تخزين الذهب!!
{ بعد أن فقدت ميزانية السودان (ثلاثة أرباع) عائدات النفط بانفصال جنوب السودان في العام 2011، قيض الله للسودانيين مورداً جديداً مهماً هو (الذهب)، فسد (الفرقة) أو كما يقولون. { في العام 2014، بلغت صادرات السودان لدولة الإمارات العربية المتحدة (مليار وثلاثمائة مليون دولار)، منها (مليار ومائة مليون دولار) عبارة عن ذهب!! بينما لم تتجاوز جملة الصادرات الزراعية والحيوانية وغيرها مبلغ (مائتي مليون دولار)!! { وكان يمكن أن تكون جملة الصادرات من هذا المعدن النفيس أكثر من ذلك بكثير، سواء للإمارات أو لبقية دول العالم شرقاً وغرباً. { لكن طريقتنا نحن السودانيين التي تميل للعشوائية مثلما بدأ التعدين عشوائياً، هي التي تفقد بلادنا سنوياً مليارات الدولارات سواء بتهريب الذهب أو تخزينه أو تهريب الحبوب والجلود والصمغ العربي، وبقية منتجات السودان التي تتسابق عليها أسواق العالم. { عجبت عندما علمت أن بعض المعدنين.. شركات أو أفراد، لديهم في بيوتهم أو خزاناتهم عدة أطنان من الذهب بكميات متفاوتة!! { بعضهم يدخره إلى يوم يعلمه هو، وبعضٌ يفعل مع الذهب كما يفعل مع الدولار.. وآخر لا يريد البيع لبنك السودان أو الشركة المسؤولة عن شرائه من المعدنين وتصديره، بسبب أن (قروشهم) تتأخر أو تتم جدولتها على شيكات ومراحل!! { كيف أعطيك ذهباً وتعطيني شيكاً مؤجلاً، سواء أكان صادراً من جهة حكومية أو غير حكومية؟!! { لا ينبغي أن يخزن أحد ذهب الشعب السوداني.. لأن الدولة في أمس الحاجة لكل جرام دعك من طن. { وعلى الدولة أن توفر المليارات بالجنيه السوداني لشراء الذهب فوراً وتصديره ليعود بالعملات الحرة، وبذا( ينعدل) حال الاقتصاد. { لا لتخزين الذهب.. مثلما قلنا قديماً لا لتصدير القمح. { وفق الله كل معدّن.. وملأ الله خزائنكم مالاً.. نقداً.. لا ذهباً.