حوارات

رئيس حزب (الأمة الوطني) "عبد الله مسار" يكشف لـ(المجهر) معلومات مثيرة:

حركة العدل كانت تستهدف احتلال نيالا عبر (3) محاور
 علينا أن لا نقفل باب الحوار مع حركة “جبريل إبراهيم” بعد أن فقدت (90%) من قواتها في (قوز دنقو)
سنسعى لتكوين كتلة من أحزاب الأمة والمستقلين والاتحاديين في البرلمان الجديد
المؤتمر الوطني يحتاج إلى إصلاح داخلي والأمل الأكبر في الرئيس “البشير”
في انتخابات 2010م خضت منافسة نزيهة وحرة مع “الهندي عز الدين” وهو شخص محترم وله قدرات وأكن له كل الود والاحترام
حواره في نيالا – طلال إسماعيل
في مطار نيالا، كان رئيس حزب (الأمة الوطني) “عبد الله مسار” – رئيس لجنة الاتصال والنقل والطرق بالمجلس الوطني سابقاً – يستقبل ضمن طاقم ولاية “جنوب دارفور” رئيس الجمهورية “عمر البشير” ووزير الدفاع “عبد الرحيم محمد حسين” والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات الوطني “محمد عطا المولى” للاحتفال بالانتصار الذي حققته القوات المسلحة وقوات الدعم السريع على حركة (العدل والمساواة) في منطقة (قوز دنقو)، وذلك عقب عودة “مسار” من دائرته الانتخابية بـ”شرق دارفور” التي فاز فيها ليضمن مقعده في البرلمان القادم، طرحت عليه العديد من الأسئلة وخرجت منه بالإجابات التالية.

{ كيف ينظر “مسار” لمعركة (قوز دنقو)؟
– في البدء تحية طيبة لإخواننا في صحيفة (المجهر)، أولاً نهنئ الشعب السوداني على مناسبتين المناسبة، الأولى الانتخابات التي جرت وتمت بنزاهة ونهنئ الرئيس “البشير” على اختياره رئيساً للمرحلة المقبلة، ونهنئ إخوتنا أعضاء المجلس الوطني والمجالس التشريعية الذين تم انتخابهم من الشعب السوداني. كما نهنئ قوات الدعم السريع التي حققت انتصاراً غير مسبوق في تاريخ الحرب السودانية.. أولاً هذه القوة كانت معدة إعداداً جيداً جاءت من “جنوب السودان” مع خبراء كثر من جهات كثيرة جاءت على أساس أنها قوة لا تهزم وقابلت قوات الدعم السريع وهزمت هزيمة ساحقة، وأنا أعتقد أن حركة (العدل والمساواة) فقدت (90%) من قوتها، ولذلك أنا أعتقد أن هذا نصر يهدى للشعب السوداني وللرئيس “البشير” ويهدى للمنظمات التشريعية التي انتخبت في المرحلة الماضية. الجانب الآخر أنا أعتقد هذه القوات، قوات الدعم السريع، هي  قوات مطلوبة، فهي قوات منضبطة وأساسية لأنها تتحرك تحركاً سريعاً وعاجلاً بنفس الطريقة التي تتحرك بها قوات الحركة المسلحة. وأعتقد  أنها حققت هذا النصر لأنها قوات ذات عزيمة وذات قضية ومدربة تدريباً جيداً ومؤهلة تأهيلاً جيداً، وهذا النصر الكبير، يهدى إلى قادتها وللرئيس “البشير” باعتباره قائداً عاماً للقوات المسلحة.
{ البعض يتحدثون أن قوات حركة العدل كانت تستهدف السيطرة على مدينة “نيالا”؟
– أنا أتحدث بناء على معلوماتي الشخصية، فهم كانوا سيتحركون في ثلاثة اتجاهات، الاتجاه الأول أن يمروا مروراً سريعاً، وينقسمون لثلاث مجموعات، مجموعة تلاقي القوة الأولى إذا هزمت، وتلاقيها المجموعة الثانية والثالثة، وهم في طريقهم إلى “نيالا”، ويحتلون “نيالا” احتلالاً عاجلاً ثم يتحركون إلى “شمال دارفور”. اعتقد أن هذه القوات، أي حركة (العدل والمساواة)، الآن لديها ارتباط باتجاهين، بـ”جنوب السودان” وبمجموعات مسلحة في “ليبيا”، لذا أنا أعتقد أنهم أرادوا أن يربطوا الاثنين مع بعضهما البعض، أن يربطوا العلاقة بينهم وجنوب السودان، وبينهم وليبيا. ثم من بعد يأتون للقيام بعمل عسكري داخل السودان يصل بالخرطوم. كل هذا فشل لأن الاستعدادات كانت تامة والمعلومات متوفرة والجهد الذي بذل من الدعم السريع ومن قيادة الدعم السريع الميدانية والعسكرية على رأسها الفريق أول “محمد عطا” كان تجهيزاً كاملاً واستعداداً لمعركة كبيرة، لذلك فشل المشروع كله، وأنا أعتقد أنه فشل لمشروع القوى الثورية وليس حركة (العدل والمساواة)، لأن المجموعات فيها عدد كبير من قوات مختلفة، حركة (العدل  والمساواة) وحركات أخرى، ذلك أعتقد أنه فشل مشروع القوى الثورية.
{ مستقبلاً هل ستأتي حركة العدل للتفاوض؟
–    أنا أعتقد أنه ليست لديها خيارات كثيرة.. والخيار الذي أمامها هو خيار التفاوض وخيار السعي لحل سلمي.. وأنا في تقديري، أنه  برغم هذه الهزيمة فيجب ألا نقفل باب الحوار لان كل عمل يتم نهايته حل سياسي.
{ في منحى آخر كيف تنظر للنتائج التي أظهرتها الدوائر الجغرافية والتمثيل النسبي وقوائم المرأة؟
–    نحن اشتركنا في هذه الانتخابات ودخلنا مرشحين ورشحنا، وأنا أرى المنافسة كانت قوية وخاصة في دوائر “دارفور” و”شرق دارفور” بصفة خاصة وبالذات الدائرة التي ترشحت بها وتعطيني مؤشراً واضحاً، فأنا ترشحت في دائرة تبدأ من “شمال دارفور” وتنتهي بحدود دولة الجنوب وعدد ناخبيها (76) ألف، وكانت المنافسة حامية وكذلك البرامج والأطروحات، وأنا أعتقد أن هذه الانتخابات جرت في جو حر نزيه شفاف وأفرزت نتائج معقولة في إطار مؤسسة العمل السياسي، وأنا أعتقد أن هناك أحزاباً – على الأقل – شاركت وأحرزت نتائج محترمة. أياً كان شكل النتائج المهم هو الممارسة، وهذه الممارسة، في تقديري، ستفرز برلماناً منوعاً وليس برلمان حزب واحد.
{ البعض يتخوف من حصول المؤتمر الوطني على (323) مقعداً؟
–    نحن في المرة الماضية كانت أعداد من هم غير المؤتمر الوطني (طاشرات)، والآن غير المؤتمر الوطني (90) أو (100) مقعد، وهذا عدد ضخم وله أثر كبير جداً على الساحة السودانية، وخاصة لو حدث تجمع للكتل البرلمانية، يعني مثلاً مجموعة أحزاب الأمة تجتمع في كتلة برلمانية موحدة ومجموعة أحزاب الاتحادي يمكن أن تجتمع في كتلة برلمانية، ممكن نحن والمستقلون نكون كتلة برلمانية واحدة، وهذا يحدث أثراً كبيراً في الحوار والنقاش.
{ يعني هنالك مبادرة لتشكيل كتل؟
–    أنا شخصياً أتبنى هذا الاتجاه بعمل كتل سياسية كبيرة حتى يكون لها وزن وأثر في النقاش داخل البرلمان ولها مبادرات.. لذلك أنا أعتقد أن كتلة أحزاب الأمة زائد كتلة المستقلين يمكن أن تكون كتلة ضخمة، ويضاف لها كتلة الاتحاديين إذا توحدت أيضاً.
{ مسيرة الحوار الوطني بعد الهزائم العسكرية للحركات وظهور النتائج؟
–    أنا أعتقد أن الحوار الوطني يجب أن يستمر لأن الحل النهائي يجب أن يكون سياسياً.. لذلك أعتقد أنه يجب ألا نلتفت إلى ما تم من انتصارات برغم ضخامتها وقوتها، ولكن يجب أن ننتقل إلى مربع آخر وهو جمع الصف السوداني، ويجب أن يكون بالحوار السياسي السوداني، ويجب أن ينتبه أخواننا في المعارضة أن الجو الآن مهيأ. هنالك حكومة جديدة منتخبة وبرلمان منتخب، وهم راقبوا ورأوا ما تم، وهنالك علاقات خارجية سودانية في تحسن كبير.  وهذا كله يعطي فرصة لأن يستمر الحوار الوطني، وأن نصل به إلى نهايات تؤدي إلى استقرار البلاد.
{ أستاذ “عبد الله مسار” ذكرت أن دولة الجنوب لها يد كبيرة في الدعم الذي حصلت عليه (العدل والمساواة).. لماذا إصرار حكومة الجنوب على تقديم هذا الدعم؟
–    (القوى الثورية) عندها ارتباط قديم بـ(الحركة الشعبية) يضاف إلى ذلك أن هذه الحركات شاركت وساهمت في الصراعات داخل الجنوب ضد “رياك مشار” والصراعات بين الجنوبيين مع بعضهم البعض وأيضاً كان جزء منها موجوداً في الجنوب بعد فصله، لذلك أرى أن لدى الجنوب ثلاثة أشياء يعملها وهو يظن أنه بدعمه للحركات يضعف “شمال السودان”، وثانياً يظن هؤلاء الناس أن لديهم عليه فضل، وثالثاً أن هؤلاء يمكن أن يساعدوه إذا وصلوا للسلطة في استقرار دولته.. أنا أعتقد من هذا المنحى أن هذا هو السبب المباشر لدعم الحركة، بالإضافة إلى حلقات عالمية كثيرة يمكن أن تكون مؤثرة في هذا الأمر.. وأعتقد أن هذه الهزيمة ستجعل حكومة الجنوب تراجع موقفها لأن هؤلاء الناس معروف أنهم تدربوا وانتقلوا من مناطق الجنوب وكل شيء معروف بالمحلات والمواقع، وحتى المدربين وحتى المواطنين العاديين يعرفون تفاصيل التفاصيل. ناهيك عن الدولة وأجهزة الأمن الأخرى، وأنا أعتقد أن الجنوب رغم ما حصل منه، علينا أن نمد له يدنا ونقول له غيّر من سياستك، لأن سياسة الصراع الإقليمي لن تأتي بنتيجة لا لمصلحة السودان ولا الدول المجاورة. الصراع الذي دار بين “السودان” و”إثيوبيا” كان كبيراً لكن في النهاية أدى إلى اتفاق واستقرار. وفي أفريقيا الوسطى نفس الشيء، لذلك الجنوب ليست لديه مصلحة لمعاداة الشمال، لأن هذا سيفقده الشمال السوداني، كدولة مستقرة ودولة لديها إمكانيات كبيرة ومؤسسات راسخة، بينما والجنوب دولة نامية وقائمة على نظام قبلي وأي شرخ فيها سيؤدي إلى صراع قبلي مميت.. وهم يجاورونا بالمورد الاقتصادي الذي لديهم، وهو البترول، فإذا حدث أي صراع سيتعطل البترول، وهذا يعني أن يتعطل أي نشاط اقتصادي لديهم والجنوب ليس في حاجة لهذا.. علاقات الجنوب الثقافية كلها مربوطة بالشمال السوداني، وحتى كثير من موارده تذهب إلى السودان الشمالي، وأي صراع سيؤثر على الجنوب بالرغم من علاقاته بـ”يوغندا” و”إثيوبيا”.
{ هل تعتقد في استمرارية نظام سلفاكير؟
–    أنا أعتقد أن الصراع في الجنوب سيستمر طويلاً ولا تستطيع أن تقرأ من سيحكم، ولكن سيستمر كصراع مميت وقاتل لأنه يقوم على أسس قبلية وحصلت فيه تصفيات في بعض المراحل ومجموعة واحدة انشقت، وصفوا بعضهم البعض ووصل هذا حتى للمواطن العادي ، الآن هنالك غبن من مواطنين جنوبيين ضد بعضهم البعض، ليس الحكومات ولا الأفراد.. من سيحسم هذا الصراع؟ أعتقد أن هذا الصراع سيستمر لفترة طويلة، ولكنه سيحسم ضد الجنوب، وليس في صالحه.
{ “أ. عبد الله” نعود للانتخابات وأنت نافست السيد “الهندي عز الدين” في انتخابات سابقة ودخلت الانتخابات الآن.. كيف تقارن؟
–    أنا دخلت انتخابات 2010م صحيح كانت انتخابات كبيرة، لكن الدائرة التي ترشحت بها كانت دائرة كبيرة، وهي موطني وأهلي، ووجدت قبولاً منقطع النظير، وأنا المرشح الوحيد الذي كان يقابلونه باحتفالات مسجلة ومصورة، وممكن أعطيك جزءاً منها، لذلك بالنسبة لي هذه الانتخابات لها طعم خاص جداً ومختلف.  وكانت انتخابات 2010م المنافسة فيها نزيهة وحرة مع شخص محترم وله قدرات، وأنا أكن كل الود والاحترام ونافس منافسة حرة ونزيهة.. لكن المنافسة هذه المرة كانت داخل وسط أهلي ومجموعتي كانت مختلفة تماماً، صحيح هنالك خصم مستقل قام معي وأيضاً بذل جهداً كبيراً جداً اسمه “محمد أبو القاسم” أشكره لأنه نافس منافسة قوية ومحترمة، ومعه آخرون من المرشحين، ولكن أنا وجدت القبول المنقطع النظير عند أهلي، بل كان معي أربعة من مرشحي المؤتمر الوطني، كنت أحملهم معي في عربتي يتحركون معي، وحتى في القوائم كانت بشكل واحد، لأنني شعرت أن الاتجاه العام عند أهلي أن يصوتوا لزول اسمه “عبد الله مسار”  لأن لديهم أمل أن يحقق جزءاً من رغباتهم، وأن يغير وجه الحياة في “شرق دارفور”، لذلك كان موقفاً منقطع النظير، وكان التصويت 26,500 صوت. وفي 2010 كان في المرة الأولى 18,000 وفي المرة الثانية أقل، وأعادوها. في هذه المرة كانت مختلفة لذلك يحس المرء أن عليه دوراً كبيراً، وأن المواطنين حملونا أمانة، وبعض من هذا الدور أن أشارك في القرار المحلي والإقليمي والولائي والقومي. القرار المحلي لابد أن يشرك المواطنين كلهم لأنه متعلق بخدماتهم وتنميتهم، والقرار الولائي يجب أن تكون هنالك أجهزة قوية تدعم، ووالٍ قوي، ويجب أن تكون هنالك إمكانيات تذهب لمصلحة الناس وتسخر من أجلهم، ويجب أن يكون هنالك إصلاح في داخل هذه الولاية، ولاية “شرق دارفور” وهي ولاية مأزومة، مرت بثلاث مراحل ولاء في ثلاث سنوات، الآن محتاجة إلى والٍ يحقق استقرار البلد ويبذل جهداً كبيراً في أن يجد المواطنون الخدمات والتنمية والنماء والرخاء والأمن والاستقرار، وأيضاً يفتح آفاقاً بينه وبين الولايات والدول المجاورة له، ويعمل في مجال الصحة والتعليم بشكل أكبر. الجانب الثالث يتمثل في المشاركة في القرار القومي، نشارك في القرار القومي بطريقة قوية وسنقول رأينا في كل أمر يتعلق بأمن البلد واستقراره واقتصاده وطريقة إدارته، وسنشارك في اختيار الأجهزة القومية وأي مكان يوجد به خلل، سنقول فيه رأينا حتى تكون مرحلة 2015 – تكون 2020 مرحلة متغيرة يحدث فيها استقرار في الوطن الكبير.. أنا أشعر أن بوادر الاستقرار بدأت بعد أن انتهت الانتخابات بطريقة محترمة، وهنالك علاقات خارجية بدأت تتحسن مع دول الخليج وغيرها، وهنالك انتصارات عسكرية ماضية، والحوار مفتوح، وهذا كله أمل بأن نبني دولة مستقبل مستقرة.
{ لكن الحوار يواجه عقبات والبعض متشائم.. فمنذ أكثر من عام وحتى الآن لم يتحقق انجاز كبير؟
–    فيما يخص الحوار، فإنه مسؤولية الجانبين، لا الحكومة في وقت من الأوقات كانت جادة ولا المعارضة جادة، وأنا في تقديري أن الاثنتين اشتبكتا في مرحلة من المراحل كل يود أن يحقق نقاطاً على حساب الآخر، أعتقد أن الحكومة أخيراً استقرت لفترة خمس سنوات جديدة بعد انتخابات جاءت برئيس منتخب وبرلمان، وجاءت بأجهزة منتخبة، ففي فرصة لخمس سنوات تبني دولة. المعارضة أيضاً الآن وضعها ليس بالوضع الذي يمكنها من التغيير العسكري. يبقى الآن المسرح كله مهيأً لحوار يؤدي إلى نتائج، وهذا معناه يؤدي إلى حلول، والحلول تؤدي إلى استقرار.
