رأي

مسألة مستعجلة

وأسدل الستار!

نجل الدين ادم

حملت صحف الأمس خبراً بتبرئة محكمة النظام العام بمحلية ربك للمعلمة التي قذفت والي النيل الأبيض بحذائها، خلال اجتماع محضور قبل نحو شهرين .
الحدث أخذ أبعاداً سياسية واسعة ووجد اهتماماً كبيراً من الصحف لكونه انفعالاً غير عادي من معلمة ضد المسؤول الأول في ولايتها، وكذلك أخذ اهتماماً من أصحاب الغرض. وصحبت الحادث تداعيات كثيرة منها إيقاف المعلمة عن عملها. وحسن فعلت وزارة التربية عندما أصدرت قراراً بإعادتها للعمل، باعتبار أنه لم تصدر في حقها أي إدانة.
في المقابل تسربت معلومات عن أن الوالي عفا عن المعلمة وقد أخذ هذا النبأ حظه من الرواج ولكن في نهاية الأمر، لم يكن هناك أثر لقرار رسمي بالخصوص، وربما عفا الوالي بالفعل ولكن رأى من حوله من المستشارين والحاشية أن ترد لمنصب الوالي هيبته، ولكن للأسف فإن القضية أخذت أكثر من مستحقها وبدت كمادة دسمة تدخل في صراعات المتنفذين، لدرجة أن قراراً صدر بإيقافها عن العمل. وأعتقد أنه كان خطأً كبيراً نظراً إلى أن الجهات ذات الصلة لم تتوصل إلى تأكيد بوقوع هذه الفعلة من المعلمة أو غيرها وليس هناك من إدانة.
البعض من الناس كان يخشى على المعلمة الغاضبة من نفوذ الوالي وحاشيته، لكن المحكمة طوت ملف القضية بإصدار حكمها ببراءتها، وانتهى بذلك فصل طويل من حالة الشد والجذب السياسي، بسبب هذه القضية التي اعتبرها البعض حداً فاصلاً بين النفوذ والقانون، فإما أن ينتصر الوالي لنفسه أو أن ينتصر للقانون. وحسناً فعل الوالي بأن تقدم ببلاغ شأنه كشأن أي مواطن، وأخذت القضية مجراها على النحو المطلوب دون أي ضغوط، إلى أن أكد قاضي المحكمة مولانا “أبو بكر” في قراره ما هو مؤكد بنزاهة القضاء وعدم تأثره بنفوذ الوالي، وهو يصدر القرار الذي يمليه عليه ضميره وليس الوالي أو حاشيته.
ولاية النيل الأبيض هي من الولايات المتسامحة على مر الزمان لكنها بدأت تتأثر بالصراعات السياسية والتي وصلت إلى حد تنامي بعض الظواهر السالبة، لم يكن الاعتداء على الوالي آخرها أو أولها فقد تم من قبل الاعتداء على نائب الوالي السابق “محمد بابكر شنيبو” في منزله من قبل مجهولين وتمت تبرئة المشتبه فيهم، وكذلك حادثة الاعتداء على النائب البرلماني “ياسر زين العابدين” داخل سيارته وسط مدينة كوستي! ، ماذا دهى ولاية النيل الأبيض وأهلها الطيبين؟!.
 أدعو الأخ والي الولاية “يوسف أحمد نور الشنبلي” أن يعفو ويصفح إذا وقع هذا الاعتداء بالفعل من المعلمة، ونحن نعلم أن القرار الذي صدر ليس هو النهائي في الحكم ومن حقه الاستئناف. ولكن سيدي الوالي أتمنى أن تضع الاستئناف جانباً ودع النفوس تكبر وتصفح، فمن عفا وأصلح فأجره على الله ودمتم أهل بحر أبيض ودام الود والإخاء بينكم.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية