رأي

عز الكلام

أبو بدلة وأبو شال طلعوا كُتاار!!

أم وضاح
 
طقت في رأسي أن أقوم بكتابة سيناريو لمسلسل تلفزيوني من نوع (الست كوم) وخلي ناس أستاذ “سعد الدين إبراهيم” يشوفوا ليهم بلد!! وعشرات التلفونات تصلني من معارف وأصدقاء وزملاء يسألونني من وين عرفت موضوع أبو بدلة وأبو شال اللذان يستغلان المناسبات العامة والدعوات والمنتديات في حراك (ضبابي)، ومشاهدتهما تدعو للدهشة والتساؤل ديل تبع منو؟؟ والعزمم منو؟؟ وهم أصلاً علاقتهم شنو بالموضوع خاصة أبو بدلة الذي لا يترك مسؤولاً إلا ويصطحبه راقصاً ومبشراً ويتعمد أن يقف أمام الكاميرات، صحفاً كانت أو تلفزيونية لأنه يدرك أن أي صورة مع فلان أو فرتكان تمنح من يشاهدها شعوراً بأن صاحبنا من الجماعة القرااب!! أقول إن من يسألونني يتخيلون أنني أقصد فلاناً بعينه الذي يعرفونه هم تماماً بخصوصية العمل والتواجد في مكان واحد، لأكتشف فجأة أن السودان ملئ بعشرات من نوعية أبو بدلة وأبو شال اللذان لا عمل لهما ولا وظيفة سوى اصطياد الفرص وتحين المناسبات ليظهرا وكأنهما من نجوم الصف الأول في السياسة، وهم يحشرون أنفسهم حشراً بين المسؤولين ويظهران وكأنهما نجوم الصف الأول في الرياضة وهم يقالدون اللاعبين ويظهرون معهم عند التقاط الصور ولحظات التتويج. وبصراحة مثل هذه الكائنات الطفيلية تعيش تماماً على دماء غيرها لأنهم يتعمدون الظهور عند رفع الستار، ويدعون أدوار البطولة رغم أنهم أصغر من أن يلعبوا دور الكومبارس، لكنهم وبدهاء عجيب يفتعلون الحراك الإيجابي وأدوارهم في الحقيقة (بالماينس). أقول طقت في رأسي أن أكتب سيناريو مسلسل عن هذه الشاكلة من البشر ولا أظنني سأحتاج كثير عناء (لأعصر) رأسي تخيلاً للشخصيات ورسماً للمواقف، لأن مناسبة مناسبتين في الخرطوم كفيلتان بجعلي “أسامة أنور عكاشة”، وأبو بدلة وأبو شال يلعبان ببراعة يحسدان عليها، ببراعة ورشاقة لدرجة أنني وفي آخر مناسبة شاهدت أحدهما مرة يقالد “غندور” وأخرى يحضن “طه علي البشير” وفي الثالثة واضعاً يده على كتف “علي السيد”، وكله (موثق) ومصور مستغلاً الأريحية السودانية التي تجعل المسؤولين في المناسبات ينداحون وسط الجموع تبسطاً وتواضعاً، لكن صاحبنا على ما يبدو خاتي البروفايل الأبيض لليوم الأسود وطلعت مفتح يا عمك.
{ كلمة عزيزة
رغم أن مد السياسة وجزرها يحرك الأسماء والشخوص من موقع إلى آخر وكثيراً ما أطاحت الحسابات والتفاهمات الحزبية بشخوص هم من أجدر وأنقى وأنظف السودانيين عفة في اليد واللسان، رغم ذلك إلا أنني وبصدق أتمنى أن أرى الدكتور “يحيى صالح مكوار” في موقع وزاري في الحكومة القادمة، ودكتور “يحيى” سياسي من (طينة) الفطاحلة والعباقرة في السياسة السودانية وهو يجمع هدوء ورزانة الزعيم “إسماعيل الأزهري” وحكمة الراحل “زين العابدين الهندي” ووطنية “المحجوب” و”زروق” و”أحمد خير” المحامي، وكل العظام الذين كانت السياسة عندهم مواقف وطنية وضمائر حية وحباً وعشقاً لتراب هذا البلد!! ودكتور “مكوار” رجل يخجلك بتواضعه ويحيرك بزهده وتعففه دائماً أصفه بأنه من آخر رجال السياسة المحترمين، أبقوا عشرة على الرجل لتبقوا عشرة على الوطن.
{ كلمة أعز
أحترم جداً.. جداً.. جداً المسؤول الذي عندما توجه له نقداً أو حتى اتهامات ينصب اهتمامه في كيف يدحض عن نفسه ما قيل في حقه، بل ويكون حريصاً أن يثبت عكس ما قيل عنه بكل شفافية! لكن بالله عليكم أمنحوني صفة الوزير أو المسؤول الذي ما أن ينتقد إلا ويترك القضية الأساسية ويبدأ في البحث عن منو وصل المعلومة للصحفي الفلاني؟ ومنوا الجاب الكلام  للجرائد؟؟ ومنو وفر المعلومات؟ ومنو صاحب منو؟؟ يا شيخنا أركز وحل قضيتك الأساسية والجرسة ما حبابة!!

مشاركة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى
صحيفة المجهر السياسي السودانية