النشوف آخرتــــا
هل يفعلها سيدي الحسن؟
سعد الدين ابراهيم
ما لم يفطن له “سيدي الحسن الميرغني” أنه في الأول والآخر يمثل فئة الشباب.. ويمثل سلوك الشباب.. ويقدم أنموذجاً للقيادات الشابة.. في أصعب مجالاتها قيادة الحراك السياسي في حزب كبير نسي أنه يجسد قيادة سياسية شابة ينظر إليها الناس كتجربة للأجيال الجديدة والشابة لذلك لا يحسب عليه وحده الإخفاق. وفوق هذا وذاك يقدم أنموذجاً لنظام التوريث في السياسة.. ولو أن الثورة المصرية هبت وواحد من مشعلات أوارها ما رشح من أن الأسرة (الحسنية المباركية السوزانية) الحاكمة كان تريد ذلك للأمانة الرئيس (المفلول) وهذه على وزن (المخلوع).. “حسني مبارك” لم يكن يريد أن يزج بأبنائه في أتون السياسة حتى أنني قرأت أنه قال: عندما كان (ناس صفوت الشريف) وغيره يدفعون بابنه “جمال” إلى قيادة الحزب الحاكم قال: دول يزقو جمال لقدام في الحرب عشان يحرقوه.. أو كما قال عموماً احترق الجميع عند قيام الثورة أو الهبة أو الانتفاضة.. ولو أن نظام التوريث نجح في استقرار الحكم في تجارب كان سندها الثراء المستمر القادر على دفع تكاليف حاجات الشعوب الأساسية.. إذن فـ”سيدي الحسن الميرغني” يشكل أنموذجاً للشباب والوراثة فهل نجح كنموذج في الأمرين؟ قالت الأستاذة “نفيسة محمد الأمين” في حوار لـ(المجهر) معها يوم (الأربعاء) الماضي (وجد أبناء هذا الجيل حقوقهم جاهزة.. نحن نطالبهم بأن يحافظوا عليها ويعملوا على تطويرها لأن الحقوق جميعها تتطور بمرور الوقت).
على هدى هذا التقرير من امرأة حديدية استطاعت إدارة حركتها السياسية بذكاء.. ومن ثم تحولت إلى إدارة التربية عبر النسق الأكاديمي فاكتسبت خبرة تقول هل قام “سيدي الحسن” بالمحافظة على هذه الحقوق ناهيك عن تطويرها.. ما الحقوق التي وجدها “الحسن” جاهزة؟.. في مبادئ وأعراف الحزب الاتحادي؟.. أولها النهج الديمقراطي التقليدي.. الذي يخضع للأغلبية الميكانيكية.. فهل حافظ على هذا النهج؟.. بل سار على الفهم الخاطئ لمقولة مكيافيللي (الغاية تبرر الوسيلة) فاتخذ وسيلة شوهاء لغاية هو ذاته مع احترامي الشديد له لا يعرف كنهها.. فمكيافيللي هذا قال للأمير الأخطر وذلك المتجسد في مقولته التي تذهب إلى (إذا كنتم تستخدمون ضغطاً ما.. عنفاً ما، للجم الشعب فليس ثمة غير وسيلتين اثنتين للقضاء عليه.. أن يكون لديكم دائماً جيش جيد على أهبة الاستعداد لإنزاله للميدان كما كان الحال مع (الرومان)، أو أن تدمروا ذلك الشعب تشتتوه تشقوا صفوفه بحيث يستحيل أن يجتمع ثانية للإضرار بكم، ففي الواقع إذا أنتم انتزعتم منه ثرواته، فإن البؤس يجعل المرء يجد السلاح، وإذا أنتم انتزعتم سلاحه سوف يقدم له الغضب أسلحة جديدة، وإذا أهلكتم جميع قادته فيما تواصلون اضطهاد الآخرين يولد القادة من جديد مثل رؤوس التنين.
وجد “الحسن” أيضاً أجندة مثل توطئه الاكنان لكن صعر خده.. وجد البساطة والعفوية والوسطية لكن عقدها وصعبها وتطرف.. وجد الصبر والمصابرة وقوم تواصوا بالصبر، لكنه تسرع وتعجل واتخذ قراراً دون شورى بلا هدى.. قد يكون موقفاً بدا له شجاعاً رغم أن البعض يرونه متهوراً.. “سيدي الحسن” هل تعي أنك تمثل الشباب والوراثة ونظام التوريث.. وتمثل التجديد والأجيال الجديدة.. عموماً اعتذر الفنان الشاب “طه سليمان” حين أخطأ فهل تقتدي به؟!