاصة ونحن نفتقر لثقافة المرور. وقد أشرت إليها في مساحة سابقة فقد نجد من يتخطى الإشارة الحمراء وهو يعلم تماماً أن تخطي الإشارة الحمراء جريمة يعاقب عليها القانون، وقبل ذلك ربما تؤدي إلى وقوع الحوادث.. لأن الإشارة الحمراء عندما تعلن البداية تكون هنالك بداية لإشارة خضراء من اتجاه أخر ..فنحن نعلم تماماً ذلك الخطأ ونقع فيه وربما نكون في أعداد الموتى بسبب التهاون وعدم المسؤولية.
لدي في هذا الجانب موقف لا أنساه ..تخطيت الإشارة الحمراء ليس بقصد ..ولم استجب لصافرة رجل المرور وكنت أعلم تماماً مدى الخطأ الذي وقعت فيه، ولكن عندما توقفت في إشارة حمراء أخرى وجدت رجل المرور أمامي ويسألني قائلاً: تعديت الإشارة الحمراء في الاستوب السابق وقد تلقينا إشارة بذلك وتم إبلاغنا بأنك لم تستجيبي لصافرة رجل المرور؟؟ وزاد هل هذا صحيحاً؟؟ قلت له نعم (لأنه بصراحة ما كان في أي طريقة للزوقة)، وبعدها أعطاني درساً مفيداً للغاية واعتذرت له وذهبت لحالي، ومن حينها  حرصت على عدم التخطي للإشارة الحمراء.
نعم نحن بحاجة إلى ثقافة كبيرة للمرور وقد سعدت كثيراً بحديث الإدارة العامة للمرور، وهي تتحدث عن أهمية تدريس هذه الثقافة حتى تعم الفائدة.
فشوارعنا وطرقنا أيضاً غير مهيأة تماماً فقد تتسبب بطريقة أو بأخرى في وقوع الحوادث، لذا فلدي اقتراح أرجو أن يجد القبول ومن ثم التنفيذ ..اقترح أن يتم تحويل كل أو معظم المبالغ التي جاءت نتيجة لترخيص العربات خلال فترة أسبوع المرور ..أن يتم تحويلها لترميم وتطوير الطرق داخل ولاية الخرطوم طالما أن ولاية الخرطوم قد أصدرت قراراً بتخفيض نسبة الترخيص خلال أسبوع المرور إلى (50%)، والمبالغ ستكون كبيرة خاصة وأن هنالك تدافعاً كبيراً من أصحاب المركبات للترخيص في ظل التخفيض.. فهل يا ترى ستتم الاستجابة لهذا المقترح والذي يصب في المصلحة العامة والتي نحن شركاء فيها كالطريق تماماً ؟؟

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية