يوم الوفاء
الحيوية والنشاط الدءوب لنائب رئيس الجمهورية “حسبو محمد عبد الرحمن” جعل المسافات تتقارب بين القيادة والقاعدة.. وقد حصد المؤتمر الوطني ثمرة حيوية مؤسسة الرئاسة شعبية جارفة للرئيس جعلته قيادة متفقاً عليها.. ومثل صعود “حسبو” من وزير بمجلس الوزراء إلى مرتبة الرجل الثالث في القصر الرئاسي إضافة كبيرة جداً لما يتمتع به “حسبو” من صفات قيادية نادرة.. قدرة على التواصل مع الناس وتواضعاً من غير ضعف وحركة من غير تهور.. طاف “حسبو” الولايات السودانية من الشمال إلى الجنوب ومن الشرق إلى الغرب.. جلس مع الناس في أدب واحترام وأصغى للشيوخ والنساء والشباب.
كان يوم (الخميس) بولاية الجزيرة.. و(الجمعة) في “كادقلي” و(السبت) في دارفور وربما (الاثنين) في الشرق أو الشمال وفق ما تقتضي ضرورات الحال.
لكن رحلة الأمس لمدينة “كادقلي” جسدت قيم الوفاء وتقدير عطاء الرجال بعد أن هاجمت قوات التمرد مدينة “كادقلي” مساء (الأربعاء) في مسعى لتعطيل الانتخابات. واختارت الحركة تصويب صواريخها نحو حي (تلو) و(الكوز) في شرق المدينة ليسقط ثمانية من أهالي المنطقة شهداء وتنال الجروح نتيجة انشطار المقذوف عشرة آخرين.. ذرفت “كادقلي” الدموع وجففت جراحها بالصبر النبيل.
وما كان من القيادة السياسية إلا أن اختارت الأستاذ “حسبو” ليجفف دموع الباكيات هناك.. ومعه ثلة من القيادات الفريق “يحيى محمد خير” وزير الدولة بالدفاع، والفريق “خلف الله إبراهيم” نائب المدير العام لجهاز الأمن والمخابرات، والفريق شرطة “عبد الرحمن حطبة” نائب مدير الشرطة، والوزراء د.”علي محمد موسى” ومولانا “أحمد أبو زيد” ود.”تابيتا بطرس” والبروفيسور “خميس كجو كندة” الأمين العام لصندوق دعم السلام ونائبه “سلمان الصافي”.. والبرلمانية “عفاف تاور”.
أكثر من (6) ساعات أمضاها النائب “حسبو” في مدينة “كادقلي”.. خاطب أسر الضحايا من شهداء الانتخابات.. أطلق على حي (الكوز) اسم حي الشهداء وتكفل ببناء منزل لكل أسرة شهيد.. وتحمل نفقات الجرحى والمصابين ورعاية أبناء الشهداء.. وتحدث إلى قيادات الأحزاب السياسية التي تشارك في حكومة الوحدة الوطنية وأحزاب المعارضة، في لقاء أعلنت فيه الأحزاب دعمها للقوات المسلحة وتبدى التفاؤل والأمل في قيادة الفرقة الجديدة اللواء “ياسر العطا” من قبل حكومة جنوب كردفان وأحزاب المنطقة.
وفي مسجد “كادقلي” العتيق تحدث نائب رئيس الجمهورية للمصلين عقب صلاة (الجمعة) دون حواجز وقيود وبروتوكولات، حثهم على الوحدة وأثنى على صبرهم وثباتهم وهم يواجهون إصرار التمرد على تخريب الانتخابات بالرفض والمقاومة.. والصمود. وفي رحلة الساعات الست خرجت د.”تابيتا بطرس” عن صمتها.. وأدانت رفقاء دربها السابقين ووصفت “عبد العزيز الحلو” وجماعته من قطاع الشمال بالمخربين والمدمرين لإنسان جبال النوبة… دعت لقتالهم حتى يرعوا في موقف بطولي وشجاع من امرأة حديدية… لثبت د.”تابيتا” أنها أشجع من بعض الرجال المتمردين (الماسكين العصا من النص)، ووجدت كلمات “تابيتا” صدى وثناءً من الفريق “يحيى محمد خير” بطل الكرمك ووزير الدولة بالدفاع الذي حمل هم المنطقة، وخفف الأعباء عن الوزير “عبد الرحيم” بنشاطه هو الآخر وقدرته على إدارة ملف العمليات.
شكراً لـ”حسبو محمد عبد الرحمن” الذي يمثل قيادة الدولة العليا وهي لا توهن لها عزيمة ولا ينالها من تعب أو رهق في سبيل أداء واجبها.. في مسح دموع الباكي وتطبيب الجراح.. وشكراً للوالي “آدم الفكي محمد الطيب” الذي أثبت قدرة على العطاء.. وحنكة في إدارة الأزمات.. وما نتيجة ولاية جنوب كردفان في الانتخابات العامة وهي تحت الرصاص والدانات والتخذيل والاستهداف وتحقق نسبة فوق الـ(40%) ليكتب “الفكي” شهادة لصالحه، تؤهله لعبور المرحلة القادمة إن كان هناك إنصاف حقيقي للذين يعطون في صمت وبالمناطق النائية.