{ بخبرتك البرلمانية.. مَنْ تتوقع أن يكون رئيس البرلمان القادم؟
–    أنا حتى الآن لا أستطيع أن أقرأ الوضع، لأن رموزاً كثيرة دخلت البرلمان بدءاً من النائب الأول لرئيس الجمهورية السابق “علي عثمان محمد طه” وحتى قيادات كبيرة في المؤتمر الوطني، وقيادات كبيرة في الأحزاب الأخرى، فلا تستطيع أن تقرأ من سيصبح رئيس البرلمان خاصة، وأنني لستين يوماً كنت خارج الخرطوم قضيتها في الانتخابات، من المرحلة الإعلامية وحتى الانتخابات، ولكن يهيئ لي أن هؤلاء الناس سيأتون بقيادة شابة للمرحلة المقبلة لأنها في الخمس سنوات أيضاً تريد أن تأتي بجيل جديد.
{ كلمة أخيرة؟
–    أولاً أشكرك جداً على هذا اللقاء، وأريد أن أقول للشعب السوداني إننا نتفاءل بمرحلة جديدة ونتعاون لمرحلة جديدة، وعلى أخواننا في المؤتمر الوطني أن يعملوا ثلاثة أشياء أولاً حزبهم يحتاج إلى إصلاح داخلي، لأن ما جرى من التصويت وفوز أخواننا المستقلين الكبير يعني أن هناك احتياجاً للإصلاح الداخلي، معناه إما أنه غابت الشورى الكبرى، وإما من نختارهم للمواقع ليسوا في مستواها، وإما أننا اخترنا الناس على مزاج، واخترنا الأشخاص على حساب المؤسسات. والنقطة الثانية رسالة للسيد رئيس الجمهورية الآن وقد تم انتخابه انتخاباً مباشراً وتم انتخابه عبر لجنة قومية على مستوى السودان، يجب أن يكون ارتباطه بالمؤتمر الوطني كرئيس للحزب باعتباره قيادة سياسية، لكن أن يكون ارتباطاً قومياً كشخصية قومية على مستوى السودان، هو الأكبر، الأمل فيه أكبر من أية جهة ثانية، هذا الأمل يتطلب أن يشكل حكومة قوية في المرحلة المقبلة، وأن يختار ولاة بمستوى قوي جداً ليقودون الناس، ولابد أن يكون هنالك تفتيش رئاسي باستمرار لأداء الحكومة والولايات، ولابد أن يكون رب البيت الكبير للشعب السوداني، وفوق هذا أن ينظر إلى خصومه بأنهم أقرب إليه من أصدقائه ويسعى إلى جذبهم إليه، لأننا في النهاية نريد أن نثبت وطناً وليس حقوق أفراد، الوطن أعلى من أي بني آدم. الشيء الثاني أوجهه إلى الشعب السوداني يجب أن يتناسى المرارات وخاصة القادة السياسيين، السياسة ليست من مصلحتنا أن نظل في سياسة العراك، لأننا منذ الاستقلال نتعارك ويجب أن ننتقل إلى سياسة الوحدة والعمل المفيد للشعب السوداني والتنمية، ونخرج من مربع الصراع الأسري والقبلي والديني والسياسي على المقاعد،  وهذا يتطلب مجهوداً من قيادات العمل السياسي وقيادات المؤتمر الوطني، ومن السيد رئيس الجمهورية الرئيس “البشير” يجب أن يختار حكومة قومية وولاة أقوياء، ويكون متابعاً ويبني مؤسسات عسكرية قوية سواء جيش أو أمن أو شرطة، وفوق هذا يجب أن نحافظ على المال الذي يجمع من هذه الموارد ليذهب إلى مصلحة هذا البلد ولا يصرف في أي شيء لا يتعلق بمصلحة البلد واستقراره وتنمية وخدمات المواطن، الآن في أعناق الذين انتخبهم سواء أكان الرئيس أو البرلمانيين المواطن، ربنا يسألنا عنه ويجب أن نسعى كلنا لراحته ورفاهيته وسعادته.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية