رأي

مسالة مستعجلة

(قوز دنقو).. طعم نصر مختلف!!

نجل الدين ادم

لم يدر بخاطري أن حجم الهزيمة التي تلقتها حركة (العدل والمساواة) في منطقة (قوز دنقو) بولاية جنوب دارفور من قبل قوات الدعم السريع بهذا الحجم الكبير، إلا بعد أن نقلت لنا صحف الأمس تفاصيل المعركة الفاصلة، فقد تكبد المتمردون خسائر فادحة لم يتلقوها من قبل ونالوا درساً سيكون خالداً في الذاكرة/ فقد كانت ساحة المعركة قبراً لأكثر من ألف مقاتل حدثتهم أنفسهم بهزيمة قوات الحكومة وقد ذاق من بقي منهم وهم قلة جحيم الهزيمة عياناً بياناً.
كانت حقيقة معركة فاصلة وهي تضع حداً ما بين الحق والباطل، فقد أرادت حركة العدل والمساواة ومن عاونها خطف طعم نجاح الانتخابات العامة في البلاد بعد أن فشلت كل محاولات إحباط هذا الاستحقاق الدستوري بتسديد ضربة موجعه تكالب فيها كل الأعداء ودولة الجنوب تعد المأوى ومنصة الانطلاق وسيناريو الضربة! لكن النتيجة جاءت عاجلة غير آجلة، فلم يفر من المعركة سوى بضعة عشرات وهم يلهثون في صحارى دارفور صرعى وفاقدي الوعي سيكون مصيرهم أشد قسوة !! 
  صحف الأمس حملت لنا تفاصيل التفاصيل عن المعركة بالصور والقلم وكيف أن المتمردين قد سُحقوا تماماً خلال ساعات محدودة.
زيارة رئيس الجمهورية المشير “البشير” برفقة وزير الدفاع والمدير العام لجهاز الأمن والمخابرات كشفت النقاب عن حجم الانتصار الذي لم يكن واضحاً للإعلام إلا بعد الزيارة المهمة التي دُعيت لها أجهزة الإعلام المختلفة.. كم تمنيت أن أكون حاضراً في هذه الزيارة لمشاهدة آثار النصر الكبير، ونحو (200) عربة مجهزة كانت حصيلة خسائر قوات العدل والمساواة التي انطلقت من دولة جنوب السودان، حيث لم ينفعها الدعم والسند الكبير الذي تلقته.
المتمردون كانوا يمنون أنفسهم والمعارضة بتقديم مفاجأة تم الترويج لها بالتزامن مع نتائج الانتخابات في تنفيذ أضخم هجوم، لكن انقلب السحر على الساحر وهم ينالون أضخم هزيمة.
الصور التي شاهدناها عكست أعداد الأسرى الذين تم القبض عليهم كما الجراد في الحقل الزراعي، وعكست حجم العتاد الذي استولت عليه قواتنا.. صور ناطقة لا تدع مجالاً لزيف أو إنكار كما يحدث عند كل هزيمة.
حقاً سعدت لهذا الإنجاز البطولي لقوات الدعم السريع والقوات المسلحة.. والتحية لهم جميعاً فرداً فرداً وهم ينزعون مفاجأة المتمردين ليقدموها هدية للشعب السوداني بنصر مستحق.. وحسناً فعلت قيادة الدولة وهي تكرم هؤلاء الأبطال وتحفزّهم على هذا النصر العظيم من داخل ميدان المعركة بياناً بالعمل كما تقول اللغة العسكرية، وهم يستحقون وأكثر.
هزيمة معركة (قوز دنقو) أكدت بلا شك أن نهاية التمرد في دارفور باتت قاب قوسين أو أدنى كما وعدت الحكومة، وذلك بعد أن تم تدمير أكبر قوة عسكرية للمتمردين.. فليس من سلام إلا بعد هزيمة نكراء.

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية