تجدد اشتباكات أهالي كاس وبعثة (يوناميد) وارتفاع القتلى لـ(7) أشخاص
البعثة تتبرأ من الاعتداء وتؤكد قتل الضحايا دفاعاً عن النفس
نيالا- كاس- عبد المنعم مادبو
ارتفعت حصيلة القتلى في الاشتباكات التي وقعت بين مواطنين بمحلية كاس بجنوب دارفور وعناصر من قوات البعثة المشتركة للاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة بدارفور (يوناميد) يومي أمس وأمس الأول، إلى (٧) قتلى من المواطنين وجرح (٦) من قوات اليوناميد بعد أن تجددت الاشتباكات بينهما صباح أمس (الجمعة).
وتعود تفاصيل الحادث إلى إطلاق عناصر من قوات (اليوناميد) النار على مواطنين من قبيلة الزغاوة (أم كملتي)، كانوا يعبرون بالقرب من مقر البعثة في مدينة كاس وتزامن ذلك بحسب د.”محمد العاجب إسماعيل” المحامي- أحد قيادات القبيلة مع اختطاف عربة تابعة لـ(يوناميد) من قبل مجموعة مسلحة .
وقال “العاجب” إن المواطنين قدموا من بلدة الزليطة غربي كاس في طريقهم إلى منطقة القردود شرقي المدينة، لاسترداد أبقار سرقت من المنطقة. وأشار “العاجب” إلى أن قوات (يوناميد) أطلقت النار على المدنيين دون أن تتحقق من علاقتهم بخاطفي عربتها أثناء مطاردتهم، حيث أدى ذلك إلى مقتل (٦) مواطنين في الحال وجرح آخر، بجانب نفوق عدد من الخيول. ولفت إلى أن بعض القتلى قتلوا دهساً بالآليات العسكرية، بينما قتل أحد المواطنين صباح أمس (الجمعة).
من جهته قال العمدة “نصر الدين عبيد” إن المواطنين قتلوا برصاص (اليوناميد) عندما دفعت البعثة برتل من آلياتها قوامها (١٥) مركبة لتعزيز قواتها في كاس، وعندما اقتربوا من المدينة اصطدموا بمجموعة من المواطنين وأسفر الاشتباك عن مقتل المواطنين. وأشار “العاجب” إلى أنه سارع إلى محلية كاس ضمن مجموعة من أعيان القبيلة بنيالا لاحتواء التوترات، مبيناً أن الضحايا تم دفنهم أمس (الجمعة) واستطاعوا تهدئة الموقف. وقال إن (اليوناميد) أقرت بأن الحادث وقع نتيجة لخطأ ارتكبه جنودها. وأوضح أن كل الإجراءات اتخذت والآن في مرحلة التفاوض بين لجنة أهلية وحكومة الولاية من جهة و(اليوناميد) من جهة أخرى.
من جهتها زعمت (اليوناميد) في تعميم صحفي أنها أحبطت هجومين شنهما مسلحون مجهولو الهوية، على أفراد البعثة في محلية كاس الواقعة على مسافة (85) كيلومتر من شمال غربيّ مدينة “نيالا”، وقد نجم عن إطلاق النار المتبادل مقتل ما لا يقل عن أربعة من أولئك المسلحين وإصابة (٦) من جنود حفظ السلام إضافة إلى مسلحٍ آخرَ أصِيب بجراح.
وقال الممثل الخاص المشترك ورئيس بعثة (اليوناميد) المُكَلَّف “عبدون باشوا”، (إنهم يدينون الاعتداءات التي تستهدف حفظة سلام اليوناميد). وأكد إصرار البعثة على الرد على مثل هذه الأفعال بمنتهى الحزم والقوة- على حد تعبيره.
وأشارت البعثة إلى أن الهجوم الأول قد وقع في حوالي الساعة السادسة من مساء يوم (الخميس) 23 أبريل، عندما أطلق حوالي (40) مسلحاً يمتطون الجياد والإبل النار على مجموعة من حفظة السلام النيجيريين الذين كانوا يقومون بحراسة إحدى آبار المياه على حد ما ورد في البيان. وأضافت البعثة أن المسلحين حاولوا الفرار بإحدى مركبات (اليوناميد) بعد إطلاق النار على السائق، ومن ثم قامت قوات البعثة بمطاردتهم واسترداد المركبة.
وأثناء تبادل النيران قُتل أربعة من المهاجمين وجرح اثنان من حفظة السلام إضافة إلى واحد من المهاجمين. وقد سلَّمَت البعثة جثث القتلى الأربعة والمسلح الجريح إلى الشرطة، وتم إجلاء جريحي البعثة إلى “نيالا” لتلقي العلاج.
وفي صباح (الجمعة) 24 أبريل وقع هجوم آخر على إحدى دوريات (اليوناميد) القادمة من نيالا قرب مقر البعثة في “كاس”، وأسفر تبادل النيران أثناء هذا الهجوم عن جرح أربعة من جنود البعثة.
وناشد السيد “باشوا” الحكومة بالإسراع في التحقيق في هذين الحادثين ومحاسبة الجناة؛ مشيراً إلى أن (المناخ العدائي السائد والإخفاق المستمر في توجيه الاتهامات حيال أولئك الذين يعتدون على حفظة السلام والعاملين في مجال الغوث الإنساني لابد أن يُوضَع له حدّ).
وفي ذات السياق أكدت السلطات بمحلية “كاس” عودة الاستقرار في المنطقة.
وتورد (المجهر) أسماء القتلى وهم: “الطاهر أحمد زرقان”، “سليمان الطاهر أحمد زرقان”، “عبد الرحمن حسين زرقان”، “ياسر إسحق حامد عبد الله”، “زكريا حسن محمد مطر”، “إسحق عمر فيزاني”، “السيد أحمد القرشي”، بجانب الجريح “صالح يوسف إحيمر”.