الدفاع المدني يستقبل (5) بلاغات غرق يومياً
“شندي” و”الجريف” الغرق بالجملة.. مصرع (11) شخصاً خلال يومين
مصدر مختص: أخطر الأماكن النيلية (كمائن الجريف وجنائن الكدرو)
تقرير – محمد أزهري
قبل أن يرفع سرادق عزاء الطلاب الأربعة الذين قضوا غرقاً في النيل نهاية الأسبوع المنصرم بمدينة شندي بولاية نهر النيل، فجع أهالي منطقة الجريف غرب بالخرطوم بكارثة نيلية مؤسفة أول أمس (الخميس)، إذ غرق ستة شبان، بينهم صِبْية، في النيل بالقرب من منطقة الكمائن التي تعدّ من أخطر المناطق على شريط النيل، وتم انتشال جثامينهم وسط دموع ذويهم.
في هذا التوقيت أطلقت الجهات المختصة حزمة من الإرشادات والنصائح للمواطنين للحفاظ على أبنائهم، خاصة في العطلة الصيفية، وحذرت من ارتياد الأطفال للنيل، وشددت على عدم الترفيه في الأماكن الخطرة وغير الآمنة، حيث تستقبل كابينة شرطة الدفاع المدني يومياً ما لا يقل عن خمسة بلاغات غرق، وانتشال جثامين غرقى من مياه النيلين الأبيض والأزرق بولاية الخرطوم نسبة للكثافة السكانية العالية، وهناك حالات غرق في ولايات أخرى وقرى بعيدة لا يتم الإبلاغ عنها، ويتعامل الأهالي معها بأنفسهم.. وكشف مصدر مختص لـ(المجهر) عن أخطر الأماكن على امتداد النيلين بولاية الخرطوم قائلاً إن أخطر الأماكن التي تودي بحياة الأشخاص غرقاً هي المنطقة المطلة على كمائن الجريف غرب ومرسى شمبات وقبالة جنائن الكدرو، وهي تعد أكثر خطراً، وكوبري الحلفايا، إضافة إلى قبالة منطقتي الحتانة والجرافة، ولفت إلى أن معظم الغرقى هم الذين يأتون للترفيه من أماكن بعيدة وغالباً ليس لديهم معرفة بالمنطقة، موضحاً أن أبناء تلك المناطق يعرفونها جيداً لذلك يتحاشون الترفيه فيها. واسترسل قائلاً: (على المواطنين أن يرفهوا عن أنفسهم في الأماكن التي توجد بها قوات الإنقاذ النهري والمنقذون لسلامة أرواحهم).
{ حوادث الجريف وشندي وشمبات
غرق أول أمس (الخميس) ستة شبان بمنطقة الجريف واحداً تلو الآخر، حيث غاص أولهم في منطقة عميقة ولوح بعلامات الغرق ليلحق به الثاني لإنقاذه بيد أن الأول أمسك به.. وهكذا كل واحد يحاول إنقاذ زملائه حتى قضوا جميعاً غرقاً في منطقة واحدة، فاحتشد عدد كبير من المواطنين على شاطئ النيل وشرعت فرقة الإنقاذ النهري في البحث عن الجثامين وتم انتشالها، بينما دونت الشرطة بلاغاً بالوفاة في ظروف غامضة.. وقد لقي شاب حتفه غرقاً نهار أمس (الجمعة) في النيل قبالة جزيرة توتي، وكثّفت فرق الإنقاذ النهري جهودها في البحث عن الجثة، في الوقت الذي تجري فيه بحثاً استغرق ثلاثة أيام عن جثة شاب آخر غرق قبالة جنائن الكدرو شمال بحري.
وفي نهاية الأسبوع المنصرم فجعت أسرة “العماوي” العريقة بمدينة شندي بغرق أربعة من أبنائها، ونجا ثلاثة آخرون، وقد انتشلت فرقة الإنقاذ النهري جثامينهم أول أمس (الخميس) وهم: “أبو القاسم جعفر عبد القادر العماوي” و”المعز محمد عبد القادر العماوي” و”عصام عبد الله حسن” و”الطيب أمجد”.. وكانت فرقة الإنقاذ النهري التابعة لشرطة الدفاع المدني قد بذلت جهداً مقدراً بمساعدة المواطنين حتى كللت مساعيها بالنجاح في العثور على جثامين الغرقى في أوقات متفرقة من يوم أول أمس، وقد وريت جميعها الثرى في موكب مهيب شهده حشد كبير من ذويهم وأهالي المنطقة، فيما دونت الشرطة بلاغات بالوفاة في ظروف غامضة بالحادثة.
وقبل ثلاثة أسابيع شهدت المنطقة المطلة على كمائن الجريف سبع حالات غرق في يوم واحد، بينهم طالبان يدرسان بكلية طب شهيرة وأجنبي.
وشهدت بداية العام الماضي كارثة نيلية أسفل جسر شمبات، حيث غرق أربعة طلاب بالمرحلة الثانوية بينهم فتاة وشقيقها وصديقتها وابن خالتهما، وكانت البداية بانزلاق قدم إحدى الفتاتين بسبب حجر ولم تستطع الخروج فحاول البقية إنقاذها لكنهم فشلوا وغرقوا معها.
{ غرق عريس
كانت حادثة غرق عريس في أيام زواجه الأولى من أغرب حوادث الغرق، حيث رافق الغريق عروسته للترفيه وقد جلسا على شاطئ النيل بالقرب من كوبري الحلفايا وأثناء استمتاعهما بمنظر النيل أراد العريس جلب ماء من النيل لزوجته لكنه انزلق ووقع في منطقة عميقة لم يفلح في الخروج حتى فارق الحياة أمام عيني زوجته التي أغمي عليها من هول المفاجأة.
{ الأطفال هم أكثر الفئات عرضة للغرق
تقول منظمة الصحة العالمية (WHO) في إحصائيتها إن الغرق يتسبب في وفاة (372) ألف شخص سنوياً حول العالم، وذكرت أن الأطفال هم أكثر الفئات عرضة للغرق.